إضاءة أولى على رحيل رجل التربية الأول في اليمن الأستاذ/ عبدالله عطية
–
في مدينة زبيد محافظة الحديدة ولد الأستاذ عبدالله عطية وخلال فترة حياته في موطن إقامته ومسقط رأسه اشتغل بمهنية التعليم منذ نخعومة أظفاره حتى زمن الناس..
وعبر تاريخ حياته حاول وضع أهم اللبنات الأساسية للتعليم من خلال ريادته للمراكز التعليمية إشرافا وإفرازا وإعدادا للمدرس القادر على إعطاء طلابه حبهم للمهنة التعليمية التي اختارها في قطار حياته.. وحدد مسلكها الآخر لهم.
عاش عطية في بيئة واسعة التطور للواقع التعليمي بيئة غنية بأشكال معرفتها العلمية عبر تاريخ الزمان.
حرص كمربي على نمو ذلك الحراك التربوي الدائم في مسلك حياته وانجلى فيه الطابع التربوي والتلاميذه معه لينقل أليهم وأقرانهم ومتلقيهم الحفاظ على الموروث التعليمي في حينه.
أنار للجميع خلال فترة حياته أهم المراحل الأساسية التربوية والمتعين على الجميع سلوكها خلال رحلتهم التاريخية في القاء معارفهم وتحديد أنماط التدريس في أروقة الفصول المدرسية.
وكم نتمنى على الأخ والصديق أ.د/ حسين القاضي رئيس جامعة الحديدة أن يوجه وهو الأكثر إحاطة بأهمية البحث العلمي كما عرف مع أقرانه الأكاديميين بفرع جامعة زبيد أو أحد طلابها في الدراسات العليا بالجامعة ليتصدى لهذه المهمة الغالية بدا من النشأة ومراحل الطور التربوي وما بعدها من زمن الناس وبهذه المناسبة لا يفوتني أن نقول لكل أهل المعرفة والمعروف في اليمن أياكم أن نسمح لأحدنا في الديار اليمنية نسيان أو تناسي أفضال هذا التربوي الكبير عطية..
فمن يسمح بنسيان معروف وأفضال العارفين من بني الناس فإن الزمن قد يدور بدورته لينسى من تناسى في رحلة التاريخ والشواهد كثيرة.
واليوم نتذكره والأمل أن نراه من جديد من خلال مطالعاتنا لأعماله التربوية والشعرية ولقد واجه بذهني أفكارا وذكريات وكان مفيضها الطاغي تحسرنا جميعا على قامة تربوية كبيرة قد غادرتنا مثل عطية ولم نجد حتى زمن الناس من يعطيها جزءا من حقها لنتصور كيف لرجل بقامته وبعد مرور سنوات من أعماله وجهوده التربوية العميقة في سلك التربية والشعر والأدب إضافة للقضايا الاجتماعية أن نسطر له جزءا من إنجازاته كعرفان لحقه ولنذكر بها أقرانه ومحبيه والمهتمين بقطاع التدريس والسائرين على دربه.
كان هناك هاجس ومشروع إرادة في حياته وهو مشروع نهضة تربوية قوامها معلم يمني غايته إنشاء جيل متماسك علميا وتربويا ولقد نجح عطية في الإعداد والتهيئة لذلك المشروع والدعوة إليه خلال حياته التربوية والتي زهاؤها نصف قرن.. ولقد غرس في رحاب مريدية من التربويين المشتغلين بحقل التدريس والمتلقين للعلوم المختلفة قدسية التعليم والتدريس أتذكر وأنا أحد المقربين إليه والمحيطين به أن الفقيد كان يعد لمشروع حلمه التربوي وكان يتمنى في حينه أن يشمل تطوير منهج التعليم المحيط باليمن بكامله ريفه وحضره..
علها كانت دعوة تربوية تعليمية صادقة لإعادة النظر في القطاع التعليمي والتربوي.. وكان يراود عطية الأستاذ حلم محو الأمية عن الكبار قبل أن ينمو صغارهم في حينه وذلك ترافقا مع إعداد مدرس قادر على قيادة المرحلة التعليمية بأسس قويمة ولا أريد أن أبسط أمامكم ما تعلمته شخصيا منه كمربي ورائد تربوي ورفاقه التربويين في زبيد الحالمة منذ ملازمتي له خلال فترة التلقي لبعض العلوم في موطن الإقامة.
فله أولا ولتلاميذه من بعده فضل السبق في توسيع المدارك التربوية من خلال رحلتهم التربوية ع