حرب “التراويح”.. هل تفسد مبدأ التعايش¿!
متابعةمحمد محمد إبراهيم

متابعة/محمد محمد إبراهيم –
مؤلم جدا أن يصل الخلاف في فرع من فروع العبادات حد الاشتباك وسفك الدماء داخل مسجد بني للعبادة ولم يبنى للشقاق أنها حادثة جامع التسيير بحي الزراعة غرب مستشفى الكويت التي كان حصيلتها 8 جرحى إصابة أحدهم خطيرة وترويع الآمنين والأطفال المبتهجين في أزقة الحي بليالي رمضان فهل ذلك الحدث انعكاس لجهل مطبق في زمن العلم.. أم لنزعة التعصب الأعمى التي تورث الندامة¿.. وهل بإمكان أحد من المسلمين منع أحد من العبادة وأداء النوافل..¿ وفي المقابل هل تستدعي مسألة الخلاف التعصب والمواجهة المسلحة داخل بيت من بيوت الله¿ وكيف ينظر الشرع لهذه الظاهرة الجديدة على اليمنيين بل وعلى المفهوم العام لدى الناس عن المسجد كدار عبادة تجمع المسلمين بمختلف مذاهبهم منذ القدم.
في سطور الاستطلاع نستجلي إجابات هذه التساؤلات على ضوء ما حدث في جامع التيسير بحي الزراعة أمانة العاصمة كنموذج لحوادث شبيهة في مساجد أخرى أنبعثت منها روائح المذهبية المقيته.. تتابع..
> فجأة ودون سابق إنذار دوى صوت الرصاص والقنابل الصوتية في حي الزرعة جوار مستشفى الكويت من الناحية الغربية.. أصيب المواطنون بالذعر والخوف فقد أعادت هذه الأصوات التي تزامنت مع إقامة تراويح الليلة الثالثة من شهر رمضان المبارك- إلى ذاكرة الناس ما شهده الحي من مواجهات وغازات سامة دخلت إلى المنازل أيام الاعتصامات والفوضى التي شهدها العام 2011م على إثر ثورة الشباب السلمية.. الكل تساءل ما الذي حصل¿ وما الذي ينتظره الحي الذي لم تغادر ذاكرته مأساوية سقوط طائرة السوخوا 22 في فبرائر 2013م خصوصا وإطلاق الرصاص ودوي القنابل حدث في أزقة نفس الشارع الذي شهد مأساة الطائرة.
جامع التيسير
تلك الأصوات والفوضى والعراك هي مثار اشتباك معركة مفاجأة داخل جامع التيسير في الحي هكذا الأمور للمواطنين حال اطلاق الرصاص .. يقول المواطن سعد المطري – شاهد عيان – كنت ماشيا في الشارع باتجاه شارع الزراعة نزولا من سوبر ماركت سيتي مارت تفاجأت بناس هاربين من زقاق على يميني – وهو شارع فرعي وسط اطلاق الرصاص فررت بنفسي صوب شارع الزراعة وحين وقفت سألت صاحب بقالة طرابلس فأجابني إن هذه اشتباكات بين السلفيين والحوثيين في جامع التيسير اختلفوا على صلاة التراويح.. صاحب البقالة قام بإغلاق أبوابه وأنا واصلت الذهاب ولكني لحظتها قد ابتعدت عن الخطر بعد أن سمعت دوي قنابل صوتية ورصاصا كثيفا.
المواطن علي القروي أحد جيران المسجد يؤكد من ناحيته أن هذه الحادثة ناتجة عن خلاف تراكم من أول أيام رمضان المبارك حول صلاة التراويح مشيرا إلى أن الحوثيين يحاولون منع الناس من أداء صلاة التراويح باعتبارها بدعة فيما السلفيون يصرون على أدائها وبالميكرفون وهكذا تصاعد الخلاف وصولا للرصاص والاشتباكات الذي خلف جرحى.
روايات متعددة عن جوهر الخلاف بين الحوثيين والسلفيين فالحوثيون يؤكدون أن الخلاف ليس إقامة صلاة التراويح وإنما على رفعها بالميكرفون معتبرين التراويح نافلة يمكن أداؤها في البيت أو المسجد وفي حال أداؤها في المسجد لا يمكن بأي حال من الأحوال واستخدام الميكرفون في إقامة نافلة مجيزين استخدام الميكرفون في أذان وإقامة الخمسة الفروض فقط.
“السلفيون” من ناحيتهم يؤكدون إن صلاة التراويح ليست بدعة كما يتصور الحوثيون ويحاولون إقناع الآخرين موضحين إن جوهر الخلاف مع الحوثيين في جامع التيسير هو المنع والتهكم والمضايقة لكل المؤدين لصلاة التراويح تمهيدا للمنع النهائي.
أحد شهود العيان في حارة جامع التيسير أكد أنه تم حجب “المايك” ومنعه عن إمام التراويح ولم يمنع المصلون من إقامة التراويح مشترطين أن تقام الصلاة دون مايك وقد صلى كثير من المواطنين التراويح في الجامع على هذا الأساس لكن الحوثيين المتواجدين قاموا بمضايقة المصلين بمقاطعتهم بتسابيح أخرى ومضايقتهم بالصياح ورفع الأصوات والأحاديث الجانبية وأن معظمهم يتعاطون القات في صرح الجامع لفرض مضايقات مقيمي التراويح.
تفجير قنبلة في الجامع
في زيارة ميدانية قمنا بها إلى جامع التيسير رأينا آثار الاشتباك الذي يعكس العصبية المقيته حسب تعبير الكثير من المواطنين حيث وجدنا مكان وآثار انفجار القنبلة في صرح الجامع وتطاير الشضايا في الجدران وبقع الدم التي رسمت صورة مؤلمة لدماء جرحى من الجانبين في صرح الجامع قابلنا الشاب محمد شرف محمد الذي شرح لنا تفاصيل الحادثة موضحا إن الناس كانوا قائمين يصلون التراويح في الجامع وفجأة جاءت مجموعة عرف بعضها وباشروا إطلاق الرصاص وتفجير القنبلة دون سابق إنذار.. الأمر الذي حد بنا إلى المواجهة وحاولنا إلقاء القبض عليهم ولكنهم لاذوا بالفرار.
وحين سألناه عن منع المصلين من التراويح نفى محمد شرف منع أي أحد مؤكدا بقو