تتذكر الماء فيسيل بين أصابعك
عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي –
لم تكن مضطرا لإلقاء قميصك من البلكونة
لمجرد أن إحداهن عانقتك ونسيت شفتيها على كتفك..
باستطاعتك أن تقص الشفتين كي لا تراهما زوجتك
لأنها لن تصدقك إن قلت لها إنهما فوتشوب
أو أن أحد العمال أوقع عليك بعض الطلاء وهو يدهن الجدار.
***
ها أنت تنزف لمجرد أنك تشاهد فيلما عن حرب أمريكا وفيتنام
تمسح أنفك كلما قام أحدهم بتسديد لكمة
وتبتسم حين ترى البطل ينجو من نزق الدبابات وعيون القناصة
التي تقتل بغمزة واحدة فقط..
فتسألك زوجتك عن خيط الدم بين أنفك وشفتك
فلا تجد جوابا يستطيع إيقاف ذلك النزيف.
***
لا شيء يستحق كل هذه التناهيد
ثيابك لم تعد تتسع لكلö هذا الغياب..
تتذكر الماء فيسيل بين أصابعك
ثم تحاول أن تستحضر الجفاف فتخشى أن يتشقق الصلصال بداخلك
من يقنعك أنك لست فخارا إلى هذا الحد من الخوف!!
***
يزعجك الشريط الإخباري المليء بالأخطاء المطبعية
والمذيع الذي يبتسم قبل أن يقرأ خبر انفجار حافلة مليئة بالطلاب..
تنصت إلى وساوس زوجتك
وتضع يدك على قميصك خشية أن تصدر الشفتان قبلة تؤكد هذه الوساوس
وتتمتم بآيات تأمل منها إخراجك من هذا المأزق.