رجــــل الأمــــن.. والمــــواطن..علاقة تتأرجح بين المـــــــــصالحة والقطعية..!!!
أدار المواجهة محمد محمد إبراهيم

أدار المواجهة/ محمد محمد إبراهيم –
بين لحظة وأخرى وأنت في مجلس أو على ظهر باص تسمع إلى بوح الناس وشكواهم من تصرفات بعض رجال الأمن أو المرور وابتزازهم للمواطن.. هذه الشكاوى المتكررة تعكس مستوى عالي من نفور المجتمع من الأجهزة الأمنية.. وبين الحين والآخر تسمع أحدهم يقسم يمينيا أن (س) من رجال الأمن – الذي مر أمامهم- كان ضمن عصابات الحارات واليوم رجل أمن يحمي المجتمع!!!!!.. أما سردهم لبطولات أخذ الحق باليد دون اللجوء إلى الأمن فيطول..
تتنفس الأمل من «سم الخياط» حين تسمع استدراك أحدهم: ( لكن الخير موجود لا «تصدقش».. أنا أعرف رجل أمن في مكان كذا- للأمانة -»ابن ناس» إذا رحت إليه مطلوبا ينتصر لحقك بالقانون).. رغم هذا الاستدارك تبقى محاصرا بأسئلة عن جوهر الفجوة القائمة بين المجتمع ورجل الأمن حتى صار الطرفين على بعد نقيضين فبينما يرى بعض رجال الشرطة هذه الوظيفة مغنما كبيرا.. تجد المجتمع-استتباعا لذلك- لا زال ينظر إلى الشرطة كخصم يخشى منه ضياع حق المواطن سواء كان جانيا أو مجنيا عليه.. وبين هذا وذاك يقع واقع الشرطة إما في مبنى متهالك أو مبنى مستأجر منذ عقود أخذت إيجاراته من خزينة الدولة ما يكفي لبناء عشرة أقسام نموذجية..
في هذه المواجهة الحوارية نناقش المجتمع ممثلا بشخصية اجتماعية عرف عنها الطرح البناء والرؤى الحقوقية المستنيرة وهو الباحث الاجتماعي والناشط السياسي والحقوقي الدكتور عادل الشجاع ونناقش في الطرف الآخر الأمن العام ممثلا بشخصية أمنية امتلكت صدى محمود لدى الناس بنشاطها الأمني الوطني المميز وبضبطها لأكبر شحنة أسلحة مهربة إلى داخل البلد وحظيت بتكريم رئيس الجمهورية في بادرة جميلة على طريق استعادة هيبة ومكانة الامن وهو مدير أمن محافظة الحديدة العميد محمد المقالح.. وبين سطور هذه المواجهة نستجلي الرؤى حول العوامل الأهم في تكوين الصورة الذهنية المشار إليها…. فإلى نص هذا التواجه الحواري المقتضب..
——————-
مدير أمن محافظة الحديدة العميد محمد المقالح لـ(الثورة)
تكامل الشرطة والمجتمع مرهون بمستوى الوعي والمعايير المهنية
إعادة تشكيل الصورة اللائقة بالأمن يحتاج لسنوات
عميد.محمد المقالح
•بداية عميد محمد.. يرى كثير من أخصائي الاجتماع إن الصورة الذهنية الباهتة عن رجل الأمن لدى المجتمع هي الممارسات الخاطئة التي تصدر من رجل الأمن… كيف تنظرون لهذا التأصيل ¿
– دعني أؤكد في البداية ما ذهب إليه هؤلاء الاجتماعيون لكن يجب التوضيح الأكثر صلة بما يشوب الصورة الذهنية لرجل الأمن اليمني لدى المجتمع على المدى التاريخي فصحيح إن الممارسات الخاطئة هي العامل الأساس لعكس صورة مشوهة عن الأمن ورجاله في مختلف مؤسسات وأجهزة الدولة الامنية والمرورية وغيرها… لكن في المقابل هناك صورة تاريخية ارتبطت بمراحل سياسية مختلفة بدأت من الإمامة وما يرويه الآباء للأبناء عن عسس الإمام وعكفته هذه الوصف التاريخي يرسم صورة مشوهة عن رجل الأمن في الذاكرة المجتمعية.. كما أن الحياة الأمنية في عقود ما بعد الثورة السبتمبرية شهدت كثير من الاختلالات والممارسات الخاطئة التي شابت عمل رجال الأمن فبقت الصورة أيضا قاتمة ناهيك عن القاعدة المعروفة لدى المجتمع اليمني والعربي أيضا وهي (الحسنة تخص والسيئة تعم).. فأبسط ممارسة خاطئة يرتكبها رجل الأمن تحسب على كل الأجهزة الأمنية وجوانب العمل الامني..
• حاليا كيف تنظرون للعلاقة بين رجل الأمن وبين المواطن من خلال عملكم ..¿
– طبيعي أن العلاقة تظل محكومة بشيء – وإن كان نسبي- من أبعاد هذه الصورة الذهنية وما لمسناه منذ عملنا في الأجهزة الأمنية هو إنها علاقة تنافر حد العدائية فالمواطن يرى في بعض الأحيان إلى الأمن بأنه عدو خصوصا عندما يتعرض لمحاولة ابتزاز وهو في موقع المظلوم من خصمه لكن هذا الخطأ لا يعمم على كل رجال الأمن فهناك من يعرفون قيم العمل الأمني وأخلاقياته فيعكسون صورة جيدة تقرب المواطن للأمن وتجعله يدرك أن رجل الأمن حارس الحق وليس عدوا لأحد..
• هل تقصد انما جرى من تقطعات ونزاعات واقتتال على الأراضي مثلا ونهب في الطرقات العامة مرجعه الأمن .. ¿
– ليس هذا المعنى .. وإنما أقصد به ثقافة المجتمع وعدم وعيه بأهمية اللجوء إلى الأمن هي أبرز الدوافع للتعبير المغلوط عن الحقوق بأن تقطع الطريق أو تلجأ للسلاح في أبسط قضية خلافية.. صحيح إن جزء بسيطا من أسباب نشوء هذه الثقافة هو في الممارسات الخاطئة للأجهزة الأمنية وفشلها في كثير من القضايا لكن المسألة برمتها ترتبط بغياب الدو