لتصل المسيرة لمحطتها القادمة
حسن أحمد اللوزي
حسن أحمد اللوزي –
< بلاد مرهقة جدا جدا ما أشد معاناتها وما أصلب عودها وما أروع ما تتصف به في خانة الإيجابيات التي تظل السمة الغالبة للشعوب الحية!!
بلاد عصية على الانحناء ولن يدركها الفشل الذي يداعب التنبؤات الخائبة! لكنها مثقلة بصور كثيرة من العقوق والنكران وصور الخذلان ومفاجآت ذوي الجهل والجهالة وزبانية التجهيل¿! وهواة الاستعراض والإغراق في اللعب فوق منصة لا تقبل سوى الصدق ونصرة الحق والاحتكام للمصلحة العليا للشعب.
بلاد حرة وأبية برغم أنها تغتسل كل يوم بضوضاء الأكاذيب المبتكرة في حروب المكايدة التي عفى عليها الزمن والاتهامات الزائفة وظلام الأعمال الشريرة وجرائم الإرهاب الغادرة… إلخ ولكنها تشجي نفسها بالبشارات اللامعة على مفترق الطرق والمخاليف الصعبة في مرتقى الحوار الوطني الشامل تحت خيمة الطمأنينة التي تبدو أنها هبة الله أمان الخائفين ومنجد الصابرين وملهم الرافضين لكل النعرات الطائفية والمناطقية والمذهبية والعنصرية.
نعم الطمأنينة التي هي في ذات الوقت من نسيج روح الشعب الأبي الصامد والصابر والمنتصر بإذن الله وباقتدار أبنائه الأبرار في كل حقول العمل والإنتاج ومواقع البذل والتضحية ومنابر الصدق والحق في مجتمع التسامح والمحبة ونكران الذات نعم نعم روح الشعب الطامح والمكافح بكل فئاته وتكويناته والتي تتوجه كل يوم بإرادتهم وبكل آمالهم وتطلعاتهم نحو مؤتمر الحوار الوطني الشامل باعتباره صاحب القول الفصل في أعظم ما يجب إنجازه للوثوب للمرحلة القادمة.
نقول ذلك مؤمنين بأن المعاناة تولد الصبر وقوة التحمل وتشعل كوامن التفكير وتشحذ الهمم بل وتدفع إلى ابتكار المعالجات والحلول للمشكلات وتشحذ النظرات العقلانية الصائبة حول كافة القضايا التي ينشغل بها المؤتمر في أعماله المتواصلة في الجلسات العامة كما في فرق العمل وإن كانت بعض الجهود تسير في اتجاه إضاعة الوقت والمبالغات الزائدة عن حدود التفكير المثمر!! ويعزو البعض ذلك إلى مبدأ الرغبة في الاطمئنان إلى جاهزية الآخر للتقبل والحرص على تمتين التفاهم والإقناع والاقتناع ولكن يجب عدم التورط في “المشارعة بالباطل” والإغراق في الإسراف في عرض القضايا والمواضيع مع العلم بأن عددا محدودا من الصفحات تغني عن المئات في حالة الاهتمام والحرص على صياغة الأفكار المجمع عليها وطالما اعتمدت الصياغة على الصدق والوضوح والموضوعية والشجاعة والشفافية وذلك ما حرص المؤتمر على توفيره للجميع منذ يومه الأول وهو ما لم يتم استثماره من قبل البعض على النحو الأمثل!! وعذرا من بعض الملاحظات الضرورية حتى لا يقال ما أسهل الحرب على المتفرجين إذا صح وصف حوار من كاد يفتك بهم الشقاق بهذا الوصف والأهم هو في حرص الجميع على نجاح هذه التجربة الوطنية الديمقراطية الحية التي تعلق عليها الآمال والطموحات ويرتهن بها مصير وطن بكامله بالنسبة لإنقاذ حاضره وسلامة مستقبله.
وهنا لا بد للإخوة والأخوات أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل أن يدركوا أن حياة الشعوب والأمم الحية مهما أحاطت بها الظروف العصيبة وواجهتها التحديات الخطيرة فإن هناك أمامها لحظة تاريخية بالغة الخصوبة تحتضن جملة من الفرص الوطنية المتداخلة بعوامل مواتية داخلية وخارجية قابلة لأن تكون أرضا قوية وصلبة للانطلاق الواثق نحو تاريخ جديد يصعد من حافة الهاوية ويتغلب على كل أغلال وقيود الضعف والارتهان وهي لا أقل من أن تدفع إلى الاستجابة الذكية الحرة والفاعلية المقتدرة لانتهازها والسير بها في الصراط المستقيم والإمساك بكل مفاصل حركة الوجود الوطني في الاتجاه الصحيح الذي ظلت تترسمه الأماني الوطنية والطموحات الشعبية ولا شك أن صورة هذه اللحظة ماثلة اليوم بكل تفاصيلها أمام الإخوة والأخوات أعضاء مؤتمر الحوار الوطني ومسؤولية الوفاء بما تستحقه أمانه غالية في أعناقهم ورهينة لاصطفافهم الوطني حول كلمة “سواء” كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا وكقيادة فكرية وسياسية قدرية مهيأة في ذاتها وفي المسؤولية المناطة بها لتحقيق ذلكم الإنجاز الحضاري المتجاوز إذا صح التعبير.
ولا شك أن ذلك هو ما صارت تبشر به بثقة عالية وإرادة وطنية صافية وبكلمات وأفكار صادقة ووفية العديد من المداخلات العقلانية للإخوة والأخوات أعضاء المؤتمر والتي ألهبت أيادي الحاضرين في قاعة الجلسات العامة الثانية وأمام شاشات التلفزيون والأجهزة المسموعة في البيوت المشرئبة في كل ربوع البلد الطيب.
من أجل إحكام القرار :
لا خاب من سمع النصيحة واستشار
وتدبر الأمر العصي بحكمة
وروية من أجل إحكام القر