قرار صائب .. ولكن
علي محمد قائد

علي محمد قائد
علي محمد قائد –

علي محمد قائد
في الحقيقة يستحق وزير التربية والتعليم كل الشكر والتقدير لما أحدثه هذا العام من تغيرات ملحوظة في عملية امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية وتمثلت تلك التغيرات في تعدد نماذج الأسئلة (ثلاثة نماذج للصف التاسع وأربعة نماذج للثانوية العامة) وكذا وجود أسئلة الشهادة الثانوية على نفس دفتر الإجابة وكل ذلك أعطى الامتحانات هذا العام شكلا مميزا وأحدث مفاجآت لم تكن في الحسبان ولعل الهدف الأساسي من ذلك الحد من ظاهرة الغش والتي اتسع نطاقها وتعددت أساليبها خلال السنوات الماضية مما أثرت سلبا على المستوى التعليمي والتربوي والمعروف أن الغش في الامتحانات يعتبر سرطانا يؤدي إلى القضاء على العملية التربوية والتعليمية فاعتماد الطالب على الغش يعني عدم اهتمامه بالحضور والانضباط في المدرسة وكذا عدم احترامه وتقديره للمعلم وعدم اهتمامه وتقديره للمناهج المدرسية فالكتاب يرمى جانبا حتى يحين موعد الامتحانات حيث يقوم الطالب بالتصوير المصغر جدا للمادة الدراسية ليخفيها ويقوم بالغش منها كإحدى صور الغش ومن صور الغش الأخرى التي كانت سائدة تسرب ورق الأسئلة إلى خارج المراكز الامتحانية ومن ثم القيام بحلها وتصويرها وإدخالها إلى الطلاب عن طريق الأهالي الذين يتذكرون أن لديهم طلابا وطالبات ويقومون بالتجمعات حول المراكز الامتحانية وإحداث فوضى وأعمال شغب مما يفقد الامتحانات قيمتها وأهميتها ولكن هذا العام حدث ما لم يكن في الحسبان وتفاجأ بعض الطلاب الذين أهملوا طيلة العام لأنهم سيعتمدون على الغش تفاجأوا بقنبلة المفاجأة ووجدوا أربعة نماذج للأسئلة داخل اللجنة مما يعني صعوبة الغش من بعضهم البعض وكذا وجود الأسئلة على نفس دفتر الإجابة مما يعني صعوبة تسرب الأسئلة وقد ساعد ذلك على اقتناع أولياء الأمور بعدم قدرتهم على مساعدة الطلاب على الغش وكذا ساعد ذلك على قيام الطلاب والطالبات ببذل مجهود أكبر في المذاكرة ولكن تلك التغيرات سيكون لها انعكاسان سلبي وإيجابي الأول على الطالب المهمل وهذا يعني رسوبه أو حصوله على معدل منخفض والثاني على الطالب المجتهد والذي توفرت له الأجواء الهادئة والآمنة للقيام بعملية حل الأسئلة ومن المتوقع أنه سيحدث شيء مفاجئ ولأول مرة وهو ارتفاع نسبة الرسوب خلال هذا العام وهذا يعتبر أحد الانعكاسات السلبية لتلك التغيرات.
إن محاربة الغش لا يتمثل بإحداث تغيرات مفاجئة آخر العام الدراسي بل الأهم من ذلك هو تحسين العملية التربوية والتعليمية من خلال إيجاد المعلم المتمكن والمؤهل وإلزام الطلاب على الانضباط والمذاكرة طيلة العام وكذا تعريفهم طيلة العام الدراسي أن هناك تغيرات في طريقة إعداد الأسئلة ويأتي دور الأسرة في محاربة ثقافة الغش ومتابعة الطلاب أولا بأول لا أن يحدث ما نراه من تشجيع أولياء الأمور على الغش وحرصهم على اصطحاب أبنائهم وبناتهم إلى المراكز الامتحانية ليقوموا بمساعدتهم على الغش وإن وجد بعض التربويين خاصة ممن هم مسؤولين على سير الامتحانات ويقومون بمساعدة الطالب على الغش فهنا الكارثة .. فمن أين سيستمد المعلم هيبته ومكانته وقيمته وهو يساعد على الغش¿
وأقول ستكون امتحانات هذا العام بادرة أمل إن شاء الله ولكن هل ستقبل وزارة التربية والتعليم بالنتائج المتوقعة¿