الميزان مختل والعوائل مسيطرة

عارف الدوش


 - دراسات عديدة أظهرت أن 2% من اليمنيين يستأثرون بـ80% من دخل البلاد وحذرا من أن تؤدي السياسات إلى  تكوين الثروات غير المشروعة لدى ثلة محدودة من العائلات المهيمنة  في ظل استمرار غياب رؤى اقتصادية تخدم المجتمع بكل شرائحه وليس قلة من المتنف
عارف الدوش –

دراسات عديدة أظهرت أن 2% من اليمنيين يستأثرون بـ80% من دخل البلاد وحذرا من أن تؤدي السياسات إلى تكوين الثروات غير المشروعة لدى ثلة محدودة من العائلات المهيمنة في ظل استمرار غياب رؤى اقتصادية تخدم المجتمع بكل شرائحه وليس قلة من المتنفذين والعوائل المهيمنة على شئون الاقتصاد وبالتالي السياسية فمن يملك يحكم .
فالعوائل غزت مجتمعنا اليمني في كل مفاصله وفي أي مكان تذهب إليه أو تجرك أقدارك الى التعامل معه وكنت من أصحاب العيون الفاحصة ولا تمر عليك الأسماء والأحداث دون تفحص فلن تجد إلا مجموعة عوائل مسيطرة ويتربع أولادها وبناتها في وظائف معينة وهناك من يتحدث عن حق الأبن في وراثة وظيفة أبيه بحكم أن الأب ضحى ومن حق أبنه أن يحصل على وظيفته إنها الوراثة يا سادة كرسها حكامنا في المنطقة واليمن جزء منها وكأن أبناء العوائل المحدودة القابضة على حاضر البلاد والعباد ومستقبلهما لها أفضلية وبقية أبناء الشعب وإن تعلموا وتأهلوا فلهم الشوارع والجولات تحتضنهم في مربعات البطالة والبؤس.
فالأرقام مرعبة ياسادة يا كرام والميزان مختل وكفته راجحة بشكل كبير لصالح فئة صغيرة في المجتمع تتمتع بكل شيء أقول كل شيء والباقي عليكم ويتم تصميم القوانين والدولة وتشكيل الحكومات وفبركة اللوائح والأنظمة على مقاسات العوائل والفئات المتربعة فوق رؤوس البشر بداية من حق السير في الشوارع وعقوبات المرور إلى أعلى سلم الدولة والسلطة والفوارق تزيد يوما بعد يوم في ظل تراخي الدولة وغيابها وانهيار القيم وفقدان الأخلاقيات.
عندما نقول الأرقام مرعبة فليس في الأمر مبالغة فالبطالة تصل إلى70% بين القوى العاملة وفقا لباحثين اقتصاديين أما بيانات الحكومة وأرقامها لا تعترف إلا بـ40% ولم تستطع الحكومة سوى توظيف60 ألف شخص وسط ارتفاع معدلات الفقر إلى 65% في المتوسط حسب مركز دراسات بحوث السوق في المدن وتقول أرقام أخرى أن معدل الفقر وصل في بعض الإرياف إلى 85% وهناك أكثر من مليون عامل فقدوا وظائفهم العامين الماضيين(2011-2012) منهم 20% تعرضوا للفصل النهائي.
والوضع الإنساني في البلاد كارثي بحسب إحصاءات الأمم المتحدة فعشرة ملايين يمني يعانون من فقدان الأمن الغذائي وسبعة ملايين يعانون من “فقدان حاد للأمن الغذائي” وهناك 700 ألف طفل يمني قد يموتون بسبب سوء التغذية ونسمع عن أرقام خرافية ولا ندري بنتائجها وهل هي للتخدير حقائق أم إعلانات على ورقة اجتماعات فقط فتقول الأرقام أن خطة الاحتياجات الطارئة المعروضة على المانحين بكلفة 410 مليار دولار ضمن البرنامج المرحلي للاستقرار والتنمية حتى العام 2014 وهذا رقم مهول لكن نتائجه غير ملموسة.
وحتى عندما تتحدث الدولة والحكومة عن تحسين أوضاع وزيادة مرتبات وتقديم خدمات وتوزيع اراضي فهي تتحدث عن عيال الدولة والحكومة وكم عدد أولاد الحكومة” في الغالب يصلون إلى 800 الف أو مليون ” والباقي من عدد السكان الذي يقال أنهم يتجاوزون 25 مليونا ينتشرون في ربوع الوطن ويتشرذمون في تجمعات سكانية هي الأكثر في المنطقة من حيث العدد والأصعب من حيث الحياة ووصول الخدمات إليها هؤلاء الملايين تراهم صباح كل يوم يفترشون الأرصفة والطرقات ويتكومون في جولات المدن الرئيسية والثانوية يبحثون عن قوت يومهم ولا يجدونه وورائهم بطون جائعة واجساد عارية وامراض تبحث عن علاجات وأدوية وطلاب وطالبات يبحثون عن دفاتر وأقلام وثياب ستر العورات.
ياسادة يا كرام حين هب اليمنيون في كل الساحات والميادين يرددون ” الشعب يريد إسقاط النظام” ويهتفون بالنشيد الوطني كانوا وقود الثورة الشبابية الشعبية السلمية فخرج العمال في كل مدن ومناطق اليمن ووجد العاطلون عن العمل وهم عمال وكادحون وشباب جامعيون وجامعيات لأنهم كانوا ولازالوا يبحثون عن مخرج لأوضاعهم التي طحنتهم بفعل سياسات غبية “لشلة عوائل مستأثرة بالحكم والمال وتتقاسم خيرات البلاد والعباد بدون حياء ” وتسحق بحكومات وانظمة وقوانين تفصلها على مقاسها الوطن وناسه المغلوبين الفقراء بلا رحمة ومن لم يصدق عليه إن يقوم بزيارات إلى تهامة المنكوبة والى محافظات الجنوب المتمردة على الظلم والطغيان والسلب والنهب والى تعز الثائرة وإن لم يتمكن فيقوم الصباح من بدري ويعمل زيارات إلى جولات تكدس العمال والعاطلين في العاصمة صنعاء وحدها فسيعرف كم هو هذا الشعب مقهور مسروق ومنهوب غلبان.
والحكومات المتعاقبة عليه من قبل الثورة الشبابية الشعبية وبعدها وحتى يفتح الله عليه بقيادات وحكومات ت

قد يعجبك ايضا