أليستú خöيانة¿!

يكتبها: علي أحمد بارجاء

 - مشكلة الكتاب أنهم لا يكفون عن الكتابة, ومشكلة من يعنونهم في كتاباتهم أنهم لا يقرأون, وإن قرأوا لا يفقهون, وإن فقهوا لا يستجيبون ولا يتغيرون, بل يزدادون عتوا ونفورا ربما لكي يمنحوا الكتاب مزيدا من التشجيع والإلهام لاستمرار الكتابة وتفجير ما لديهم من أفكار خلاقة وطاقات إبداعية, عملا بقول من يقول: إن المعاناة تولöد الإبداع, وبانتهاء المعاناة يتوقف نهر الإبداع ويجف.
يكتبها: علي أحمد بارجاء –
مشكلة الكتاب أنهم لا يكفون عن الكتابة, ومشكلة من يعنونهم في كتاباتهم أنهم لا يقرأون, وإن قرأوا لا يفقهون, وإن فقهوا لا يستجيبون ولا يتغيرون, بل يزدادون عتوا ونفورا ربما لكي يمنحوا الكتاب مزيدا من التشجيع والإلهام لاستمرار الكتابة وتفجير ما لديهم من أفكار خلاقة وطاقات إبداعية, عملا بقول من يقول: إن المعاناة تولöد الإبداع, وبانتهاء المعاناة يتوقف نهر الإبداع ويجف.
كم هو عدد الصحف والمجلات ومواقع الإنترنت ووسائل النشر في اليمن¿ وكم عدد المقالات والتحقيقات التي تنشر في هذه الوسائط الإعلامية وتشنع وتنتقد الوضع في الوطن وما يعاني من مظاهر التردöي في السياسات والخدمات والتصرفات السيئة التي يمارسها مسؤولون في الدولة تؤدöي إلى تدهور الأوضاع في مختلف مجالات الحياة بسبب الفساد والمحسوبيات والتقاعس عن أداء الواجب, وتغليب المصالح الذاتية على مصالح الوطن والمواطن العليا, والإهمال والتقاعس في تتبع الخارجين عن القانون الفارين من العدالة ممن ثبت تورطهم بالأدلة القطعية التي لا تقبل الشك, وإلقاء القبض عليهم ومحاسبتهم.
إنه كم هائل لا يحصى من المقالات التي لم تكتب إلا حبا في الوطن, وغöيرة عليه, وحرصا على أن يكون وطنا آمنا مستقرا يتطور ويتقدم نحو الأفضل. ولا أحسب أن هؤلاء الكتاب هم أصحاب مصالح ضيقة, أو طابور خامس, أو معرقلو تنمية, أو مثيرو فتن, أو محرضون ضد النظام والدولة حين يكتبون ما يكتبون بأقلامهم التي سقوها من دمائهم كما يحاول أن يروöج لذلك من تمسهم تلك الكتابات ولا نجدهم يستجيبون لشيء مما قيل فيهم وعنهم, أو يستحيون مما يفعلون ليغيöروا أو يعدöلوا من سلوكهم, وكأنهم قد صدقوا قول الشاعر: (إذا لم تخش عاقبة الليالي*ولم تستح فافعل ما تشاء), وهل يغيب عن بال المواطن البسيط كم فرط هؤلاء المسؤولون في الإخلاص لعملهم وواجبهم تجاه وطنهم وأمتهم, وكم أضاعوا سبل النجاح التي ترفع من قدرهم وتزيد من احترامهم في أعين شعبهم, وكم فوتوا على أنفسهم مشاعر وكلمات الثناء التي سيدخرها لهم هذا الشعب في الأيام القادمة حين يحتاجون إليهم للتصويت لهم في انتخابات قادمة.
على أن كل مسؤول منهم قبل أن يتولى مهامه كان يؤدي اليمين التي يقسم فيها القسم المعروف. ولكنه بمجرد أن يتمكن من منصبه يحنث به ويتنكر لأنه يوقöن تمام اليقين أن أحدا لن يجرؤ على إقالته من وزارته. طالما أن السلطة اتفاق ومحاصصة بين فرقاء, كل يسعى إلى الظهور في صورة مشوهة, بل ويجتهد في تقديم السلوك الأسوأ, في مفارقة سياسية نادرة وفريدة لا توجد إلا في اليمن و إلا ما معنى أن تعاني اليمن بكل محافظاتها من مشكلات عظيمة في كل المجالات, وعلى رأسها مشكلة الكهرباء بخاصة, وما تتعرض له من انقطاعات بسبب عدم دفع قيمة الطاقة المشتراه كالحال في محافظة حضرموت, أو تخريب أعمدة نقل الطاقة وضرب الأسلاك (بالخبطات) كالحال في صنعاء وما حولها, وقد صارت مجالا للتندر و الاستهتار في الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي والغريب العجيب أننا لم نسمع أن وزيرا ممن له صلة بمشكلات عويصة كهذه قد استقال لتأكيد عجزه عن القيام بواجبه. كما نسمع في بقية أقطار العالم!
لم يعد الأمر قابلا للسكوت عنه من قبل السلطات العليا, وعلى رأسها فخامة الأخ المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية _وفقه الله ونصره_ ورئيس الوزراء (مهاتير اليمن), ومجلس النواب المسكين الذي لم يجرؤ يوما على ممارسة دوره الرقابي وهو الممثل الشرعöي للشعب بغض النظر عن انتهاء مدة صلاحيته كما يتندر بذلك.
إن الأمر يتعلق بوجود أزمة أخلاق وموت ضمائر من يتولون أمر الأمة, وغياب الوازع الديني والوطني اللذين هما الأساس في كل من ينبغي أن يوكل إليه أمر من أمورها.
لم يعد المسؤولون يشعرون بمعاناة شعبهم الصابر, بل أصبحوا يتمادون في أذيته وإلحاق الضرر به وكأنهم يتلذذون بإذلاله وقهره, فيالهم من صم بكم عمúي لا يشعرون بمن يئن! وهم في متاهاتهم سادرون, وليتنا ندري ماذا يفعلون! ولو أن في الوطن قضاء عادلا وقيادة مطاعة لما كان منهما سوى محاسبة كلö مسؤول متقاعس بتهمة الخيانة العظمي للوطن والشعب.

قد يعجبك ايضا