الزفاف الأسود

عفاف صلاح

عفاف صلاح –

حلمت كأي فتاة عادية بليلة الزفاف يوم أزف إلى من أحب ذلك الذي أحبني بكل صدق وإخلاص انتظرته بشوق وانتظرني بلهفة حدد لنا موعدا لإطفاء نيراننا الملتهبة كانت سعادتي لا تقارن بشيء على وجه الأرض جهزت نفسي بمساعدة إحدى النساء المتخصصات في تجهيز العرائس صديقاتي المقربات يتجمعن حولي تغمرهن السعادة لفرحتي لا أصدق أنني أصبحت جاهزة للذهاب إلى بيت الزوجية لم أعد أرى شيئا سوى طيفه الجميل .. لم أعد أسمع سوى صدى صوته الشبيه بصوت العندليب لا أحس إلا بنبضات قلبه المليئة بحبه الصادق لي تلك الأحاسيس جعلتني أشعر .. أن روحي وروحه صارتا شيئا واحدا مقسوما في جسدين … أخيرا تحرك موكب عرسي … ها أنا أرى روحي تسبقني إليه منتظرة عنده وصول جسدي إليها لتكتمل به.
بدا موكب العرس يسير ببطء تمنعه الزغاريد الصادحة والضحكات المنطلقة من القلوب إعلانا عن البهجة والسرور من الإسراع والتقدم .. فجأة يقطع تلك المباهج صوت يقول :
إرجعوا العروس إلى دارها . ..
لم أستوعب في بادئ الأمر معنى كلامه ها هو الصوت يتردد مجددا ليؤكد جدية ما يقول : أرجعوا العروس إلى دارها الآن ..
لم أستطع إدراك نوع الشعور الذي انتابني في تلك اللحظة صرخت بلا وعي معترضة على ذلك القرار الذي يريد تحطيم كل أحلامي قائلة بصوتشاحب:لماذا ¿¿ !!!
تردد الهمس بين الحاضرين بلغة لم أفهمها وصل إلى سمعي حديث خافت بين اثنتين كانتا بجانبي : أنهم يريدون أن يمروا بجنازة العريس .
لم أصدق ما سمعت … تسمرت مكاني .. لم أعد أستطيع إصدار أي حركة لم أستطع البكاء حتى … ظليت واقفة كما أنا والهمسات تتردد من حوالي : لا أحد يخبر العروس … ليبقى الخبر سرا حتي حين .
كان حبيبي ضحية ثأر قديم بين أسرته وبين أسرة أخرى قامت بتصفيته يوم زفافي إمعانا منهم في التنكيل بأسرته وإثارة لأكبر قدر من الحزن في نفوسهم . في صبحية اليوم التالي بدلا من أن يأتي الناس للتهنئة أصبح لزاما عليهم حمل جنازتي العروسين إلى مثواهما الأخير .

قد يعجبك ايضا