نحو إنصاف تاريخ النضال الوطني المعاصر من أجل الوحدة

حسن أحمد اللوزي

 - عرفت اليمن منذ وصفت بالعربية السعيدة والعربية الخضراء بقوة وحدتها وتماسكها ووفرة إنتاجيتها ورفعة مكانتها وأهمية دورها وتوسع نفوذها على كافة الأصعدة التاريخية!!
حسن أحمد اللوزي –
عرفت اليمن منذ وصفت بالعربية السعيدة والعربية الخضراء بقوة وحدتها وتماسكها ووفرة إنتاجيتها ورفعة مكانتها وأهمية دورها وتوسع نفوذها على كافة الأصعدة التاريخية!!
ولذلك لا يمكن أن يتصور الإنسان وجودا تاريخيا وحضاريا فاعلا .. ومؤثرا لليمن خارج بوتقة الوحدة أيا كان شكل نظامها سواء في التاريخ القديم وفي مراحل بالغة الاهمية في القرون الإسلامية اللاحقة!!
ومع تعرض اليمن كغيرها من أجزاء الوطن العربي والإسلامي للتمزق بسبب الصراعات والحروب من أجل السلطة وتشرذمها في كيانات صغيرة ظل اليمنيون يحلمون بإعادة وحدة بلادهم ويجاهدون من أجلها ليس بأعتبارها الاصل في التكون والتشكل والوجود والنماء وحسب وإنما لأنها مع ذلك كله عنوان عزتهم وكرامتهم وسلامة وجودهم الحر المقتدر والمنتج بل وحصانة ذاتهم الوطنية الواحدة ومنارة هويتهم الحضارية الرائدة!
ولذلك ظلت الوحدة اليمنية مفهوما عقيديا راسخا في العقل والتفكير والوجدان والضمير الوطني اليمني على مدار التاريخ القديم والحديث كما ظل العمل من أجلها هو الهم الوطني الأعظم لدى كل اليمنيين والهدف الثوري المقدس في ظل الثورة اليمنية المباركة سبتمبر وأكتوبر حتى تم تحقيقها في الثاني والعشرين من مايو المجيد 1990م ومثل ذلك نصرا عظيما وخالدا لكل الأجيال اليمنية الوحدوية المتلاحقه وخاصة الأجيال المعاصره التي عملت من أجلها بصورة مباشرة وعلى مدى تاريخ طويل ناهز الثمانية عشرة عاما في خضم العمل الوحدوي الجاد والمسؤول وعلى كافة الأصعدة الرسمية والشعبية ومؤسسات المجتمع المدني وهو مسار تاريخ وطني وحدوي عظيم غني بالمنجزات وصاحبته العديد من الخطوات العملية والنوعية والتي تدحض كل المقولات الانفعالية واللامسؤوله القائله بأن إنجاز الوحدة تم بصورة مستعجلة وفي خطوة مفاجئة وبدون عمل مدروس وبسبب ذلك يتضاعف الإحساس بالحاجة الماسة للكتابة التاريخية المنصفة من أجل إبراز الحقائق الناصعة لتاريخ العمل الوحدوي وخاصة منذ اتفاقية القاهرة عام 1972 م مرورا ببيان طرابلس في نفس العام ولقاء القمة اليمني في الجزائر عام 1973م وقمة الكويت التي أثمرت اتفاقية الكويت عام 1979م وأدت إلى انتعاش أعمال لجان الوحدة اليمنية من جديد وبصورة متواصلة بادية الحماس والإصرار لتحقيق الوحدة فضلا عن لقاءات القمة في صنعاء وعدن وتعز والحديدة وقعطبة ومكيراس وتشكيل المجلس اليمني الأعلى والاجتماعات المشتركة لمجلسي الوزراء في عدن وصنعاء وغير ذلك من الأعمال والجهود الوحدوية والتاريخية البالغة الأهمية وخاصة الأعمال التاريخية المتميزة والمتخصصةللجان الوحدة التي تم تشكيلها ضمن وسائل تحقيق الوحدة في اتفاقية القاهرة والتي تألفت من :
“لجنة الشؤون الدستورية” والتي اختصت بوضع مشروع الدستور.و”لجنة الشئون الخارجية والتمثيل الدبلوماسي والقنصلي” والتي اختصت بتوحيد السياسة الخارجية للدولتين ووضع الأسس للسياسة الخارجية للدولة الجديدة الموحدة.و” لجنة الشئون الاقتصادية والمالية ” التي اختصت بالشؤون الاقتصادية والجمارك والتنمية الاقتصادية والنظام النقدي الموحد وميزانية الدولة و”لجنة الشؤون التشريعية والقضائية” والتي اختصت بتوحيد التشريعات ووضع الأنظمة الموحدة للقضاء و”لجنة شئون التربية والثقافة والإعلام” والتي اختصت بشئون التعليم في كافة مراحله والثقافة والإعلام وقد ناقشت هذه اللجنة كافة القضايا والامور الاساسية حتى انتهى بها الأمر ايضا لمناقشة وإقرار اللائحة المدرسية وكانت من أعظم إنجازاتها الخطة الشاملة للثقافة اليمنية و”لجنة الشئون العسكرية” التي اختصت بالدفاع والقوات المسلحة وتوحيدها.و”لجنة الشئون الصحية” والتي اختصت بالشئون العلاجية والمستشفيات وما إلى ذلك. و” لجنة شئون الإدارة والمرافق العامة ” والتي اختصت بنظام الحكم المحلي ومرافق الدولة وتسييرها إضافة إلى “لجنة التنظيم السياسي” التي تم تشكيلها في الشهور القليلة التي سبقت يوم إعلان قيام دولة الوحدة المباركة وهي التي أقرت الالتزام بنهج التعددية الحزبية والسياسية بالنسبة للنظام الديموقراطي في البلاد.
إن ما ذكرناه يشير باختصار الى تاريخ طويل حافل بالعطاء الوحدوي العظيم الذي شارك فيه المئات من الشخصيات الوطنية الوحدوية السياسية والفكرية والثقافية والاقتصادية والقانونية والعسكرية والأمنية والاجتماعية والشبابية من كل مناطق الوطن اليمني بكل التخصصات والتوجهات واشتملت نقاشاتهم على كل تلك المواضيع وكانت كل لجنة من شطري الوطن تضم أكثر من عشرين شخصا ويزيد وكان يتعدل تشكيل اللجان بين حين وآخر وهو ما يؤكد بصورة يقينية واضحة أن الوحدة اليمنية ا

قد يعجبك ايضا