صناعة الإحباط

أحمد غراب

 - أكثر صناعة سياسية وإعلامية رائجة في اليمن حاليا هي صناعة الإحباط العام ووسائل الاحباط هي نوعين:
أحمد غراب –
أكثر صناعة سياسية وإعلامية رائجة في اليمن حاليا هي صناعة الإحباط العام ووسائل الاحباط هي نوعين:
الاول : إحباط أرض أرض وهو الاحباط الذي يصاب به المجتمع نتيجة البطالة والحراف وحمى طفي طفي وضرب الكهرباء والنفط والسياحة ومشاكل المغتربين والاختلالات الامنية وموترات ابليس ودوامة الاغتيالات وخطر الاحزاب المتصارعة والاشاعات المنتشرة والجماعات المسلحة.
الثاني : احباط جو جو المتمثل بسقوط الطائرات بالاضافة الى الطائرات بدون طيار.
ويمكن ان نضيف اليها احباط بحر بحر وعمليات التهريب بجميع انواعها.
المشكلة ان الحكومة والاحزاب ووسائل الاعلام والمثقفين يواجهون الاحباط بالاحباط فالسياسيون والاحزاب يستفيدون من قوالب الاحباط للبحث عن انتصارات سياسية او للتغلب على خصوم وبقية فئات المجتمع تبدو في دوامة تبدو كما لو كانت مفروضة عليها وانا سبق وقلت ان اليمني مثل السخانة الاتوماتيك عندما تصل درجة الحرارة الى اقساها تتوقف عن الاشتعال وتبرد نفسها بنفسها ولهذا اعتقد ان اجمل ما فينا كشعب اننا نخلق التفاؤل من لاشئ.
في البداية كان مصدر الاحباط اننا وجدنا واقعا مخالفا لتوقعاتنا وهذا لايعني قطعا اننا نعتزل الطموحات والآمال ونستسلم لليأس من وطننا فنحن بهذه طريقة كمن يحاول ان يعالج الاحباط بالتشاؤم فيزداد احباطا ويعيش في لحظات هروب لاتنتهي.
فما هو الحل اذن ¿
كيف كان سيتصرف الياباني او الصيني في مثل هذه الحالة¿
كان سيتفاءل ويخلق افكار وخطط بديلة بحيث لايركن على صورة واحدة او حل واحد اذا تحقق مالم يستسلم للاحباط.
مشكلتنا اننا لانبحث عن الوسط اما نفتش عن مثالية عمياء غير موجودة ولا في الاحلام او نرى كل شئ حالك السواد .
ومشكلتنا ايضا اننا اما نعمل بدون اهداف بالبركة وبشكل عشوائي وبحماس غير منظم او نضع اهداف مبالغ فيها وعندما يصعب تحقيقها نستسلم للاحباط بعد ان نشعر بأن تحقيق اهدافنا مستحيل.
في ما يخص الحكومة والاجهزة الامنية في الدولة هي احوج ما تكون الى خطط بديلة تخرجها من النمط التقليدي الكئيب الذي يمثل ثغرة تنفذ منها الاختلالات بجميع انواعها لأن خطط المواجهة مكشوفة سلفا ومعروفة وبالتالي تجد الحادثة الواحدة تتكرر مرات ومرات ما يجعل الناس يفقدون ثقتهم في الحكومة ويشعرون بحالة احباط من عدم جدوى وجودها ومن فلتان الدولة وهذه النقطة حساسة جدا وينبغي الاسراع في معالجتها لان استمرارها يولد لدى الناس احساسا عميقا بأن الدولة غير موجودة وضعيفة وان التغيير حزوية ساذجة لاتستطيع فرض ارادة ولا مواجهة واقع.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي

قد يعجبك ايضا