يسألونك عن التلوث
أحمد غراب
أحمد غراب –
واحر قلباه على بحر المكلا
المشكلة ليست في تلوثه بالمازوت إنما المشكلة الحقيقية في تلوث نفوس المسؤولين في هذا البلد بالإهمال واللامبالاة.
سمعنا انه تم احتواء تسرب المازوت ولكن بعد ماذا¿
هل يمكن أن تدركوا الآثار التي خلفها هذا التلوث¿
آه لو البحر يعرف يتكلم كان قال في الذين تسببوا بتلويثه مالم يقله جرير في هجاء الفرزدق.
بحر المكلا يقول لكم لا تعذبوني وإلا سرت وتركت المكلا
بح صوت امواجه وهي تستغيث من الضرر الذي خلفته السفينة الجانحة أمام مستشفى باشراحيل ومازالت الى الآن ويستمر العبث بالبيئة البحرية.
والله حرام هذا البحر الجميل الذي يسحر الالباب بروعته وسحره في لحظات الغروب والشروق يتم خنقه بالمازوت والمواد المتلوثة دون حسيب او رقيب.
ظهر التلوث في البر والبحر وليس في البحر فقط ولا في المكلا فحسب كل شيء في بلادنا ملوث وما ليس ملوثا مبودر وما ليس مبودرا متعفن من سوء التخزين وما ليس متعفنا منتهي الصلاحية وما ليس منتهي الصلاحية منفوخ وما ليس منفوخا مهربا وما ليس مهرب مقلد!!
هل أتاكم حديث تجار يمنيين يخزنون القمح الذي نأكله بطريقة سيئة تفتقد كل المعايير وحين يتعفن القمح وينتشر فيه السوس يرشونه بالمبيد ثم يبيعونه¿!
أصبحنا وبلا فخر أكثر شعوب العالم مغصا وإسهالا!!
كل شيء في حياتنا ملوث الماء والغذاء والهواء والتراب والبحر و..!
كل ما نزرعه مبودر!!
وسبب كل أنواع التلوث السابقة هو تلوث الضمير!!
هل سمعتم عن مسؤولين كبار يشكلون غطاء حماية لتجار يتم ضبط سلعهم وهي منتهية الصلاحية فيتم التغاضي عنهم¿!
هل سمعتم عن مصانع تفتقد لأدنى معايير الصلاحية والسلامة المهنية والصحية والبيئة¿!
هل سمعتم عن ختوم تاريخ الصلاحية والانتهاء التي يتم تزويرها ووضعها فوق الختوم الحقيقية عبر طرطشة مداد¿!
عشرات السلع المنتهية والمنتفخة التي يتم بيعها في الأسواق بلا رقيب ولا عتيد مصانع عبارة عن قنابل جرثومية لا تهوية فيها ولا التزام بأية مواصفات او مقاييس ومنتجاتها تفتقد لكل معايير الصحة والسلامة.
عندما تسأل عن دور الرقيب الحكومي تتفاجأ بالكارثة الحقيقية المتمثلة فيما يلي:
أولا: مع الأسف الشديد: المسؤولون في الجهات المختصة هم الذين يتوسطون للتجار المخالفين وهو ما يمكن وضعه في إطار العلاقات والرشوة والمحسوبية..
ثانيا: في الزيارات الميدانية للمصانع تجد بعض الموظفين المختصين عديمي الضمير لا يهتمون بزيارة المصنع ورفع تقرير بالمخالفات الكارثية الموجودة فيه بل يختصرون الوقت ويدخلون مكتب مدير المصنع ليجد الواحد منهم ظرفا جاهزا بداخله مبلغ محترم في انتظاره يستلمه ويتوكل ويرفع تقريرا انه قام بزيارة احسن مصنع ..
أين وزارة الصناعة وأين وزارة البيئة¿ وأين وزارة الصحة¿ وأين الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس¿ وأين جمعيات حماية المستهلك¿.. “هل تحس منهم من أحد او تسمع لهم ركزا”¿!
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي