الحضارة جغرافية الاختطاف

عبد الناصر الهلالي

 - عندما نشر كاريكاتير في صحيفة الجمهورية عن المخربين على عمدان حضارة مأرب كما تحدث سكانها
عبد الناصر الهلالي –
عندما نشر كاريكاتير في صحيفة الجمهورية عن المخربين على عمدان حضارة مأرب كما تحدث سكانها قامت الدنيا ولم تقعد وطالبوا الصحيفة بالاعتذار وكأن رسام الكاريكاتير قذف أبناء مأرب بما ليس فيهم .. مع أن أي مجتمع يسمح بالاختطاف والتقطع وتخريب خطوط الكهرباء وتفجير أنابيب النفط والغاز يستحق أن يوصف نسبة إلى المخربين بالمخرب والمختطف ومقلق للسكينة العامة والأمن.
والحضارة التي أكلتهم الغيرة عليها تنتهك ليل نهار ولم تعد سوى أطلال بعد أن ظلت لسنوات عرضة للنهب والسرقة وإلا قولوا (النهابون للآثار هبطوا من المريخ أو جاءوا من أقاصي الخريطة) كما أن الحضارة المنهوبة تلك ليست ملكا لمحافظة أو مديرية إنها ملك لليمن ومثلها مثل النفط والغاز والكهرباء تتعرض للتخريب وإن كان تدشين التخريب فيها بدأ مبكرا.
اليوم ذهب المخربون أبعد من نهب الحضارة وأبعد من تخريب الكهرباء وأبعد من تفجير النفط والغاز .. اليوم مارسوا هواية الاختطاف للصحفيين آخر ما كان يتوقع .. نعرف أنهم خطفوا من زمن الأجانب وأصابوا السياحة في مقتل وصار ذاك العمل دأبهم نعرف أيضا أن المرتكبين لجرائم كهذه قليلون لكن السيئة تعم وصمت أبناء مأرب على جرائم بهذا الحجم يدخلهم جميعا في مربع الانتقاد .. أعرف جيدا منذ الصغر أن غريبا إذا مر على قريتنا كان الناس يكرموه ولا يدعوه يذهب دون أن يقوموا بالواجب نحوه وإذا تعرض لأذى كل الناس في القرية يقفون ضد الخطأ بل ويعاقبون المخطئ .. أعتقد جازما أن الكثير من أبناء مأرب يعرفون جيدا المخربين والخاطفين لزملائنا الصحفيين الخمسة لكنهم صامتون وكأن البعض منهم يحدث نفسه ربما نحتاج لعمل كهذا إذا ما أردنا ابتزاز الدولة.
بذمتكم ماذا فعل الأشموري والزكري وزملاؤهم الثلاثة الآخرين حتى يختطفوا ويطالب المختطفون بالفدية هل نعرف أن الصحفيين في هذه اللحظة أسرى حرب أخبرونا يا أهل مأرب .. هؤلاء الصحفيون وغيرهم تحدثوا أن الدولة كانت مقصرة معكم ولم تقم بواجبها في إيصال الخدمات ما دفع البعض إلى القيام بأعمال كهذه .. الصحفيون عموما نقلوا آهاتكم وآلامكم للمسئولين عملوا جاهدين وتعرض بعضهم لبطش النظام من أجل أن يقولوا الحقيقة عنكم ويدافعوا عن تخريبكم وبطشكم الأشد فتكا من بطش الدولة.
للصحفيين أسر أبناء وزوجات وآباء لا ينامون .. يأكل القلق أجسادهم وينخر الخوف قلوبهم على أبنائهم وأمهات يسبحن الليل والنهار أن يفرج الله كربة أبنائهن .. اتقوا الله مرة في حياتكم اخشوه فهو أحق أن تخشوه .. أحذروا نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم.
يا أم زميلنا العزيز إبراهيم صبرا سيفرج الله كرب أبنك يا أبناءه الصغار سامحونا لقد عجزنا عن فعل شيء للإفراج عن أبيكم .. جبناء كعادتنا .. أقصى ما نقوم به هو الصراخ في الفراغ .. أعزاؤنا الصحفيون المختطفون مر أسبوع ونحن نتحسس رؤوسنا دون القيام بما يتوجب علينا .. ثقوا جميعا أن الدور سيأتي علينا واحدا واحدا في ظل هذه الدولة الرخوة التي لا تقوي على تحرير مختطف أو الإمساك بمخرب يتطاول أكثر مما ينبغي.

قد يعجبك ايضا