يريد أن يعيش

عبدالله السالمي


 - يكفي المجتمع أن لسان حال أفراده يضج بالشكوى من تدني فرص العيش. وهذا القدر من التعبير يرسم لوحده صورة جلية عما يريده المواطن البسيط من جهة ومدى اتساع الهوة بين جدل السياسيين وما يريده المجتمع من جهة أخرى.من يقول إن هذا المجتمع لا يعي غاياته ولا يملك القدرة على صوغ ما يريد أن تكونه الدولة اليمنية شكلا ومضمونا فهو مخطئ عن عمúد وبإصرار أيضا. والمجتمع الذي أعني هنا ينصرف إلى المواطنين البسطاء الذين لا يحفلون كثيرا بما تلوكه ألسنة السياسيين من مصطلحات وعناوين عن شكل الدولة ونوع نظام الحكم وما في حكمها من مفردات الاستهلاك السياسي.
عبدالله السالمي –

يكفي المجتمع أن لسان حال أفراده يضج بالشكوى من تدني فرص العيش. وهذا القدر من التعبير يرسم لوحده صورة جلية عما يريده المواطن البسيط من جهة ومدى اتساع الهوة بين جدل السياسيين وما يريده المجتمع من جهة أخرى.من يقول إن هذا المجتمع لا يعي غاياته ولا يملك القدرة على صوغ ما يريد أن تكونه الدولة اليمنية شكلا ومضمونا فهو مخطئ عن عمúد وبإصرار أيضا. والمجتمع الذي أعني هنا ينصرف إلى المواطنين البسطاء الذين لا يحفلون كثيرا بما تلوكه ألسنة السياسيين من مصطلحات وعناوين عن شكل الدولة ونوع نظام الحكم وما في حكمها من مفردات الاستهلاك السياسي.
في هذه المرحلة لا يطمع المواطن البسيط بأكثر من فرصة لالتقاط أنفاسه اللاهثة وراء لقمة العيش. وحتى هذه الفرصة فإنها إنú سنحتú له وهي عادة لا تسنح سيستغلها هي الأخرى في البحث عن لقمة العيش. فإذا كان لا وقت أمام المواطن البسيط لالتقاط أنفاسه فهل من المعقول أن يتوقف لمتابعة جدل السياسيين¿!
غالبا ما تكون النخب مسكونة بوهúم أنها أدرى من المجتمع بمصالحه وهو وهم لا يخلو من النزعة الانتهازية التي بموجبها يتقمص البعض دور الوصاية على المجتمع سواء كانت وصاية دينية أو سياسية أو اجتماعية. والواقع أن كل أنواع الوصاية تعني أن المجتمع ما يزال دون سن البلوغ وأن الأمر فيه والنهي يعود لأوصيائه الذين يدركون أن مöنú دوام انتفاعهم بالوصاية على المجتمع أن يظل قاصرا.
أعرف كما يعرف الجميع أن بناء الدولة التي تستجيب لاشتراطات مواطنيها في العيش الكريم ليست بالأمر اليسير الذي يمكن حصوله فجأة غير أن النخب السياسية وبينما يأخذ اشتغالها مسارات جدلية لا تصب بالضرورة في صالح بناء دولة من هذا النوع فإنها لم تزل تحسب لنفسها مöنة على المجتمع ومن السهل أنú تتهمه بعدم امتلاك تصور عن الدولة التي يريد!
لا يعيب المزارعون والصيادون وعمال النظافة وسواهم من الفئات الاجتماعية الغارق أفرادها في هم المعيشة اليومي أن الكثيرين منهم قد لا يعبöرون عن صورة الدولة التي يريدون بذات المفردات التي درج السياسيون على استخدامها فليس شرطا لوضوح ما يعبöر عنه المواطن أن يستخدم لغة السياسة ومفرداتها. ثم إنه لا أحد يمكنه أن يزعم أن تعبيرات السياسي تأتي دائما على تطابق مع غايات المجتمع وأهدافه.
يكفي المجتمع أن لسان حال أفراده يضج بالشكوى من تدني فرص العيش. وهذا القدر من التعبير يرسم لوحده صورة جلية عما يريده المواطن البسيط من جهة ومدى اتساع الهوة بين جدل السياسيين وما يريده المجتمع من جهة أخرى. ولو أنصفتú النخب السياسية والدينية والاجتماعية والقبلية لما تنصلت عن حقيقة أنها إنما تنشغل بترتيبات لجهة ما تريد أن تكون عليه مواقعها في السلطة وحظوظها في الثروة.

قد يعجبك ايضا