هي ووجه اللقاء

محفوظ حزام

محفوظ حزام –
تستيقظ من نومها مجهدة,لأنها مولعة بالتفكير الذي نبضه لايهدأ, تسرف عمرها في ذلك.. ترتبط بالصحراء, كأنها هي السراب, أو أن السراب هي .وقد تكون الحقيقة الحلوة, ومع كل بزوغ شمس يوم جديد تراها تركض إلى مكان ليس فيه إلا الشمس ,وإذا ما قدمت إلى الكهف الذي حفرته على مدار عقد من الزمن. حين تتبعها لترى ماذا تصنع لا تجدها إلا تهمهم بحديث لا تعرف أن تفك طلاسمه لكنك تشعر فيه بحنين وشجن .وما أكثر ما تراها وهي تمسح عينيها. الثقب الذي نسته في كهفها رغم أنه صغير لكنك تسمع من خلاله بعض همهمتها ,ولكن لا ترى وجهها بوضوح. من هنا تعلم أنها تخطط لشيء لا تعرفه. من سماحة وجهها تعرف أنها خطط لا تؤذي أحدا لكن ذلك يدعو فقط للغرابة , والفضول, وما أكثر الفضول الذي يعيش في بطون أذهان البشر. هي امرأة مشهود لها ببطولاتها قديما حين كانت تعشق شابا يعجبك أخلاقه في أواخر متابعتي واستقرائي بدأت أنا أهمهم, وأنا عائد من تلك الصحراء, وكأن العدوى قد أصابتني. الفارق أني أعرف ما أقول تماما, وماذا أريد. اللهم فك آساها, ولكني بعد لا أعرف بالضبط ماسر نشوء ارتباط هذه السيدة بمثل هذه المغارة.. مع اعتقادي بأن هناك أملا يرتبط بها وإلا لما صنعتها بجهود ذاتية ,ومع مرور الشهور ,والتدقيق بالبحث وجدت بأن ارتباطها بالمغارة يعود لحادثة قديمة حصلت وأنا طفل صغير يقال: أن عشيقها الذي لا ترى في هذه الأرض سواه قد اختفى فجأة. شاع الحديث أنه قد استكب عليه اللبن من إناء كان يحمله في ظلام.
عندها غضب ,وسخطوا, وعلى غفلة اختفى ,ولم يبن له أثر ,ومنذ سماعها لتلك الحادثة, وهي تعيش لحظات من الوله بالوحدة ,والخصوصية, والفقدان أرى أنها كل يوم تقدم قرابين مقدسة خاصة وهي لا تفتأ يوميا من الذهاب إلى تلك المغارة عند كل شروق ,وأحيانا عند كل غروب دون يأس ! الجميع تناسى الحادثة لكنها تزداد ارتباطا بعمق ذات الفتاة مع كل ثانية تمر من الزمن الغابر. ذات مرة قلت: كأنها تتوسل للقدر أن يعيد لها حقيقة نبضها , سمعتها يوما تقول : يااارب أنبض يوميالكنه نبض غير كامل. اللهم أرجع نبضي. آلمني ذلك الهمس وشعرت بالقهر قلت: هذه المرة سأحدد لي أيام محددة من الأسبوع حتى أحاول أسترق السمع بنية المساعدة والإغاثة ولو بالإيحاء عن بعد ونجحت في ذلك كنت سعيدا حين تأكدت أنها لا تعاني من انفصام أو بشيء من أعراضه وسعدت أكثر أنها فتاة عاقلة جدا .فقط هي فتاة مخلصة تستدعي عشيقا كان لها وفيا اطمأننت عليها خاصة وهي تمارس طقوسا روحية منطقية. قلت: هذه الفتاة السيدة يوما ما ستنجح بالبلوغ إلى هدفها . ومع مرور سنتين فقط من تاريخ إطلاق عباراتي, وفي ليلة صباح من شهر رمضان ,وبينما وهي ذاهبة للصحراء فإذا بها تجد عشيقها يناصفها, ويشاطرها الطريق ليلتقيان بوسط الصحراء. فأعود أنا.

قد يعجبك ايضا