وسائل الإعلام خلال عهد الوحدة .. تطور ملموس وتحولات جذرية

تقرير ساري نصر


تقرير / ساري نصر –
شهدت وسائل الإعلام اليمنية المقروءة والمرئية والمسموعة بعد قيام الوحدة الوطنية وحتى الآن تطورا ملموسا وتحولات جذرية من خلال التوجه لتحديث بناها الأساسية وتوفير الإمكانيات المادية والبشرية لها باعتبار الإعلام بأجهزته المرئية والمسموعة والمقروءة ملكا للمجتمع وحقا من حقوق الإنسان كما تضمنه مشروع السياسة الإعلامية وسياسة الخدمة الخبرية لوسائل الإعلام الذي أقره مجلس الوزراء في اجتماعه المنعقد بتاريخ 1995/11/22م والذي يؤكد على الالتزام بحرية التعبير وحرية الصحافة وخلق رأي وطني مستنير يسعى لترسيخ الممارسة الديمقراطية والتعريف بمقومات البلاد الاقتصادية وسياستها وتاريخ اليمن وحضارته والإمكانيات الاستثمارية المتاحة والاهتمام بالبرامج التربوية والثقافية والشبابية وقضايا السكان والبيئة والاهتمام بالإعلام الخارجي كجزء لا يتجزأ من العملية الإعلامية الداخلية لينعكس ذلك على تطور وازدهار وسائل الإعلام اليمنية وتحقق نقلة نوعية في مختلف جوانب العمل الإعلامي في عهد الوحدة الوطنية .

” الصحافة “
> وحققت الصحافة في اليمن قفزة نوعية بعد قيام الوحدة بين شطري اليمن في 22 مايو 1990م خاصة وقد اتفق على نظام حكم لدولة الوحدة والذي يقوم على التعددية والديمقراطية والسماح للأحزاب السياسية بمزاولة النشاط العلني وأتاح الدستور والنظام السياسي لدولة الوحدة حرية الرأي وحرية الصحافة فصدر قانون الصحافة والمطبوعات رقم 25 في نفس عام قيام الوحدة وتحديدا في 23 ديسمبر 1990م وينص على حق أي مواطن في التعبير عن رأيه وإصدار صحيفة وحق أي حزب في إصدار مطبوعة أو صحيفة خاصة به تعبر عن آرائه واتجاهاته. وهذه الحرية أتاحت لوسائل الإعلام الرسمية والأهلية والحزبية والنقابية ومنظمات المجتمع المدني فرصة الاضطلاع بدور رائد ومتميز ترتب عليه ازدهار النشاط الصحفي شكلا وأسلوبا ومحتوى وساد العمل الصحفي التنوع والتجديد والارتباط الأكثر بواقع الحياة الاجتماعية وتوافر أكبر قدر من مظاهر الصدق والتفاعل الحقيقي الذي خلفته الدولة الموحدة (الجمهورية اليمنية) فازدهرت الصحافة ازدهارا لم تعرف له اليمن مثيلا وتجسد هذا الازدهار بشكل واضح من خلال الزيادة العددية للإصدارات الصحفية الصادرة عن الجهات الحكومية والأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني إذ تجاوز عدد المطبوعات الصحيفة أكثر من (400) صحيفة ومجلة يومية وأسبوعية حسب إحصائية صادرة عن وزارة الإعلام اليمنية.

” الإذاعة والتلفزيون “
> وحظي الإعلام المرئي والمسموع في اليمن بعد قيام الوحدة برعاية كبيرة من خلال دمج كل من هيئة الإذاعة والتلفزيون التي كان مقرها في الجزء الجنوبي من اليمن مع المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون في شماله ضمن مؤسسة جديدة أطلق عليها «المؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون» والتي قد قطعت شوطا لا يستهان به في تحديث البنية الأساسية الفنية والهندسية وتطوير تقنياتها في مجال الإنتاج وفي وسائل اتصالها وفي مجال التدريب والتأهيل. ويكفي أن عدد الكوادر المؤهلة في المجالات البرامجية والفنية والهندسية والإدارية والدراسات الجامعية التخصصية قد وصل إلى أكثر من الفين فردا تم تأهيلهم خارجيا وداخليا في معهد التدريب الإذاعي والتلفزيوني في كل من صنعاء وعدن .
وعملت المؤسسة بعد قيام الوحدة على استكمال التغطية التلفزيونية والإذاعية داخليا وخارجيا من خلال توفير أجهزة ومعدات إرسال إذاعية وتلفزيونية مع توابعها وشبكات ربط لتأمين إيصال الخدمة وتزويد الاستوديوهات الإذاعية والتلفزيونية بأجهزة حديثة و متطورة لتحل محل الأجهزة القديمة وذلك لغرض تطوير وتحسين أداء الاستوديوهات والخدمات الإذاعية والتلفزيونية وعملت أيضا على تنويع وتطوير البرامج المحلية الهادفة إلى بناء شخصية المواطن اليمني في مختلف الجوانب الثقافية والعلمية والسياسية والمعلوماتية والفنية والاجتماعية والتنموية والصحية والسكانية والبيئية والتشريعية لخلق رأي عام مؤازر للقضايا الوطنية العامة علاوة على تخصيص برامج موجهة إلى الخارج للتعريف بمزايا الاستثمار في اليمن والتوسع في البرامج الجماهيرية الثقافية والفنية و المعلوماتية و السياحية التي تستهدف المشاهدين العرب في نطاق إرسال الفضائية اليمنية كما تم التعامل مع مراسلين في الداخل والخارج لتغطية الأحداث فور وقوعها .

” وكالة سبأ “
> جاء إنشاء وكالة الأنباء اليمنية سبأ في مايو 1990م بناء على قرار دمج وكالة سبأ للأنباء في صنعاء ووكالة أنباء عدن كإنجاز هام لا يمثل فقط تتويجا واستكمالا للمؤسسات الإعلامية اليمنية ولتكون مصدرا رسميا للأنباء التي يتم بثها عبر الوسائل الإعلامية داخل الوطن وخارجه.. ولكن لتعد من الأذرع الرئيسية للسياسة الإعلامية

قد يعجبك ايضا