الآمال المعقودة على مؤتمر مساعدة الصومال
كتبه : المحرر السياسي

كتبه : المحرر السياسي –
في بادرة أممية إضافية لدعم الصومال ماديا وأمنيا ولوجستيا جاء انعقاد المؤتمر الدولي لدعم هذا البلد الشقيق بمثابة تأكيد التزام اعتماد كافة ضمانات الاستقرار حتى يعود الصومال بلدا آمنا مستقرا ينفض عن كاهله عقود الاقتتال الأهلي ويتمكن من إعادة بناء مؤسساته بمؤازرة إقليمية ودولية جادة وفاعلة بل ولكي يتمكن هذا البلد من لملمة جراحاته وأحزانه وتوحيد جهود وطاقات أبنائه وفي الإطار الذي يكفل لكل الصوماليين تحقيق تطلعاتهم في إقامة الدولة التي طال غيابها وباتت إمكانية تحقيق ذلك أمـرا مرهونا بقدرة القوى المؤثرة في الساحة الصومالية وتحديدا الزعامات القبلية والميليشيات تناسي خلافات الماضي والالتقاء على عهد جديد ودعم جهود القيادة السياسية المنتخبة لمواصلة بناء الدولة على قاعدة من المشاركة والتوافق المجتمعي.
لقد عانى الصومال كثيرا من مترتبات الاحتراب الأهلي طيلة العقود المنصرمة وقد حان له وبتضافر ابنائه ومعهم الأشقاء والأصدقاء بأن يتعافى من آفة الاقتتال ويجنح إلى السلم باعتبار أن ذلك المدخل الأساس لتأمين أبسط المتطلبات الحياتية التي تمكن هذا البلد الحد من تفشي مظاهر الفقر والمرض والجهل والهجرة والاحتراب .. وكلها عوامل ومسببات كانت – ولا تزال – في مقدمة حالة الانهيار التي يعيشها الصومال الشقيق.
ولا شك بأن اليمن قد عانى كثيرا جراء تبعات غياب الاستقرار داخل الصومال الشقيق حيث يستضيف اليمن ما يزيد عن مليون و مئتي ألف لاجئ صومالي فضلا عن استضافة مئات الآلاف من دول القرن الأفريقي الأخرى وتبعا لذلك فاليمن يتحمل أعباء متزايدة تفوق امكانياته وموارده وقدراته وتفاقم من مشكلاته الاقتصادية والأمنية والاجتماعية.
إن مشاركة اليمن بوفد رفيع المستوى في هذا المؤتمر الدولي الذي تستضيفه العاصمة الصومالية مقديشو يدل بما لا يدع مجالا للشك اهتمام اليمن في إيجاد التسوية ودعم الاستقرار والتنمية في هذا البلد فضلا عن تجديد التوضيح بحجم وخطورة الأعباء التي يتحملها اليمن جراء تدفق مئات اللاجئين الصومال والأفارقة إلى شواطئه يوميا ودعوة الشركاء الدوليين إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه هذه المأساة الانسانية التي لا يمكن لليمن – بمفرده – الوفاء بكامل تلك الأعباء والالتزامات التي تفوق امكاناته وقدراته خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها اليمن راهنا.
إن الجميع يعول على مخرجات المؤتمر الدولي لمساعدة الصومال في تقديم كل أساليب وأشكال الدعم الممكنة لهذا البلد الذي مزقته الحروب وقست على أبنائه الظروف والملمات .. والأمل معقود – أيضا – على أن تشمل هذه الرعاية الدولية اليمن الذي يستضيف ملايين اللاجئين من دول القرن الأفريقي خاصة أن كلفة هذا الالتزام الإنساني يفوق قدرات بلد شحيح الإمكانات كاليمن.
