العبث لن يوصلكم إلى السلطة

معين النجري


 - في أجواء المعادلة السياسية التي تحكم اليمن ثمة الكثير من الشكوك وانعدام الثقة وتخوين الآخر وتبادل اتهامات تعرقل سير المرحلة الانتقالية بقيادة عبدربه منصور هادي.
معين النجري –

في أجواء المعادلة السياسية التي تحكم اليمن ثمة الكثير من الشكوك وانعدام الثقة وتخوين الآخر وتبادل اتهامات تعرقل سير المرحلة الانتقالية بقيادة عبدربه منصور هادي.
و برغم أنما يحدث هو أقل الأضرار التي يمكن أن يشهدها اليمن بعد كل الأحداث التي عاشها منذ 2011م, إلا أنها غير مبررة بالمطلق.
اعرف أن هناك طرفا يشعر بالغبن لفقدانه السلطة ولو بشكل جزئي, كما يعيش الطرف الآخر خيبة أمل ما بعد المبادرة الخليجية التي لم تعتمد منتصر ولا منهزم, ولكن لا خيار ثاني أسلم وأجدى.
أنا لا أفهم من الحملات الإعلامية التي تضخم بعض الأحداث وتفتعل ضجيجا في الشارع وتطالب بما يعد خرقا للمبادرة الخليجية إلا أنها تسعى لتقويض عملية التسوية والعودة بالبلد إلى مربع ما قبل المبادرة.
ولا أفهم ممن يسوق الاتهامات بشكل يومي ضد الطرف الآخر دون أن يمتلك دليلا واحدا يثبت صحة ما ذهب إليه,إلا أن يصل إلى النتيجة نفسها.
إن ضبط الأمن وإلقاء القبض على مخربي الكهرباء والنفط والمتقطعين والقتلة _من كانوا_ هو مسؤولية الدولة, هي وحدها المخول لها تطبيق القانون واتهام طرف أو أطراف بالتخريب عندما تمتلك دليل إثبات قطعي.
نعم … يبذل الرئيس عبدربه منصور جهودا جبارة لتفادي الشراك التي تجيد القوى الحزبية حياكتها, ويصر على استمرار عملية الإنقاذ التي يقودها بدعم إقليمي ودولي.
ونعم يتحمل الكثير من إساءات الإعلام الحزبي والمستقل, ونعم قد ينجح في إيصال البلد إلى أقرب نقطة آمنة, إلا انه لن يحقق النجاح الذي يتمناه السواد الأعظم من الشعب, النجاح في تأسيس دولة مدنية حديثة, دولة مؤسسات, دولة نظام وقانون, دولة مساواة وحرية وعدالة.
لن يحقق كل هذا النجاح بالشكل المطلوب وهناك قوى تترصد له وتصنع العراقيل لإحباط جهوده, قوى لا تفكر كثيرا بإنجاح التسوية والتأسيس ليمن جديد بقدر ما تفكر في المكاسب السياسية والاقتصادية والسلطوية التي ستحققها, رغم أن مساندتها للرئيس والجهود التي يبذلها لإنجاح التسوية كما يجب قد تحملها إلى السلطة أو تأتي بالسلطة إليها بصورة شرعية دستورية.
على هذه القوى أن تعيد حساباتها وتعدل طرق تعاملها مع حاضر اليمن وقضاياه, وأن تدرك بأن النار إذا ما شبت لن تستثني أحدا.

قد يعجبك ايضا