المعارك الخطأ

عبدالله دوبلة

 - 
الرجال الخطأ يخوضون المعارك الخطأ دائما فليس أسوأ من وضيع أو بليد حين يخوض معركة نبيلة.
الموقف من الخطأ كمبدأ
عبدالله دوبلة –

الرجال الخطأ يخوضون المعارك الخطأ دائما فليس أسوأ من وضيع أو بليد حين يخوض معركة نبيلة.
الموقف من الخطأ كمبدأ أمر نبيل بالطبع إلا أنه حين يكون انتقائيا فهو لا يقل وضاعة عن الخطأ نفسه الأكثر سوءا هي تلك المعارك البليدة لأجل العدم وإن بدت لأصحابها أنها معارك عظيمة.
المعارك السياسية والإعلامية المفتعلة هذه الأيام تحت عناوين كبيرة لا تخرج عن هذين الصنفين المشكلة هي في قدرة هذه المعارك على جذب الكثير من البلداء المتأهبين لخوض أي معركة دون أي منطق أو ضمير. ليس إلا أين يقف الخصم لأكون على الضفة الأخرى.
الإسلام صارم في مسألة الموقف من الحق وإن كان ضد نفسك وأقرب قريب لك أو لأجل أشد الأعداء ( لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب إلى التقوى). إلا أنه لا دين أو خلق ولا حتى منطق أو عقل يحضر في معارك هذه الأيام. ليس إلا اللؤم أو البلادة من يحضران.
لا أحد يقول أن كل شيء جيد أو أن البلد في غنى عن معارك كبيرة ضد الفساد والفوضى ولأجل ترسيخ دولة المواطنة والقانون إلا أنه حتى المفاهيم العظيمة تفقد قيمتها حين تستغل لغرض لئيم أو حين يحملها البلداء أيضا.
أعرف الكثير من الأوغاد الذين يخوضون حروب الفضيلة كما أعرف الكثير من المخلصين لقضايا نبيلة ينقصهم الذكاء وكلهم يمتلكون ذات القدرة الهائلة على التدمير وإحداث الضرر باسم الحق والخير فسوء النية وحسنها لا يشكلان فارقا هنا.
الأسوأ في هذه المعارك أن الخير والحق يفقدان قيمتهما ليصيرا مع الوقت مسألة جدلية كالعدم.

قد يعجبك ايضا