رؤيتا الاصلاح لشكل الدولة ونظام الحكم


قدم التجمع اليمني‮ ‬للإصلاح رؤيتين منفصلتين لكل من شكل الدولة ونظام الحكم‮ ‬وذلك أمام فريق الدولة المدنية في‮ ‬مؤتمر الحوار الوطني‮ ‬الشامل‮.‬
بسم الله الرحمن الرحيم
تمثل مسألة تطوير شكل الدولة أحد أبرز وأهم القضايا التي‮ ‬ينتظر الشعب من مؤتمر الحوار الوطني‮ ‬الشامل الخروج فيها برؤية عملية تخرج البلاد‮ – ‬ودونما رجعة‮ – ‬من طوق المركزية الذي‮ ‬أخذ بخناقها عقودا مديدة‮ ‬وتضمن تحقيق الشراكة العادلة في‮ ‬الحكم والثروة بين كل اليمنيين‮ ‬وتوسيع المشاركة السياسية‮ ‬ودفع عجلة التحول الديمقراطي‮ ‬إلى الأمام‮ ‬وتعزز في‮ ‬نفس الوقت الوحدة الوطنية والحفاظ على أمن اليمن واستقراره‮ ‬وتفتح الأبواب مشرعة لبناء‮ ‬يمن ديمقراطي‮ ‬جديد‮ ‬يسود فيه القانون‮ ‬ويتحقق فيه التداول السلمي‮ ‬للسلطة‮ ‬فعلا وواقعا‮.‬
إن عملية تطوير شكل الدولة بصورة تحقق الأهداف المرجوة من التجربة‮ ‬وتحول دونما حصول أي‮ ‬انتـكاسة أو تراجع أو فشل لها‮ ‬تتطلب بالضرورة التوافق على إعادة ترتيب البيت اليمني‮ ‬من الداخل‮.‬
إن تحديد أي‮ ‬من‮ ‬الصيغ‮ ‬التطبيقية لنظام اللامركزية الملائمة‮ ‬لليمن أرضا وإنسانا‮ ‬هي‮ ‬التي‮ ‬تنطلق من حقائق واقع البلاد بكل تعقيداته وإشكالاته وسلبياته وإيجابياته‮ ‬على الصعيد الثقافي‮ ‬والاجتماعي‮ ‬والاقتصادي‮ ‬والسياسي‮ ‬وعلى المستوى الجغرافي‮ ‬والديمغرافي‮ ‬إذ لا توجد صيغة واحدة أو قوالب جامدة لنظم اللامركزية‮ ‬فليس هناك شكل تطبيقي‮ ‬واحد‮ ‬يمكن أن تأخذ به الدول وتطبقه دون عناء‮ ‬فمهما كانت درجة التشابه والتماثل والتقارب بين الدول‮ ‬فمن المسلم به أن الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية‮ ‬والإرث التاريخي‮ ‬والثقافي‮ ‬والفكري‮ …‬إلخ عوامل مؤثرة وحاسمة في‮ ‬اختيار وتصميم النظام المرغوب‮ ‬فكل دولة تأخذ من المبادئ التطبيقية الخاصة باللامركزية ما‮ ‬يتناسب مع أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية والجغرافية‮ ‬وهي‮ ‬توازن ذلك مع القدرات والإمكانات المتاحة ماديا وبشريا‮.‬
لقد مثل مطلب بناء الدولة الوطنية اللامركزية أحد أبرز القضايا التي‮ ‬أثارت الكثير من الجدل والنقاش وعلى كافة المستويات‮ ‬وكل حزب وكل جهة وكل طرف أعد لهذا الأمر عدته‮ ‬وحدد رؤيته لقضية شكل الدولة التي‮ ‬يرى أنها الأصلح للبلاد‮ ‬وهذه إيجابية كبرى ستعزز من قدرة المؤتمرين في‮ ‬هذا الحوار الوطني‮ ‬على الخروج بالرؤية المرجوة‮ ‬مالم تتحول الرؤى إلى متاريس تحول دون الوصول إلى كلمة سواء تحقق تطلعات شعبنا وتعالج الإشكالات الحاصلة‮ ‬الأمر الذي‮ ‬يتطلب منا قدرا من التأني‮ ‬في‮ ‬طرح الرؤى بهدف إتاحة فرصة لمايلي‮:-‬

1- إجراء لقاءات بين مختلف أطراف ومكونات الحوار‮ ‬يتناقشون ويتبادلون الأفكار بطريقة ودية وهادفة‮.‬

2- ‬الاستماع إلى عدد من الخبراء الوطنيين والأجانب للتعرف أكثر فأكثر على الصيغ‮ ‬والتجارب التطبيقية لنظم اللامركزية‮ .‬

3- التعرف الدقيق على أبرز الحقائق المالية والاقتصادية للبلاد والتي‮ ‬لها علاقة بعملية الانتقال نحو اللامركزية‮. ‬
وفي‮ ‬كل الأحوال فإن التأني‮ ‬لا‮ ‬يعني‮ ‬التهرب من تقديم الرؤى بقدر ما‮ ‬يعني‮ ‬مزيدا‮ ‬من الدراسة والبحث للوصول إلى الصيغة الأنسب لواقعنا في‮ ‬اليمن‮.‬
وعليه فإن رؤية التجمع اليمني‮ ‬للإصلاح لشكل الدولة‮ ‬ينطلق من الأسس والمحددات الآتية‮:-‬
1- ‬أنها دولة تزول منها تمركز السلطة في‮ ‬قمة الهرم

قد يعجبك ايضا