من يزور بروفايلك¿!

أحمد غراب

 -  فعلا الأمريكي مشغول بمعرفة كيف يغزو العالم بأسلحته والياباني مشغول بمعرفة كيف يغزو العالم بالتكنولوجيا والصيني مشغول بمعرفة كيف يغزو العالم بمنتجاته والعربي
أحمد غراب –
فعلا الأمريكي مشغول بمعرفة كيف يغزو العالم بأسلحته والياباني مشغول بمعرفة كيف يغزو العالم بالتكنولوجيا والصيني مشغول بمعرفة كيف يغزو العالم بمنتجاته والعربي مشغول بمعرفة من يزور بروفايله!
الأدهى والأمر من الضربات الإسرائيلية لسوريا هي بذرة التفرقة الطائفية التي جعلت العرب ينقسمون بين فريقين ويتناسون شعبا ينذبح اطفاله ليل نهار بلد عربي آيل للإنهيار.
هل كانت إسرائيل ستجرؤ على ضرب سوريا لولا علمها بالضعف والوهن الذي أصاب سوريا والعرب من الداخل¿!
العرب يتفرجون على سوريا كما تفرجوا من قبل على العراق وينقسمون حتى الثمالة بشكل بغيض وكأن تعريف العربي هو الذي يتعصب لهذا الفريق أو ذاك بعيدا عن منطق الحق الذي يقول أن القتل بلا دين وأن من يقتل سوريا من الداخل كمن يقتلها من الخارج كلاهما مجرم لايستحق أن تقف معه أو تؤيده.
من يستحق دعمكم ووقوفكم وأصواتكم هو الشعب السوري أوقفوا طاحونة العنف وقتل الأبرياء في سوريا لاتنقسموا فتقسموا سوريا من الداخل وتتفرجوا عليها وهي تتآكل وتصبح لقمة سائغة في فم المعتدين من الخارج والمتصارعين من الداخل.
يعلم الجميع أن سوريا كانت دولة آمنة مستقرة ومصنعة وكل شيء فيها رخيص والسلع والمنتوجات السورية غزت الأسواق العربية والدراما السورية انتعشت ونافست المصرية.
والحاصل أن هناك من استغل موجة الربيع العربي ليدمر سوريا من الداخل وليجعلها دولة هشة ضعيفة متصارعة سقط فيها مايقارب مائة ألف قتيل وظل يتفرج من بعيد على سوريا وهي تتآكل من الداخل ودماء أبنائها تسيل بين جيشين واختلطت الاوراق لتصبح سوريا ملعبا تتصارع فيه أطراف اقليمية وتصطاد دول أخرى في غمرة هذه الهشاشة والشعب السوري خارج الحساب تماما وحتى يتخلص العرب من عقدة الذنب تجاه تخاذلهم عن انقاذ سوريا انقسموا مع المنقسمين ولم يعد الموضوع بالنسبة لهم شعبا يموت ودماء تسيل واقتصادا ينهار وآلاف الأبرياء يتشردون وينزحون بل أصبح الأمر بالنسبة لهم معركة بين طرفين كل يتشدد لطرف بحسب هويته السياسية أو الطائفية ولايوجد أي بعد للهوية الإنسانية التي تقول لكم اقلعوا أيها العرب عن عاداتكم الجاهلية بالأمس تفرجتم على العراق وهي تنهار فعمت العدوى الطائفية العرب من لبنان إلى سوريا إلى البحرين إلى اليمن ثم جاءت المرحلة الثانية في حالة سوريا وهي الأشد خطرا لأن العدوى الطائفية اختلطت فيها مع الحمى السياسية التي ورثت انقساما للعرب بعد ما يسمى الربيع فتوسع شرخ الانقسام ليصبح الوطن العربي مقسما بين متصارعين سياسيين وآخرين طائفيين وبينهما صراعات متشابهة كل هذا جعل العرب يخرجون دون شعور منهم من إطار حقوق الشعب السوري في الحياة والعيش والحرية إلى التعصب لطرف من أطراف الصراع وترحيل أسباب الدمار إلى الطرف المناوئ له والطرف الآخر يعمل نفس الشيء والشعب السوري يموت في الوسط.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي

قد يعجبك ايضا