فوزي بالجائزة أشعرني بمسؤولية كبيرة تجاه القصيدة
لقاء خليل المعلمي

لقاء/ خليل المعلمي –
لم يستبعد الشاعر الشاب زياد القحم فوزه بجائزة رئيس الجمهورية للشباب في مجال الشعر للعام 2012م كما أنه لم يستبعد أن يفوز بها غيره فهو يعرف أن الشعر صعب ويعرف أيضا بأنه قد بلغ درجة معقولة في سلمöهö الطويل كما أنه ينتمي لجيل أدبي جاد.
وقال في حديثه الذي أجريناه معه: أعتقد أن حصولي على هذه الجائزة أشعرني في لحظة واحدة بأمرين الأول فرحة طاغية احتجت بعض الوقت حتى أتمكن من استيعابها كاملة والثاني مسؤولية كبيرة شعرت بها تجاه القصيدة قررت من حينها أن أترك عشوائيتي في التعاطي مع القصيدة لأنها لم تخني القصيدة كانت وفية معي ربما أكثر مما توقعت وهي فرصة أستغلها هنا لأشكر مجددا أساتذتنا في لجنة التحكيم فرع الشعر في الجائزة على حسن ظنهم .. مضيفا بأن الجائزة قد أضافت له الكثير فهي أول جائزة يحصل عليها بهذا المستوى كما أنها ألقت حزمة جديدة من الضوء على تجربته في هذا المجال.
ويؤكد الشاعر القحم بأن للأنشطة الشعرية المسابقاتية دورا تقييميا يساهم في إظهار أسماء حجبتها المحسوبيات وفساد الاختيار لكنها أيضا ليست أكثر من تقييم نسبي وليس قطعيا.. ويقول: لي مشاركات كثيرة وفي الغالب كنت أحصل على واحد من المراكز الأولى إن لم أحصل على المركز الأول وسأشير هنا لتجربتين كان لهما أثر كبير الأولى فوزي بالمركز الأول في المسابقة الإبداعية لصحيفة آدم وحواء العام 2006م لأنها مثلت دافعا للكتابة والاستمرار والثانية مشاركتي في المسابقة التلفزيونية صدى القوافي لعام 2010م لأنها صنعت جمهورا وكان لها أثر كبير جدا في الوصول إلى جمهور عريض من محبي القصيدة الشعبية وحصلت فيها أيضا على لقب شاعر الجماهير.
وحول رؤيته لأبناء جيله من الألفينيين يقول الشاعر زياد القحم: على المستوى المحلي يمثل جيلنا نقلة نوعية للمادة الشعرية إبداعا ونقدا ونحتاج إلى الالتفات إلى أنفسنا أكثر دون النظر إلى الآخر الذي لا يرانا لأن إمكانات الرؤية لديه لا تصل إلى السماء حيث نقيم أما عن مصطلح الألفينيون فلا مشاحة في الاصطلاح رغم أني لست مقتنعا به وبالإمكان البحث عن مصطلح آخر لكننا لم نفعل ذلك لانشغالنا بالقصيدة وتجويدها عن أي أمر آخر وما أنا على ثقة منه أننا وحدنا نمثل المشهد الثقافي اليوم والحرس القديم ليس وجودهم إلا رمزيا فقط باستثناء بعض أسماء تسعينية استطاعت أن تكون ألفينية أيضا وبجدارة.
وعن الشكل الشعري يبين القحم بأن كلمة الشعر هي المصطلح الوحيد الذي لا يحتاج للتعريف فالشعر هو الشعر وكفى ولكن الشعر الحقيقي الجاد هو ما أظهر فنية صاحبه أكثر وتعاطيه للمجاز والانزياح اللفظي الراشد.
ويضيف: وعلى هذا فالأهمية هي للفكرة الشعرية وليس للشكل مطلقا فالعمود الشعري قد يكون مادة فنية رائعة وقد يكون مجرد صنعة شكلية باهتة وكذلك الحال في قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر على أن لكل شكل أدواته وشروطه ويجب ألا ينتقل الكاتب من شكل إلى آخر إلا إذا أنس في نفسه مقدرة معقولة على الانتقال .
وعن ما يميز تجربته من الاشتغال على موضوع الحزن بالإضافة إلى كتابة القصيدة الفكرية يقول: بالنسبة لموضوع الحزن وفقه المواجع فقد تعمدت الاشتغال على هذا الموضوع وفقا لرؤية فلسفية خاصة بي تنطلق من معنى جديد ومختلف للحزن وهو معنى أخلاقي يحاول أن يؤصل للكثير من النزعات البشرية من منظور الحزن والفرح أما القصيدة الفكرية فلم أتعمد أن أكتبها بهذه النية ولكن هناك من رأى أن هذا المصطلح قد يكون مناسبا لما أكتبه شعريا كصفة مناسبة وليس كمشروع أشتغل عليه بقصيدة لكنني أتعمد دائما بأن يظل الشعر عندي هو مادة فنية بالدرجة الأولى وليس فكريا إلا حين أتمكن من تفنين الفكر وغالبا أتمكن من ذلك.
ويرى بأن المشهد الثقافي في بلادنا في حالة شلل تام على الرغم من وفرة المواهب أو الكوادر البشرية وذلك لأن الكيانات والمؤسسات المناط بها تنظيم الأنشطة الثقافية تشتغل دون الحاجة لهذه المواهب فلديها ممثلون يجيدون القيام بدور الموهوب ويقول: هناك من المؤسسات ما يسعى لاستقطاب بعض المبدعين والمبدعات الشباب ليستمد منهم شرعية وجوده ويتكسب بأسمائهم دون أن يقدم لهم أو للمشهد أي شيء يستحق الذكر وإليه فهناك جهات تدعم أشخاصا وتسميهم مبدعين ومثل هذه الجهات لا تدعم المبدع الحقيقي ولا تتركه يسلم من شرها بدعواها أنها داعمة.
ويضيف في ختام حديثه: تصور أني ومعي 22 مبدعا في مجالات مختلفة من الفائزين بجوائز رئيس الجمهورية للشباب تكرم فخامة رئيس الجمهورية -حفظه الله ووفقه – بالتوجيه للحكومة بمنحنا وظائف بشكل استثنائي وعاجل وحين وصلنا وزارة الخدمة المدنية كجهة اختصاص تعاملوا معنا دون النظر إلى هذا التوجيه مطلقا ووعدونا بأن تنجز م