هل أنتم منتهون عن شتم الوحدة¿

أ.د. عبد الله الذيفاني

 - أقسم لكم بالله أن الوحدة لا تعي, لا تسمع, لا تعقل, لا ترى, لا تمتلك أي نوع من أنواع القوة المدمرة, ولا تملك صواريخ تدمر بها خصومها, كما أنها ليست عائلة تسعى إلى الهيمنة
أ.د. عبد الله الذيفاني –
أقسم لكم بالله أن الوحدة لا تعي, لا تسمع, لا تعقل, لا ترى, لا تمتلك أي نوع من أنواع القوة المدمرة, ولا تملك صواريخ تدمر بها خصومها, كما أنها ليست عائلة تسعى إلى الهيمنة والسيطرة والإثراء غير المشروع, كما أنها ليست عصابة تسعى إلى استباحة الحقوق والثروات كما أنها والله العظيم ليست رئيسة دولة, ولا قائدة لحرس جمهوري ولا فرقة, ولا قوات جوية, ولا برية, ولكنها والله العظيم ليست إلا حدثا تحقق في عام 1990م وأساء إليه من وقع وأجراه…. فهل أنتم منتهون عن شتم الوحدة وإلصاق كل أسباب الهزيمة التي مني بها الإنسان الذي أداها والانتكاسة القيمية التي حلت به ودفعته إلى تحويل الوحدة إلى قيمة سلبية تتعرض اليوم لأبشع وأنواع الاتهامات والتقريع من كل حدب وصوب..
أيها الإخوة الذين يبحثون عن بدائل لشكل الدولة الأحرى بكم أن تبحثوا عن بدائل للإنسان الذي يعول عليه إدارة الدولة وتوجيه دفنها على النحو الذي يحقق الأهداف السامية التي ننشدها… نعم أن هناك إعتلالات وإختلالات ولكن من تسبب بها, من كونها, من وقف خلفها, هل الوحدة كحدث أم الإنسان الذي أدار وأخطأ وأفسد, نقرأ في مبررات البحث عن بديل للوحدة, مبررات ما أنزل الله بها من سلطان حين نعرضها على الوحدة كقيمة مسئول عنها الإنسان.. فهم يقولون أن الوحدة تسبب في فساد إداري عم إدارات ومرافق المحافظات الجنوبية: نقول لهم هل رأيتم الوحدة تقوم بذلك¿ هل رأيتم العلم الوطني وقد تلبسه روح وخرج يعيث في الأرض الفساد¿ أم أنكم رأيتم أناسا تربعوا على سدة السلطة فأفسدوا وأشاعوا في الأرض الفساد¿
ويقولون أن الوحدة أفضت إلى نهب واسع للثروة¿ نقول لهم بالله عليكم هل رأيتم النشيد الوطني يخرج من أنغامه ويحمل أدوات النهب ومعه عائلته وعصابته بإسم الوحدة¿
ويقولون أن الوحدة تسببت في نظام مركزي شديد جمع كل شيء بيديه, وهيمن على كل شيء¿ نقول لهم بالله عليكم هل الوحدة قبيلة أو جماعة تسكن صنعاء وحرصت على أن تجمع كل شيء بيديها وضربت بيد من حديد ضد كل من ينادي بنظام بديل ينقل السلطة من المركز إلى الأطراف¿
وهكذا سنجد أنفسنا ونحن نفند المبررات أننا نتجه بالمحصلة نحو إنسان أدار نظاما, وتسبب في ذلك كله, وأرتكب كل تلك الخطايا والأخطاء باسم الوحدة التي لا تنطق.. وحين نقول إنسانا, نقصد بذلك النظام الذي أمسك بزمام الأمور عقب تحقيق الوحدة, ومن ثم فالأحرى بنا أولا, وأولا, وأولا, البحث في الظروف الموضوعية والذاتية التي أنتجت ذلك النظام ومكنته من العبث والإساءة إلى أعظم قيمة وأنبل غاية عاش لأجلها الإنسان اليمني في الشطرين, وظل يحلم بها عقودا من الزمن.
أيها الإخوة أن خصمنا الحقيقي هو الإنسان الذي يدير الشئون, وليست الشئون التي تدار بالإنسان.. ولذلك نتوقع الفساد والنهب والعبث وعدم الاستقرار وغياب الدولة المدنية,… في ظل أي شكل نختاره, ما دام الإنسان ما يزال على عهده ووعيه بالدولة ومتطلباتها .
وما دام الإنسان لم يحدث فيه التحول النوعي, وما دام الإنسان يقبع تحت مؤثرات العصابة والقبلية, وأوهام القوة, وهواجس الخوف من الآخر, وابتداع الذرائع لتبرير التصرفات الشائنة ضد من يخالفه بالرأي والموقف وما دام الإنسان ينتمي إلى جماعة ولا ينتمي إلى وطن ستظل المشكلة قائمة وسيظل الشكل الذي نبحث عنه ليس الأمثل, لأن الوحدة ليست بديلا قد أثبت فشله بفعل ما فيه من قيم تمكن من الاستبداد وتفرض التخلف, وتشدد على الفقر وتبقيه, وتشد من أزر الأمن وتعممه, وترفض التنمية وتلغيها,
ونقول في الختام أين كان المؤتلفون عقب إعادة تحقيق الوحدة من الدولة المدنية ولماذا لم ينشغلوا بها قدر انشغالهم بغيرها¿ ومن ثم أتاحوا الفرصة لمن لا يريد الدولة المدنية أن يتمأسد ويهيمن وهم ينظرون¿!!
أنني أصرخ وبكل صوتي أنني أعشق الوحدة, ولا يتشكل أمامي بديل مقنع لأننا لم نعش الوحدة, ولم نجربها ولم تتح لها الفرصة للاستواء على أرض الواقع بمؤسسات وحدوية حقيقية وبدولة وحدوية بمؤسسات ونظام وقانون, ومواطنة متساوية وشراكة كاملة في الإدارة الوطنية.. ثم أن أي بديل عن الوحدة يحتاج إلى إنسان وظروف تضمن نجاحه فهل أنتم مدركون¿!
والله من وراء القصد,,,,

قد يعجبك ايضا