إحساس

محمد المساح


 - ينتابه إحساس غريب.. حتى توصيفه لنفسه لا يقدر عليه.. ينتفي الناس.. والعالم من حوله.. وكأن لا بشر هناك لا مدينة.. لا شوارع لا سيارات لا شيء هناك.. أتوقف العالم عن ال
محمد المساح –

ينتابه إحساس غريب.. حتى توصيفه لنفسه لا يقدر عليه.. ينتفي الناس.. والعالم من حوله.. وكأن لا بشر هناك لا مدينة.. لا شوارع لا سيارات لا شيء هناك.. أتوقف العالم عن الدوران¿ أبدا وهو الملعون.. يسير على رصيف الشارع.. الذي يبدو في شمس الخريف.. خاليا من الزحام وإن كان هناك.. ثلاثة دكاكين مشرعة أبوابها لفضاء الشارع.. والبيوت على الجانبين كجمال باركة تستجر تركها الجمالة في عز الظهيرة ولا يدري أي مكان ذهبوا.
يترك الشارع الجانبي.. ويصل إلى شارع أكثر اتساعا لا زحام كمثل كل يوم.. ولا عصبية سائقين وهم يعزفون «الهون» كما أعتادوا يوميا.
ظل يسير في الجانب الضليل.. والشارع نهر أسفلتي أسود هبط لتوه من الفضاء وأستقر يتلوى كأفعى.. بلا رأس ولا ذنب.. إحساس غريب.. هل الضجر ليس من طبعه لأن ملامحه لا تشي بذلك السأم إذا.. هذا نوع من الترف قدميه المتربتين وعلامات الضبح في السحنة لم يلامس في حياته.. رغد إذا.. بدايات احتراق الفيوزات لا يبدو من توهان العيون في وجهه كل ما يستطيع إنسان ما.. وخمن ربما تحت تأثير تخدير ما..
ملامح ذلك لا تدلل أبدا.. إذا أمره غريب والأغرب أن جاءه ذلك الإحساس الغريب والذي يخامره تقريبا وهو يسير ولا يسير أنه غير موجود بالأصل ربما إنسان شبيه أمر غريب بالفعل.

قد يعجبك ايضا