كان حبيبي
عبدالخالق الجوفي
عبدالخالق الجوفي –
• أصبح حبهما ذكرى بعد أن اغتال القدر آمالهما ليجعلها ماضيا ليس إلا لمجرد الذكرى وتناوبت الأيام في دفن ذلك الحب الذي كان جمرا وقادا تحت الرماد.
رأته ذات يوم على شاشة إحدى الفضائيات وابنتها بجوارها لم تستطع إخفاء معالم السعادة والفرح.. كانت معالم وجهها جلية واضحة لاحظت ابنتها ذلك ولم تكن هي الوحيدة التي لاحظت فقد لاحظ ذلك زوجها الذي لم يكن غافلا عن حبها القديم غير القناة فصاحت دون شعور ارجع حبيبي!!
تكهرب الجو وعم الصمت لحظات قبل أن يرمي الزوج الرموت كنترول الخاص بالتلفزيون وغادر الغرفة شعرت بالحرج من ذلك فقد أنطقها الحب دون شعور وشعرت بالأسى لزوجها الذي لابد أن كلمتها جرحته.
كان شوقها لاستعادة الماضي أكبر من قدرتها على استسماح زوجها حتى ابنتها ذات الأربعة عشر ربيعا لاحظت ذلك وغادرت الغرفة بحنق.
أخذت الرموت كنترول وأعادت القناة وتابعت البرنامج عرفت منه أنه عين بمنصب مهم فعزمت على زيارته بمكتبه.
لم يعرفها بادئ الأمر ولم يكترث لوجودها كان المكتب مكتظا بالزوار خرج آخر زائر وهي تنتظر أن ينظر إليها!!
كان مشغولا حتى أنه لم يرفع رأسه إليها حين رآها بين الجموع ظنها مع أحدهم.
اقتربت منه.. رفع رأسه إليها.. وقف.. تسمر.. استعاد اتزانه..
أهلا وسهلا بك..
مبارك المنصب الجديد
أشكرك.. لكن كيف علمتي بذلك¿
أتابع أخبارك دائما.
اتهمك أخباري¿
عندك شك بذلك¿!
لم يرد عليها.. واكتفى بابتسامة مصطنعة.
ما أخبارك¿!
قلت أنك تتابعينها دائما!!
صحيح..
لمتسألين عنها إذن¿
أعتقد أن علاقتنا أكبر من أن نتابع أخبار بعضنا البعض بوسائل الإعلام!!
تقصدين علاقتنا التي كانت.. أعتقد أنك متزوجة الآن¿!
جرحتها إجابته.. لكنها لم تشعره بذلك وردت بثقة.
نعم ولدي طفلة.. على كل حال مبروك مرة أخرى.. أراك بخير.
لم تشربي شيئا.
شكرا جزيلا لك.. أتيت للتهنئة فقط للزمالة التي كانت بيننا.. وأعتذر لمجيئي دون موعد.
نجوى.
مدام نجوى لو سحمت.
اعتذر ارتبك.. شعر بأنه قد أساء التصرف معها.. وأيقن لحظتها أن حبها ما يزال وقادا بحناياه.
لم يحدث ما يستدعي الاعتذار.. أذكرك فقط أنني أصبحت متزوجة.. مبروك وأعتذر مرة أخرى.
خرجت وهي تحبس دموعها التي كانت تتدافع لحظة خروجها من المكتب فلم تكن تتوقع لقاء كهذا.. لكنها أيقنت أن زوجها أحق بهذه الدموع خصوصا وقد ادركت حجم خطئها ومقدار الجرح بعد أن ذاقت من نفس الكأس الذي أذاقته ليلة البارحة أمام ثمرة زواجهما.