الشعر والشاعر.. ضوء ودهشة(الحلقة الثانية)

إعداد محمد القعود

إعداد/ محمد القعود –
منذ أول رعشة إحساس في وجدان البشرية كان للشعر نبضه وألقه وحضوره المدهش في حياة الإنسان ومحيطه المتشابك مع إيقاع الحياة المتلون وكان للشاعر مكانته المكللة بسحر الكلمة ورؤاها المستشرفة أغوار الحياة وأزمانها ومراحلها المتعددة وكان لهما دور الضوء والنبض والأخضرار واجتراح الأروع والأجمل..
ومازال للشعر دهشته وللشاعر سحره المبهج رغم ما تعيشه البشرية من متغيرات وتحولات في شتى مجالات الحياة وخاصة ما تشهده من تطورات علمية مذهلة أحالت الكثير من المسميات إلى النسيان.
وفي ظل متغيرات الكثير من المفاهيم في هذا العصر.. ترى ما هو الشعر.. ومن هو الشاعر في هذا العصر..¿!
الشعراء والأدباء أجابوا على ذلك في السطور التالية:

ثورة الوجدان
• أحمد ناجي أحمد النبهاني:
{ الشعر نشاط إبداعي فني جمالي متميز ليس فقط باعتباره انعكاسا جماليا للواقع في وعي الشاعر باعتباره الواقع كما يراه الشاعر الواقع هو في الصورة الذهنية المتخيلة للمبدع والفنان وإنما – أيضا – يمثل الشعر أهميته من حيث أنه نشاط خارق يحمل قوة التأمل وثورة الوجدان وهو نشاط مشترك يشترك فيه العقل بالوجدان والإرادة باللاوعي والخيال.
هو نسيج إبداعي متفرد وخلق فني يحمل من خلاله الفنان المبدع رؤيته التي ينسجها من روعة تأمله وجمال رؤيته الإبداعية التي تكتسب اكتمالها من خلال العمل الفني المنتج.

الشاعر محمد جميح:
الشعر هو إعادة إنتاج الذات والآخر بشكل مغاير
والشاعر هو المختلف دوما المتجدد أبدا

أحمد الزراعي
الشاعر هو الذي يمسك بلحظة هي زمنه الخاص في شرطه غير الأفقي أن يمسك بمفصلية مايدهش في خصوبة الزمن المكتمل لحظة خارج كل صيرورة والشعر القبض على زئبق لحظه يكمن فيها الأبدي الذي قلما يكترث له أحدأن نكون في لانهائية المدهش في أبديته .أن نبدع مالايمكن الإمساك به .
أن نرى بعيون زرقاء اليمامة على الرغم من كارثية أن نفهم المحال!
أن نمسك بلحظة بين الموت والحياة بين الأشياء وضديتها.

رؤية الشاعر
الشاعر محمد الأكسر :
الشعر ماسطر رؤية المبدع تجاه الأشياء وتكون تلك الرؤية ذاتية متفردة تقوم على عرض الأشياء في صورة غير صورتها المألوفة للناس ومصحوبة بالإدهاش .والشاعر هو من ينظر لتلك الأشياء من حوله ثم يقوم بتفكيكها وإعادة صياغتها وبنائها وفق رؤيته هو خلافا لما هي عليه في الواقع الملموس ثم يحمل الجمهور بقدرته وأدواته وإمدى إدهاشه للجمهور في العرض على الإقناع وعلى مشاركته رؤيته تلك

كائن أسطوري
الناقد د.محمد الحصماني:
ليس للشعر صورة فوتوغرافية معروفة كما يقول نزار بحيث يمكن تأطيرها وتعيين حدودها بشكل نهائي, ولكنه تقنيا رؤيا تخترق الآفاق متجاوزة حدود ما هو كائن إلى ما يمكن أن يكون, بهدف إعادة برمجة الذات الإنسانية وصياغة العالم من جديد.
أما الشاعر فأشبه مايكون بكائن أسطوري في قوته وقدرته على رؤية الأشياء والنفاذ إلى جوهرها, وخلق عوالم بلورية لم تطأها الأقدام أو تغبر بريقها السنون, إنه الذات الحالمة التي فارقتنا في الطفولة وعجزنا أن نكونها الآن.

الشعر يدلل اللغة
الشاعر نبيل القانص
الشعر هو لوحة جميلة تعبر بألوانها وخطوطها وتوهجها وصوتها عن الانسان والو طن وتخفف من أحزان الحياة وصعوبتها .. وتختزل أمنياتنا وأحلامنا … الشعر هو ما نحتاجه لتصفيف مشاعرنا ومعاناتنا .. وكل انفعالاتنا .. هو من يدلل اللغة وينسيها جفاف الثرثرة وحدة الضجيج وهما يمارسانها .. أما الشاعر فهو الصوت الذي يزهر من بين صمت المتعبين .. والمناضل الذي يتشرب مآسي وطنه وشعبه ليكون هو النبع الذي يعبر عن تدفقات أحلامهم ويجعل مشاعرهم تتجمع كي يعúبر بها إلى داخلهم وخارجهم .

ممثل محترف
الناقد والشاعر إبراهيم طلحة:
الشعر موسيقى الروح والشاعر ملحن وفنان ومن قال غير هذا فقد أوغل في الغموض.
الشعر أعذبه أكذبه والشاعر ممثل محترف وذكي.

حديث الروح
الشاعر ياسين محمد البكالي
الشعر هو حديث الروح الذي تبوح به وهي تنحدر من أقاصي الدهشة تارة ومن أعالي المعاناة تارة أخرى إن الشعر هو الظل الذي يرافقني وكثيرا ما أترك في يديه قلبي ليعلمه فن الجري على الماء لإزاحة ستائر السراب المستلقية هنا وهناك .
الشاعر / هو هو ذلك المستلقي على ربوة الأمل باحثا للكون من حوله عن وجود يكون أرقى ومنهمكا في صنع سفينة ورقية يلقي بها كلما خلا بالقصيدة على نهر العناء الذي يمر به يوميا .. إنه الوجود الذي يغمر الحياة كلما داهمها النسيان ..

المذنب الجميل