عدن/مرفت فوزي –
جامعة عدن أول جامعة أنشئت في اليمن إلى جانب جامعة صنعاء ونشأتها تمثل امتداداٍ وتواصلاٍ للتقاليد الثقافية والتربوية للشعب اليمني وتحقيقاٍ لأهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر ويعد تأسيس كلية التربية العليا في عام 1970م وكلية ناصر للعلوم الزراعية في عام 1972م الحلقة الأساسية لانطلاق جامعة عدن حيث كانت هاتان الكليتان تخضع لوزير التربية وقد أرتبطت أهداف تأسيسهما بالحاجة الملحة لسد جزء من متطلبات التنمية والمتمثلة بإعداد المتخصصين لعدد من مرافق الدولة وفي عام 1974م تأسست كلية الاقتصاد وكانت كل كلية تشكل وحدة إدارية وعندما برزت الحاجة لإنشاء عدد آخر من الكليات صدر قرار وزاري بتشكيل لجنة وزارية للمدينة الجامعية برئاسة رئيس الوزراء تولت إعداد قانون إنشاء الجامعة وفي العاشر من سبتمبر 1975م صدر القانون رقم ٢٢ لعام 1975م والخاص بإنشاء جامعة عدن كمؤسسة علمية ذات شخصية اعتبارية وخلال الأزمات السياسية التي تمر بها بلادنا أدت إلى خلق كثير من المشاكل وصعوبات سببت في معاناة الطلاب والأكاديميين في جامعة عدن.. «الثورة» من خلال هذا الملف تنقل أهم المشاكل التي يواجهها الطلاب والأكاديميون وحلولها من وجهة نظرهم وذلك فيما يأتي:
> في البدء تحدث الدكتور أنيس عبدالمجيد عبادي.. مدير مركز الدراسات الانجليزية والترجمة في جامعة عدن بالقول لقد أدت الأزمات السياسية إلى تفاقم المشاكل على مستوى الوطن بأكمله وبالرغم من كل الظروف التي أدت إلى الاضرابات من قبل الطلاب والاكاديمون في بعض الكليات ما هي إلا مشاكل يشار إليها على أنها بؤر للفساد مالي وإداري وأكاديمي فإن هناك طابورا من المخلصين الذين يعملون إلى جانب رئيس الجامعة الدكتور عبدالعزيز حبتور على استئصال بؤر الفساد في الجامعة وهناك محاولات على خلق الجو الأكاديمي والعمل على الرقي بجامعة عدن رغم الظروف التي تمر بها بلادنا من اضرابات وعصيان ووقفات اعتراضية من أجل الحصول على الحوافز.
وأضاف: نعمل الآن على وضع خطة من أجل فتح مساق الدكتوراه في الترجمة في مركز الدراسات الانجليزية والترجمة.
سياسة جامعية صائبة
أستاذ القانون الجنائي في كلية الحقوق جامعة عدن نجيب جميل قال أن هناك الكثير من المشاكل التي تواجهها جامعة عدن والتي قد يكون تطرق لها كثير من الزملاء وأن حلول هذه المشاكل بسيطة فأنا أرى أنه لا بد من من تفعيل نصوص القوانين واللوائح والأنظمة المختلفة المتعلقة بالتعليم الجامعي والعمل الأكاديمي والبحث العلمي.
ووضع سياسة جامعية صائبة وفاعلة تعتمد على الكيف وليس الكم من حيث قبول الطلاب وتعيين الساتذة وإقرار المناهج والخطط الدراسية وجعل الجامعة منبراٍ علمياٍ مستقلاٍ خالياٍ من الحزبية والإملاءات السياسية والولاءات الشخصية والمناطقية والشللية.
وكذا مكافحة الفساد الإداري والمالي من خلال تطبيق مبادئ »الشفافية« و»الرقابة والمحاسبة« و»الثواب والعقاب« والعمل بقانون التدوير الوظيفي.
إضافة إلى توفير الوسائل والأدوات اللازمة والكافية لسير العملية التعليمية بالشكل المطلوب وإجراء البحوث العلمية والتطبيقات العملية كأدوات ووسائل التدريس والمختبرات والأجهزة والوسائل التقنية الحديثة.
وأشار إلى ضرورة التنسيق المشترك والتكامل بين الجامعة ومؤسسات الدولة الأخرى والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني في مختلف المجالات للنهوض بالتعليم الجامعي وتحسين مخرجاته وتطوير البحث العلمي وإجراء تغييرات حقيقية في المناهج الجامعية والخطط الدراسية بحيث تواكب التطور الحاصل في مختلف العلوم الإنسانية والتطبيقية وتلبي متطلبات سوق العمل مع توفير الأمكانات المادية اللازمة والكافية التي من شأنها تطوير العملية التعليمية وتحسين العمل الأكاديمي وزيادة البحث العلمي.
وتوفير الكتب والمراجع الحديثة والمتنوعة والوسائل والتقنيات الحديثة اللازمة للحصول على المعلومة بسهولة إلى جانب تشجيع النشاط العلمي والبحثي وإقامة الفعاليات العلمية المختلفة التي من شأنها الإرتقاء بالبحث العلمي وخدمة المجتمع والإلتزام الصارم بشروط تعيين الأساتذة في العمل الجامعي والأكاديمي وكذلك بشروط شغل المناصب القيادية الأكاديمية »مؤقتاٍ إلى أن يتم إقرار نظام الإنتخاب«.
منوهاٍ بإن القيام بذلك سيسهم كثيراٍ في إصلاح التعليم الجامعي والعمل الأكاديمي في جامعة عدن وغيرها من الجامعات اليمنية وسيساعد على تطوير الجامعة وتحقيق أهدافها في خدمة العلم والبحث عن المعرفة وتلبية متطلبات المجتمع اليمني.
> الأستاذة/ منى السيد كلية الآداب قالت:
إن المشاكل التي تواجهنا مع الطلاب عدم الانتظام في الحضور وخصوص أثناء أيام الاعتصامات السبت والأربعاء مشيرة إلى أن الطلاب لم يتلقوا ما هو مقرر من مواد للانتقال إلى الأعلى لأن التعليم ليس له أي علاقة بالعصيان أو بالاضطرابات التي يقوم بها بعض الأكاديميين من أجل نيل حوافز لم يتم صرفها فالطالب هو الخسران في كل الأحوال وبالتالي ستكون مخرجات كليات جامعة عدن صفرا.
وأضافت أتمنى ممن يقودون العصيان أن يعوا الجريمة التي يرتكبونها في حق شبابنا الذين هم قادة المستقبل فهم بدون علم دولة ضعيفة يتخللها الفقر والجهل والمر ض والفساد هو سيدها.
> الطالب محمد عبدالكريم محمد البكري هندسة »مدني« قال:
مشاكل كلية الهندسة كثيرة ولا يتيح لنا الوقت بالتحدث عنها ومناقشة تفاصيلها والبحث عن حلول لها في الوقت الحاضر وإنما يجب أن نركز على المشاكل الأكثر انتشاراٍ في الكلية والبحث عن حلول لها بأقرب وقت ممكن..
وأضاف : هناك الكثير من طلاب الهندسة الذين يحاولون أن ينجحوا في المواد المعلقة عليهم عبر امتحانات الإعادة ولكن ذلك لم يتسن لهم بسبب وجود تضارب في بعض المواد المعلقة عليهم وهذه مشكلة يتعين على قيادة الكلية حلها قبل أن توافق على الجدول الخاص بامتحانات الإعادة بحيث لا يتم أي تضارب في مادتين.
وأردف بالقول: قد تكون المشكلة بالنسبة للإدارة أيضا صعبة إذ أنها لا تستطيع توفير القاعات للامتحان فهنا يجب عليها عدم تنفيذ قرار إعادة السنة في المواد التي فيها تضارب وهنالك أيضا مشكلة وانقطاع الكهرباء التي تؤرق أساتذة وطلبة الكلية وهناك المشكلة الأخيرة وهي ظاهرة الكتابة على الجدران التي انتشرت بين عامة الشباب وأصبحت تمثل منحدراٍ سلوكياٍ سيئاٍ في بعض المواقف ولعل هذا لم يأت من فراغ ولكن هناك عوامل متعددة وراء ذلك وقد يكون العامل النفسي والانفعالي للطالب هو الذي دفعه إلى مثل هذا التعبير المغلوط وغير اللائق لا اجتماعياٍ ولا أدبياٍ متخذاٍ في ذلك حججاٍ واهية وأفكار وهمية على أن ذلك العمل ما هو إلا محاكاة مع النفس وتعبير عن الذات والآراء والخواطر الدفينة التي يرى أنه من خلال ذلك العمل ينفس عن نفسه ويفرغ شحنته المكبوتة دوافع هذه الظاهرة كثيرة ومن أهمها: محاولة لفت انتباه الآخرين وتشويه سمعة الغير ونأمل من إدارة الكلية أن تقوم بدورها للحد من هذه الظاهرة السيئة وذلك من خلال وضع خطط لتوعية الطلاب في الكلية واستعمال وسائل للتواصل لعمل منشورات للحد من هذه الظاهرة وكذا طلاء جميع الكتابات على جدران الكلية ودورات المياه وإزالة ما كتب عليها بما يعزز أهمية النظافة في الحياة اليومية.
مشكلة القرارات المفاجئة غير المدرسة
> الطالبة مروة صلاح المطري هندسة معمارية تحدثت من جانبها قائلة:
في الحقيقة لا أستطيع أن أسرد جميع المشاكل التي نواجهها في الجامعة حيث أن الطالب الجامعي جاء لتلقي أكبر قدر من العلم والمعرفة لمواجهة المستقبل وجاء ليتعلم أساسيات مهنته المستقبلية إلا أنه يواجه العديد من المشاكل التي تضعف من عزيمته وأيضا تؤدي إلى اضطرابات نفسية وقلة ثقته ومن هذه المشاكل المعاملات السيئة من تحتل بعض الكوادر التدريسية كممارسات القمع والاستهزاء ضد الطالب الجامعي وأيضا مشكلة القرارات المفاجئة غير المدروسة من قبل إدارة الجامعة مثل قرارات امتحانات الإعادة سواء بالتأجيل المفاجيء أعادت بوقت ابتداءٍ الاختبارات الفصلية مما يزيد العبء على الطالب وأيضا تضارب مواد الإعادة بسبب عدم دراسة الجدول صحيح مما يزيد الأمر سوءاٍ للطالب وأيضا من المشكلات عدم إلمام الكادر التعليمي بالتطورات التعليمية في مجال تخصصه.
وأيضا من المشكلات التي يواجهها الطلاب هي الاضطرابات سواءٍ من قبل الكادر التدريسي أو من قبل الموظفين بالجامعة وأيضا من المشكلات التي تعيق سير الخطة الدراسية انقطاع الكهرباء ولفترات طويلة مما يزيد الضغوط علينا كطلاب بحيث لا نستطيع إتمام دراستنا سواء بالجامعة أو بالمنزل.