حوار في الظلام!

خالد الرويشان


 - لن أتساءل هذه المرة عن من يضرب الكهرباء! لاني تساءلت طوال عامين  مظلمين حتى بح صوتي ولم يرد أحد! ولن أعلن عن احتفائي بتوحيد الجيش كماكنت أود, لأن ضرب أبراج الكهرباء كان أسرع وأبلغ من أي احتفاء!
خالد الرويشان –

لن أتساءل هذه المرة عن من يضرب الكهرباء! لاني تساءلت طوال عامين مظلمين حتى بح صوتي ولم يرد أحد! ولن أعلن عن احتفائي بتوحيد الجيش كماكنت أود, لأن ضرب أبراج الكهرباء كان أسرع وأبلغ من أي احتفاء!
لن أتساءل عن من يضرب الكهرباء,.. لأن التساؤل والإجابة شغúل الدولة والحكومة! وليس شغúلي, وشغúل أمثالي من المنكفئين على أنفسهم في بيوتهم , ينسجون الاحلام, ويكتبونها, ويقتاتون الآمال ويلوكونها! ويصطادون الأوهام ويفرحون بها, ثم مايلبثوا أن يروجوا لتلك الأحلام والآمال والاوهام وكأنها قيد التحقق! بين مريديهم وأصدقائهم وقرائهم الطيبين!
لمن تكتبون أيها الكتاب¿ من سيقرؤكم في الظلام¿!.. والأرجح أن أحدا لايقرؤكم حتى في الضوء! من يراكم أو يسمعكم أيها المتحاورون¿ تتحدثون عن الدولة المدنية الحديثة في الظلام.. وتتناقشون حول قيم العدالة والحرية والديمقراطية في الظلام.. إن شعبكم لايراكم ولايسمعكم بل لايرى أويسمع شيئا على الإطلاق.. إنكم تسمعون أنفسكم فحسب فهنيئالكم!
لن أتساءل عن من وراء مهزلة ضرب الكهرباء منذ سنتين بل سأتساءل لماذا الصمت عليها¿ ولن أشجب الجرم والفعل- كما كتبت دائما!- بل سأشجب عدم رد الفعل!
لن أتهم أحدا بضرب أبراج الكهرباء- كما كتبت وأشرت دائما!- بل سأتهم مسؤولي هذه البلاد بالصبر العاجز, والصمت اليائس, والحöلم في غيرموضعه!
إذا كان الساكت عن الحق شيطانا أخرس فكيف بالقائم على الحق!
ماذا يراد لهذا البلد¿ وإلى اين نحن ذاهبون.. وفي الظلام¿
يضربون الألياف الضوئية, وأبراج الكهرباء, وأنابيب النفط, ويقطعون الطرق, ويضربون حتى أجهزة كشف الحاويات في الميناء طوال عامين وأكثر.. لايريدون لأحد أن يعرف أويفهم شيئا مما يحدث أو يدور! ومرة أخرى لن أتساءل منú همú! ولن اغمز في أحد أو ألمز! مادام لسان الدولة مقطوعا, ويدها مشلولة, وذلك إحتراما مني للقارئ الذي مل التساؤل والسؤال.. ولكني سأسأل فقط.. لمصلحة من هذا العجزالذي لايليق بحكومة ولابدولة!
والله لو كنتم ذبابا لأقضيتم مضاجعهم! ولو كنتم ضفادع لزحفتم عليهم! هكذا قال جمال الدين الافغاني مخاطبا الملايين من الشعب الهندي كي يشمر نحو أهدافه! هل أقول نفس العبارة لقوات الجيش والامن والامن السياسي,والقومي, والحربي, والمخابراتي..إلخ
ماذا تفعلون¿ وكيف تقضون أوقاتكم الطيبة الهانئة في الظلام! ما أصúبرناعليكم! وأنتم تتöيúهون بمواكبكم المدرعة بين أعيننا! وفي شوارعنا الحزينة الثكلى, ولاتقفون لإشارة أونقطة تفتيش, بينما لاتعرفون ماذا يحدث خلف جبل نقم! فلا يعرف ما خلف جبل نقم إلا الله! هذا مثل صنعاني منذ مئات السنين!
إذا لم تستطع الدولة أن تحمي بترولها وهوأغلى مالديها! فماذا يمكن أن تحمي¿ وإذا لم تقاتل عن ضوء عينيها.. أي الكهرباء.. فعن أي شيئ يمكن أن تقاتل¿!
إن الدفاع عن الوطن شرف وبطولة أيها الرجال ذودا عن مقدرات الشعب, وتضحياته في سبيل التقدم والعزة والكرامة والاحلام الكبيرة التي تضاءلت وتقزمت حتى انتهت إلى مجرد مصباح ضوء!
إذا كانت الأيام قد مرت ثقيلة بطيئة مظلمة طوال2011م وكان الشعب صابرا صامتا لأن الأسباب كانت اقوى من الجميع, فما هي الحجة الآن¿.. هل تعرفون كم مصنعا تم إغلاقه بسبب الكهرباء¿ وكم ورشة ومطعما ومستشفى وبنكا¿ كم أسرة تموت جوعا بسبب هذا الظلام المستمر¿
ألا تعرفون ان ضاربي الكهرباء يريدون ان يعاقبوا الملايين التي خرجت إلى الشوارع ثائرة نافرة.. يعاقبونها في قوúتöها ورöزúقها! يريدون أن يطفئوا الضوء والأمل في القلوب والعيون..يريدون أن يموت هذا البلد كمدا, وجوعا, وجهلا!.. لكني أقول¿ إذا كانوا يريدون فماذا نريد نحن¿ أو بالأحرى ماذا تريد دولتنا المبجلة بالضبط¿!
إن الكتابة في الظلام تجربة شيقه! وربما يغفر شططها أنها في الظلام ووحشته , والصمت ورهبته, واليأس وصحبته! وليس ثمة أمل في بصيص ضوء قد يهöل, أو شقúشقةö فجر قد يطل!.. هكذا هو الظلام, وهذه طبيعة الحوار فيه!

قد يعجبك ايضا