فرغة..

محمد المساح


 - لا تلم العين بكل الأشياء.. من أول نظرة هكذا.. استنتج وهو في وسط الشاع وبدلا من أن يمضي قدما.. ويتحرك في هذا الاتجاه أو ذاك.. ألفى نفسه واقفا.. بعد أن أثارت
محمد المساح –

لا تلم العين بكل الأشياء.. من أول نظرة هكذا.. استنتج وهو في وسط الشاع وبدلا من أن يمضي قدما.. ويتحرك في هذا الاتجاه أو ذاك.. ألفى نفسه واقفا.. بعد أن أثارت لديه تلك النتيجة.. خواطر عديدة وأفكارا بدأت تتتالى على الذهن وقال لنفسه بعد أن تحرك من وقفته وذهب.. إلى جدار السور.. وأتكأ عليه وبدأ يرفع نظره علوا.. وانخفاضا.. ويعود يسرح النظر حتى نهاية المدى للشارع ثم عاود مسح فضاء الشارع باستقامة وحدد لنظره أن لا يحيد على هذا الجانب أو ذاك.. حتى يتسنى له وبتأن شديد هكذا حاول في البداية وهو يحصى الكميات الكهربائية والوائرات التي تتقاطع مع بعضها وكأنها تشبه خيوط شبكة العنكبوت وحاول بجهد مركز من النظر.. أن يصادف نظره بشيء ولو قليل من التناسب والتناظر لكنه فشل.. قال لنفسه: لا يهم. بقليل من الصبر والتأني عاود المحاولة وعاود لكن نظره المحدود باتجاهه المستقيم فلتت منه جوانب كثيرة أعادها إلى أن نظره لا يمتلك إحاطة بانورامية دائرية ومن هنا النقص إنما.. وهو في غمرة الانشغال الذهني في أن يتابع التفاصيل والجزئيات الأخرى التي تملأ فضاء الشارع من لافتات تتداخل وتتخارج واحدة بارزة والأخرى تختفي وراء أختها فتغيب ملامحها ومميزاتها كليا.. فكيف يقتدر وفي ذلك الكم الهائل من أشياء أخرى بعضها يبدو جليا للنظر والآخر.. يختفي نصفه أو بعضه أو يختفي كليا.. لا يدري وهو متكئ على جدار السور.. وكأنه إحدى حجارته لأن ضوضاء السير وحركة السيارات والناس.. لم تؤثر على تلك الانشغالات الذهنية وهو يحاول أن يحصي الأشياء.. يعدها يبوبها.. في الذهن حتى يصل بنظرته تلك الشاملة ويصبح هو ذاته جزءا من المنظر.. إلى هذا الحد.. واستسلامه لعجزه وعدم قدرته عاد يحرك قدميه.. قائلا: حد كلفك.. روح لك!.

قد يعجبك ايضا