التغيير.. بإعاقة التغيير!!

أمين الوائلي

 - ما الذي يعنيه الناس عندما يشيرون إلى التغيير¿ 
هل تغير شيء من ثقافة وسلوكيات الناس اليومية ذات الطابع الإنساني والاجتماعي¿ الأعراس مثلا¿ أو الاستعراض بالمرافقين المدججين بالأسلحة¿ أو احترام إشارات المرور¿
أمين الوائلي –
ما الذي يعنيه الناس عندما يشيرون إلى التغيير¿
هل تغير شيء من ثقافة وسلوكيات الناس اليومية ذات الطابع الإنساني والاجتماعي¿ الأعراس مثلا¿ أو الاستعراض بالمرافقين المدججين بالأسلحة¿ أو احترام إشارات المرور¿ أو .. أو.. أو.. الخ
إذا لم يتطرق التغيير إلى التفاصيل اليومية والسلوك العام وإذا لم يتمكن المجتمع من مقابلة ومعايشة التغيير كتجربة يومية فعن أي تغيير نتحدث¿¿
**
أعرف (فلانا الفلاني), الذي أثرى بين عشية وضحاها.
وهو من المتعصبين كثيرا لمقولة :”سبرت الدنيا وكل شيء تمام التمام”.
من زاويته هو فإن الدنيا التي “سبرت” تساوي دنياه هو حالته الخاصة بدرجة قصوى ونهائية.
ولكن, ماذا عن دنيا الناس والجماعة الأم والمجتمع الكبير¿¿
فلان الفلاني, هذا ليس بالضرورة شخصا بعينه. إنه حالة في شخوص, كل واحد منهم لا يرى الدنيا إلا من زاويته وقياسا إلى حالته الشخصية. لهذا لا تعول على شهادة “المكرشين” الذين سيقولون: “سبرت … تمام التمام”.
لأنهم, بالمناسبة, إنما يعنون كروشهم وليس غيرها !
**
وأعرف (فلانا) الآخر الذي لم يحصل على درجة وكيل وزارة كما كان يظن أنه أحق بها وأجدر وكما وعد قبلا.
هو أيضا, يتعصب كثيرا لمقولة: “قلنا عتسبر الدنيا, وانها زادت خربت”..!
والدنيا التي يتحدث عنها ويعنيها هي درجته الوظيفية والترقية التي لم ينلها, حصرا وقصرا.
وبالتالي “زادت خربت”. عكس الأول ولكنه مثله ولا يختلف عنه لجهة المقياس الخاص والتقييم الشخصي, بمعزل عن الحالة العامة وحياة ومصالح بلد بأكمله.
**
إن من يعيق ويعرقل التغيير والحركة قدما ليسوا بالضرورة أعداء التغيير. أصلا لا يمكنني القول إن عاقلا في الدنيا ضد سننية التغيير. ولكن يعاق التغيير في حالات مشابهة لحالتنا العامة اليوم من قبل تجنحات وتكوينات (تبدو خاصة وشخصية بالمثل) داخل معسكر التغيير وليس خارجه.
تنازع الأسبقية والأفضلية والأحقية هو ما يحول الأهداف والغايات الجماعية إلى مشاريع شخصية وحزبية وأشبه بالأسرية المفرطة. وتبعا لذلك تحصل النكسات ويحصد المجتمع الخيبات المريرة مرة بعد مرة.
**
أخلص من ذلك إلى التذكير بما حدث ويحدث في تعز. كعلامة فارقة ومهمة وحالة مستمرة الحدوث.
من تعز ارتفع صوت التغيير. وفي تعز اليوم يعاق التغيير ويجابه بالحركة نفسها والأساليب ذاتها التي حشدت للتغيير أول الأمر. ببساطة, يراد تجيير المكاسب وأن تصب جميعها وظائف ومناصب قيادية ومؤسسات ومكاتب في خزنة واحدة.
ليس الأمر مستغربا على كل حال. فالنوايا من قبل البداية, عنوان النهايات غالبا.
واليوم لا شيء في هذه البلاد يحاصر ويعرقل ويسرق أكثر من “التغيير”..¿¿

Ameen0ne101@gmail.com

قد يعجبك ايضا