الحوار الوطني وضعاف النفوس

عبدالله علي عبدالله النويرة

 - 

 الحوار الوطني هو أحد مخرجات المبادرة الخليجية التي تم بموجبها انتزاع فتيل الانفجار اليمني وأوجد لنا هذه الاتفاقية وقد كان مخرجا للوطن من الحرب التي لو حصلت لا سمح الله لكنا ا
عبدالله علي عبدالله النويرة –

> الحوار الوطني هو أحد مخرجات المبادرة الخليجية التي تم بموجبها انتزاع فتيل الانفجار اليمني وأوجد لنا هذه الاتفاقية وقد كان مخرجا للوطن من الحرب التي لو حصلت لا سمح الله لكنا الآن في عداد المفقودين وكان الوطن قد تشظى إلى عدد لا نهائي من التكتلات المتصارعة التي كانت ستجد من يساندها لكي يتفتت اليمن ولا يقوم له بعدها قائمة.
هذه المبادرة الخليجية بكل ما لها وما عليها تعتبر مكسبا تاريخيا لكل اليمنيين وتحسب لجميع من شارك فيها وهي مثل أي اتفاق لا بد وأن يكون هناك مآخذ من هذا الطرف أو ذاك لأن الاتفاقيات يتم عقدها بما يحقق الحد الأدنى من مطالب الفئات التي توقع عليها ويبقى لدى كل فئة نقاط تعتبر غير مرضي عنها ولكن العقلاء يقبلون بها بكل علاتها وهذا ما حصل بالنسبة للفرقاء الذين وجد كل طرف في هذه الاتفاقية ما يحقق له معظم ما يصبو إلى تحقيقه من مكاسب ولا غبار على هذا الأمر إلا أننا ومنذ التوقيع على هذه الاتفاقية نجد أن هناك من يحاول أن يقفز عليها أو يحملها فوق ما تتحمل أو يعمل على تهميش النقاط التي لا تحلو له وهذا يثير ضغينة الأطراف الأخرى وكأن هذه الفئة تحاول أن تنكفئ على نفسها وتتموضع في سبيل أن تجهز على هذه الاتفاقية أو على الأقل تفرغها من محتواها بطريقة حتى تحقق كل ما تريده بطريقة أو بأخرى وهذه القوى تتجاهل أن القوى الأخرى في الساحة اليمنية تريد أن تقوم بنفس الطريقة وتنتقي ما يحلو لها وتفرغ الاتفاقية من محتواها وهذا الأمر سوف يعيدنا إلى المربع الأول ونقطة الصفر التي كانت موجودة قبل التوقيع على الاتفاقية وهذا الأمر هو ما تريده القوى المتربصة بنا والتي أغضبها أن تتغلب الحكمة اليمانية على ما سواها هذه القوى يبدو أنها قد وجدت لها موطن قدم للأسف الشديد يظهر ذلك جليا من خلال ما نشاهده من عملية تصعيد وتأزيم في قاعة الحوار وقيام البعض باستغلال قاعة الحوار لكي يوتر الأوضاع كمقدمة لتفجير الوضع بدءا من داخل الجنة الحوار وعند ذلك سيكون له صدى في كل أنحاء الوطن ذلك أن رفع سقف المطالب والاحتجاجات والتصرفات غير المسئولة التي يمارسها البعض في لجنة الحوار تدل دلالة واضحة على أن البعض لم يستوعب الدرس ولم يعö أن هناك من يصفق للتصعيد على أمل أن يتمكن من تحقيق مآربه ورغباته المكبوتة والتي تتقاطع مع رغبات قوى أخرى تريد أن يتحول اليمن إلى ساحة لتصفية الحسابات الأقلية والدولية على حساب اليمن وهذا الأمر ليس بخاف على العقلاء من اليمنيين الذين يدركون أن اليمن مستهدف ليس لذاته وإنما هو مستهدف لكي يكون ورقة ضغط بيد هذه القوى المتصارعة والتي لا يهمها ما سيئول إليه وضع المواطن اليمني الذي سيتم سحقه بفعل الصراعات التي وقودها البشر والحجر.
إن أمام القيادات اليمنية الحالية فرصة تاريخية للدخول إلى التاريخ من أوسع أبوابه إذا ما استطاعوا الترفع عن الصغائر وقدموا مصلحة الوطن فوق كل مصلحة أما لو انساقوا خلف المرجفين في الأرض ولم يتمكنوا من إخراج اليمن من عنق الزجاجة فإنهم سيلحقون بركب ابن العلقمي وأبو رغال ولن ينسى لهم التاريخ فشلهم في إنقاذ اليمن من أتون الصراع الذي يتم دفع الوضع في الوطن إليه.

قد يعجبك ايضا