رياح قبضة الخوف..!!
عبدالله الصعفاني
مقالة
عبدالله الصعفاني –
مقالة
من هي القوى التي وصلت يوم أمس حد مطالبة الرئىس مرسي بالرحيل بعد أن كانت رفعت شعار المطالبة بإجراء انتخابات مبكرة فقط¿¿
> بكل الحياد والموضوعية أجزم في الاعتقاد بما يلي:
– الذين تقصيهم يتحولون إلى كتله مناهضة.. والذين تقهرهم عقائديا يتحولون إلى جبهة.. ومن تختلف معهم باستقواء آلة الدولة يتكاثرون فيكتسبون لون المواجهة الأزرق.
> هذا بحسبة الاختلاف السياسي الذي وصل في بعض البلدان العربية حد الاجتثاث كما كان الحال عقب الاحتلال الأميركي للعراق وتنفيذ الدعوة لاجتثاث البعث..
> أما الجانب الأخر الذي يخرج فيه الصامتون من حزب الكنبة إلى شوارع الثورة وموجاتها فهو عندما تكثر الوعود التي لا تمطر وتتقاطع مصالح رفاق الأمس باستئثار اليوم.. ذلك أن من تلتقي معه اليوم ستختلف معه ولو بعد حين وهنا تبرز الحاجة الدائمة لأن تكون موازين العدل وقيم المساواة وتكافؤ الفرص وسيادة القوانين هي المرجعية التشريعية والقانونية لكل شيء.
> ودائما.. الحكومة الفاشلة تبقى نقطة الضعف عند أي حاكم ليس لأن الخصوم السياسيين المعارضين يتربصون.
– وهذه هي وظيفتهم وإنما لأن لكل شعب أهدافه وتطلعاته من أي تغيير.. وإلا وقع ما جاء في عنوان صحيفة الأهرام المصرية يوم أمس “مصر في قبضة الخوف”.
> بالمطلق.. الشعوب في عالمنا العربي تحتاج إلى القليل من الكلام والكثير من الإنجاز.. وفهمها للتغيير أن ينعكس على المواطن في صورة عيش كريم.. تعليم جيد. قدرة على العلاج والسكن والزواج.. حرية.. وقبل وبعد ذلك الأمن الذي قرنه الله مع الخوف.
> ودائما.. دماء الناس تتصدر ما يجب أن يؤخذ في الحسبان.. وهو ما يفرض إدراك أي نخب حاكمة لأهمية حل الخلافات بالحوار وتغليب مصالح الشعب على مصالح الأفراد ومراكز النفوذ ثم أن العنف لا يورث غير العنف المضاد الذي لا يدخل معه أي بلد سوى النفق المظلم..
> وسواء سمينا الذي تشهده ميادين مصر الحبيبة ثورة أو موجة في ثورة أو حتى ثورة مضادة فإن أبرز الدروس المستفادة.. إذا كنا نتطلع لئلا نسير على منهج ذاكرة الأسماك وجب الاعتراف بأنه حتى لو لم يكن هناك مشهدان متشابهان في الثورات والأزمات ومساعي التغيير تبقى الخطوط والأعراض والأهداف واحدة..!!
> إنكار الواقع غير قابل للاستخدام الطويل.. والكلام الذي لا أثر حقيقيا له على الأرض لا يقوى على الصمود في هذا العالم المفتوح الذي وإن عصفت بحقائقه هالات وعواصف الأخبار الكاذبة فإن ثمة كتل جليد تمتلك القدرة على التحول الرهيب إلى كتل من النار.
> ولكل ذلك ما أحوجنا في اليمن للاستزاده من الدروس والاعتبار من العبر حيث لا يكفى أن ننكر الفساد والعبث والاجرام أو نقول بأننا نعرفهم ولا نفعل شيئا.
ثم ما أحوج كل من يحصل على رخصة قيادة الناس أن يقود بثلاثية الفكر والجرأة والعدالة.. وما دون ذلك ليس سوى الصدام..!!
> ودائما.. حفظ الله اليمن.