اليمنيون أبهروا العالم بوحــــــــدتهم وبثورة التغيير الشبابية السلمية
حوار : عبد الحليم سيف

حوار : عبد الحليم سيف –
في مثل هذه الأيام من عام ألف وتسعمائة وتسعين ميلادية أبهرنا العالم بقيام الجمهورية اليمنية وإزالة عهود نظامي الشطرين من الخارطة السياسية ..فرحنا بتحقيق الوحدة باعتبارها الرافعة الإستراتيجية لبناء اليمن الجديد ..لكن ذلك لم يتم بعد ..فها نحن اليوم وفي العام الثالث والعشرين ..نجد أنفسنا وكأننا عدنا إلى ما قبل 22 مايو1990 لنبحث عن طريق يخرجنا من الأزمات المثقلة بالهموم والمواجع والمظالم والدماء.. ويضع معالجات شافية للجروح الغائرة التي جرحت أحلامنا…
ولأن القادم من الأيام هو الهاجس المشترك لأبناء اليمن.. كان لابد من محاولة لتشخيص الماضي والحاضر وربطه بالمستقبل وذلك من خلال البحث عن إجابات لأسئلة تفرضها أجواء اللحظة أهمها ..ماذا يراد لليمن¿ وهل يمكننا أن ننهض من تحت ركام الخراب ومخلفات سنوات الجمر والرماد .. ثم كيف نجعل من إنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل طريقنا إلى المستقبل ¿.. وما السبيل لترك الماضي وصراعاته الدموية ومآسيه المرعبة للتاريخ والحقيقة والانتقال من حالة اللا دولة إلى بناء الدولة القوية والمزدهرة في يمن للجميع.
هذه الأسئلة وغيرها كانت تدور في خاطري وأنا أتجه إلى محاورة الأستاذ عبد الباري طاهر .. المفكر والمثقف والسياسي والمحلل والفقيه والمؤرخ ..الرجل لا يحتاج إلى تقديم بل مطلوب ممن يجلس أمامه للحوار .. عليه أن يرفع العصف الذهني إلى درجته القصوى .. تسأله عن قضية فتخرج كلماته كالرصاص غير قاتل يلسع ولا يدمي.. يستطرد حول نقطة معينة .. ويجيب بكلمات قليلة جدا في مكان ما .. إلا انه لا يترك ما هو راهن دون أن يستشهد بآيات من القرآن الحكيم أو أن يستدعي مقولات من التراث والشعر ليوظفها في إجاباته التي تصلح كلها “منشتات” كما في هذا الحوار.
وعلى هذا النحو دار الحوار بيننا لمدة أربع ساعات كاملة في جلسة واحدة ..رأيت من المناسب أن يتقسم إلى جزأين.. الأول يركز على حلم الوحدة الكبير .. معرجا على محطات سياسية .. متوقفا أكثر أمام حوار صناعة المستقبل .. وهذا ما تطالعونه اليوم.
والجزء الثاني يقدم قراءة نقدية لتجربة التعددية الصحافية في 23 عاما من عمرها..مالها وما عليها.. أين نجحت ولماذا أخفقت.. وما الإعلام الذي نريده لليمن الجديد.. ولا يمكنني وضع نقطة في نهاية هذه المقدمة دون الإشارة إلى أن الحوار العقلاني والحصيف والموضوعي ” حق أصيل” لنا جميعا ..أيا يكن الاتفاق معه أو الاختلاف معه .. والى نص الحوار..
حلم الوحدة
> كيف يمكن أن نقدم قراءة موضوعية مكثفة للمشهد اليمني الراهن في العيد الوطني الثالث والعشرين.. واستشراف المستقبل في ضوء تلك اللحظة التاريخية الوحدوية ¿
- أولا.. إذا ما أردنا أن نقدم قراءة للوضع في اليمن بصورة عامة في هذه المرحلة الحساسة والمليئة بالعديد من المتغيرات والأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها الوطن اليوم بعد ثلاثة وعشرين عاما من مسيرة الوحدة .. فيمكننا القول ان الوحدة كانت الحلم العظيم لليمنيين ال
