“حزب الرئيس”.. الذي لم يعد رئيسه الرئيس

عبدالله دوبلة

 - لا يعرف المؤتمر الشعبي العام نفسه منذ تأسيسه في أغسطس 1982م حتى فبراير 2012م إلا حزب رئيس الجمهورية غير أنه الآن لم يعد رئيسه (الرئيس) ولذا يواجه الحزب امتحانا صعبا ومصيريا
عبدالله دوبلة –

لا يعرف المؤتمر الشعبي العام نفسه منذ تأسيسه في أغسطس 1982م حتى فبراير 2012م إلا حزب رئيس الجمهورية غير أنه الآن لم يعد رئيسه (الرئيس) ولذا يواجه الحزب امتحانا صعبا ومصيريا حول هذه المسألة بالذات إذ عليها أكثر من غيرها يترتب مستقبل الحزب من عدمه.
لا يختلف المؤتمر الشعبي العام في فكرته والغرض من تأسيسه عن غيره من الأحزاب الحاكمة في الجمهوريات العربية في تلك المرحلة كواجهة سياسية لشرعنة الحاكم العسكري الذي يحكم استنادا إلى قوته ونفوذه في الجيش انتقالا إلى عائلته وأسرته القريبة في بعض الحالات.
في الحقيقة يصعب توصيف المؤتمر كحزب حقيقي مجرد بذاته فهو عبارة عن عدة عوامل تتشارك جميعها في تكوينه كحزب للحاكم المسنود بنفوذه للجيش إضافة إلى مجموعة المصالح التي يوفرها لأعضائه الذين يمثلون لاعتبارات أخرى غير حزبية وجاهات مؤثرة في المجتمع قبليا واجتماعيا وعسكريا واقتصاديا وإنما تكن أكثر وجاهة ونفوذا إذا ارتبطت بوجاهة الحزب..
في حالة رئاسة صالح لم تكن هناك من إشكالية إذ كانت رئاسة رئيسه للبلد تجعل من مسألة تلك المصالح التي تتحصل عليها الوجاهات التي ترفد الحزب بالأعضاء والمصوتين أمرا منسجما مع العضوية فيه. في حالة رئاسة “هادي” تواجه هذه الثنائية التي تشكل معا الملامح البارزة للحزب اهتزازا عميقا..
لا يعرف المؤتمريون زعيما غير (صالح) وهم محقون في إطلاقهم عليه هذا اللقب غير أنهم لا يعرفون أيضا ما معنى أن يكون رئيس الجمهورية ليس رئيس الحزب لم يجربوا هذا من قبل أو يمتحنوه. لذا يواجه المؤتمريون امتحانا صعبا بين خياري التمسك بـ”الزعيم” وخسارة “الرئيس” أو العكس.
بطبيعة تركيبة الحزب الحالية يمتلك صالح أفضلية التفوق على أي شخص آخر بما في ذلك رئيس الجمهورية إلا أنه لا يبدو أن المؤتمر قد حسم أمره تماما لصالح الزعيم على حساب الرئيس حتى الآن.
لكن حتى يحسم المؤتمر أمره في اتجاه “الزعيم” أو “الرئيس” لن يكن ذلك المؤتمر الذي كان أو الذي كنا نعرفه.. سيكون شيئا آخر تماما.

قد يعجبك ايضا