الحصاد المر

علي العماري

علي العماري –

عندما يفقد الناس الصواب في لحظة شطط انفعالية على العقلاء منهم تصحيح الخطأ وتقويم الاعوجاج ودفع سفينة الحياة بالاتجاه الصحيح للنجاة من طوفان الغرق وإنقاذ ركابها قبل فوات الأوان فالغضب البشري الأعمى والمتعصب والحروب لا تجلب إلا الخراب والدمار والدماء والدموع والجراح والأنين والعداوات الدائمة والأحقاد المستديمة وتترك آثارا عميقة في النفوس على مدى أجيال وأجيال ولن يسلم منها حتى أحفاد الأحفاد وسيدفعون الثمن غاليا لحماقات أسلافهم .
إن النزاعات والثأرات القبلية عادة ممقوتة لفظتها المجتمعات الإنسانية المتحضرة منذ عقود طويلة فلماذا نظل نحن ندفع ثمن هذا الجنون¿
أليس من واجب الدولة حماية مواطنيها من مسلسل العنف القبلي المعتوه بفرض سلطة القضاء والنظام والقانون.. إلى متى ستظل نيران الحقد تلتهم أرواح الأبرياء على طول وعرض الساحة الوطنية¿! ألا تستطيع سلطة ما بعد ثورة الشباب الشعبية السلمية تحقيق بعض الأمن والأمان للناس الحالمين بالتغيير نحو يمن جديد ومستقبل أفضل¿!
إذا من يوقف الدراما المأساوية لأفلام “أكشن” الانفلات والتقطعات والاعتداءات والاختطافات والقتل العبثي وفوضى السلاح الذي يستمر تدفقه إلى أيدي المواطنين¿ ومن المسئول والمستفيد من المشهد الهزلي لواقع اليوم¿ ولماذا لا يتم مصارحة الشعب بالحقيقة ومحاسبة المتسببين بمعاناتهم اليومية المتفاقمة ¿
مواطنو الشرنمة السفلى بمنطقة العود محافظة الضالع كانوا حتى وقت قريب جدا ينعمون بحياة زاخرة بالمودة والتعاون والتعايش بسلام فكيف تتحول حياتهم المعطرة بروح المحبة والإخاء والجوار إلى جحيم وحقول ألغام مترعة بعقلية الجهل ومحكومة بقانون الغاب المتوحش ونزعة الانتقام بلا حساب لعواقبها غير المحمودة ثم ألا يكفي هذه المنطقة معاناة أهلها حتى يقسو عليها أبناؤها ويسيئون لها فالإساءة للإنسان إساءة لأمنا الأرض الخيرة والمعطاة..
إن مشاهد العائلات المشردة من قراها ومظاهر القسوة يبعث على الحزن والأسى ويحز في النفوس ويتعارض تماما مع روح القبيلة الأصيلة وضد سلطة القانون وانتهاك للمواثيق والأعراف الإنسانية الخاصة بحقوق الإنسان .. فأين أصحاب الضمائر والأخلاق¿ وأين العقلاء من أبناء المنطقة والوسطاء والجهات المعنية في المحافظة لوقف نزيف الدم واحتواء النزاع¿