داخــــــل أروقـــــة الحــــــوار

ناجي عبدالله الحرازي


 - من أتيح له اجتياز العوائق أو الإجراءات الأمنية والوصول إلى مقر انعقاد مؤتمر الحوار الوطني في العاصمة صنعاء خلال الأيام الماضية و التجول في أروقة وقاعات الحوار الوطني التي جمعت من يفتر
ناجي عبدالله الحرازي –

من أتيح له اجتياز العوائق أو الإجراءات الأمنية والوصول إلى مقر انعقاد مؤتمر الحوار الوطني في العاصمة صنعاء خلال الأيام الماضية و التجول في أروقة وقاعات الحوار الوطني التي جمعت من يفترض أنهم أمل اليمن في مستقبل أفضل سيلاحظ مؤشرات إيجابية لم تتناولها وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الإعلامي أو تهتم بها بنفس القدر الذي ركزت فيه على السلبيات وبعض الأحداث أو المواقف المزعجة,
بعض هذه المؤشرات الإيجابية ملموس ولا خلاف فيه سيشعر به كل من أتيح له التجول في قاعات وأروقة مقر انعقاد أعمال المؤتمر وبعضها قد يحتاج لبعض الوقت لكي يتجاوز حدود مقر أو مقار انعقاد جلسات الحوار المنتظرة ويخرج إلى الشارع لكي يشعر به كل اليمنيين وهم يتطلعون لما سيسفر عنه هذا الحوار.
خلال التجول في أروقة وقاعات الحوار سيلاحظ المرء أن ما يوحد المشاركين فيه وإن اختلفت مكانتهم الاجتماعية أو درجتهم الوظيفية أو آراؤهم ووجهات نظرهم حول القضايا المطروحة للحوار أصبح أكثر مما قد يفرق بينهم من حيث السن أو لون البشرة أو الجنس أو حتى المكانة السياسية أو الإجتماعية.
الجميع باتوا يشعرون بأنهم سواسية كأسنان المشط بلا فوارق وهمية أو اختلافات شكلية أو عقد توارثوها من السنوات الماضية ..
شيخ المشايخ يمشي بأمان وسط الناس بدون مرافقين مسلحين ويمد يده لمصافحة من يريد بدون شكليات والوزير الحالي أو السابق يتحدث مع زملائه وزميلاته في الحوار بدون حواجز .
وكما صرح العديد من أعضاء المؤتمر مؤخرا فإن أجواء لقاءاتهم التي بدت متوترة في بادئ الأمر.
أصبحت مع مرور الأيام واقترابهم من بعض وتناولهم الطعام معا أكثر ودية وكأنهم يعيشون عملية مصالحة وطنية.
و هذه إحدى الإيجابيات التي يرى المراقبون أنها ستجعل مهمة المشاركين في الحوار أكثر يسرا وستمكنهم من الخروج بالنتائج المطلوبة أو المأمولة .
وهناك أيضا إيجابية متعلقة باستفادة جميع المشاركين في الحوار إن لم نقل أغلبهم من أجواء الحوار الودية وبالتالي ابتعادهم عن التشنج أو التعصب لأفكارهم ورؤاهم المسبقة والاستعداد للاستماع للآخر ومناقشته بروح المصالحة لا بروح التنافس والمكايدة واصطياد الأخطاء فقط.
هذه الأجواء الايجابية نتطلع جميعا لأن تسود الشارع اليمني بحيث يشعر الناس أنهم شركاء في ما يدور داخل أروقة وقاعات جلسات الحوار وفي ما قد يتوصل إليه أو يتفق عليه المشاركون بحيث لا تحل علينا المرحلة التالية من عملية بناء اليمن الجديد الا وقد اتفقنا على تنفيذ مقررات وتوصيات مؤتمر الحوار الوطني بلا تردد أو مماطلة وتنطلق البلاد إلى المرحلة التالية.
ذلك أن الجهد الذي سيبذله المشاركون في الحوار لابد أن يصاحبه جهد ميداني مماثل يشمل الناس جميعا في كل مكان من أرض اليمن الحبيب ليشعروا بأنهم جميعا يتحملون المسئولية .. فالشعور بالمسئولية المشتركة هو وحده ما سيمكن البلاد والعباد من تجاوز الأزمة والمضي قدما نحو مستقبل أفضل ..

قد يعجبك ايضا