في انتظار إعلان ميلاد الدولة اليمنية الحديثة ..!!

ابراهيم عبدالرشيد

 - لكن الملفت للاهتمام أن هذا التاريخ رغم كثافة عناصره واستمراره وكلفته الباهظة لم يسفر بقليل أو كثير عن أي تقدم في اتجاه ترجمة أهداف ومطالب النضال الوطني والثورة اليمنية في تحقيق التغيير المنشود
ابراهيم عبدالرشيد –
لكن الملفت للاهتمام أن هذا التاريخ رغم كثافة عناصره واستمراره وكلفته الباهظة لم يسفر بقليل أو كثير عن أي تقدم في اتجاه ترجمة أهداف ومطالب النضال الوطني والثورة اليمنية في تحقيق التغيير المنشود والانتقال إلى حالة ومرحلة الدولة المدنية الحديثة وتمكين قوى التغيير والتحديث من قيادة ذلك وتحمل مسئولياتها التاريخية في صناعة وترسيخ الحاضر المشرف والمستقبل المنشود وما حدث كان العكس تماما أي الغرق في مزيد من التناقضات والصراعات والمزيد من السير في المجهول وإنتاج وإعادة إنتاج الأوضاع والأنظمة السابقة والكثير من الأزمات والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وصولا إلى الحالة والأوضاع الراهنة والتي تتلخص باللا دولة – اللا استقرار – اللا تنمية – والتي ما تزال تحتاج إلى كثير من الجهود والعمل والتضحيات والتكاليف حتى يتسنى تجاوزها والخروج منها إلى شط آمن وعقد سياسي واجتماعي جديد ولعلنا في هذا المقام قد تعلمنا وأدركنا الكثير من تاريخنا وأحوالنا السياسية والاقتصادية خلال الخمسة عقود الماضية بما يكفي لأن نعيد التجربة اليوم بمنطق آخر ووسائل وآليات جديدة وعصرية وأهداف وطموحات وتطلعات عميقة وبعيدة .
واستنادا إلى ما سبق وبصرف النظر عن وجهة نظرنا حول طبيعة تكوين مؤتمر الحوار الوطني والقوى والأطراف المشاركة فيه والإعداد التي حددت لكل منها.. الخ وما إذا كان يبدو أنه أقرب إلى مفهوم المصالحة أم مشروع للتغيير والعبور فالأهم أنه جاء في لحظة فارقة ومفصلية في تاريخ اليمن ويمثل خيارا ملحا وتحديا هاما للخروج بالبلاد من أوضاعه وأزماته السياسية والاجتماعية والاقتصادية القائمة ولا مجال بالتالي أمام الجميع وفي مقدمتهم القوى والأطراف والشخصيات المشاركة في المؤتمر سياسية واجتماعية وحزبية وقبلية إلا تحمل مسئولية الانتفاض على مجمل الأوضاع والأزمات القائمة وعلى عواملها وأسبابها وإعلان الانتصار الكامل والشجاع على ذلك والوقوف مع شعبها ومع كافة مطالبه وتطلعاته وتضحياته من أجل دولة مدنية حديثة ومستقبل مشرق وخال من المتاعب والأزمات وغيرها والإدراك أنه إذا كان من رابح في كل هذا فهو الوطن بكل فئاته وشرائحه وقطاعاته وأبنائه وأجياله القادمة الذين سيكونون الخاسر الأكبر في حال استمرار غياب هذا المشروع وبهذا يمكن أن يكون مؤتمر الحوار الوطني ثورة حقيقية .
وهناك سبب هام يجعلني شخصيا أميل إلي التفاؤل بإمكانية أن يكون مؤتمر الحوار الوطني بمثابة ثورة حقيقية تقود إلى تحقيق التغيير وقيام الدولة المدنية الحديثة والتي طال انتظارها وذلك استنادا إلى ما يلي :
– إن كافة القوى السياسية والوطنية داخل وخارج مؤتمر الحوار الوطني لا شك تدرك جيدا تاريخ ومطالب وتضحيات الشعب اليمني خلال المائة سنة الماضية على الأقل وفشل كافة مشاريعه حتى الآن في بناء الدولة وتحقيق الاستقرار والنهضة .. الخ.
– إن مؤتمر الحوار الوطني الحالي لم يأت من فراع أو بمقتضى المبادرة الخليجية فقط وإنما جاء في إطار مخاض وطني سابق ومستمر من أجل تحقيق مبادئ وأهداف الثورة اليمنية في التغيير والتحديث والدولة المدنية.
– إن أعضاء مؤتمر الحوار الوطني – وإن كانوا يمثلون القوى والأطراف التي قامت بتسميتهم سواء كانت سياسية أو حزبية أو قبلية أو فئوية أو غيرها فإنهم وهي معهم – وبقبولهم بهذه المهمة الوطنية في هذه المرحلة – أصبحوا يمثلون جميع أبناء شعبهم ويتحملون مسئولية ما أنيط بهم وما ينتظر منهم مما لا بقبل إلا نتيجة واحدة هي النجاح وتحويل المؤتمر إلى ورشة وبرنامج للعمل الوطني الشامل .
– إن الجميع داخل وخارج المؤتمر يدرك بما يكفي أن هذا المؤتمر قد توفرت له من أسباب وشروط ومتطلبات النجاح ما لم تتوفر لأي مؤتمر أو فعل أو حدث وطني آخر وفي مقدمة ذلك الأسباب والمبررات الوطنية – الالتفاف والحماس الشعبي – الظرف السياسي – الإرادة السياسية – الدعم الإقليمي والدولي ..الخ وتبقى الحاجة في هذه الحالة لكثير من الجهد والعمل والانسجام من قبل أعضاء المؤتمر حتى يتسنى لهم إخراج مؤتمرهم معززا بكل شروط ووسائل ومؤيدات النجاح وما هو أبعد من النجاح وتحقيق الأهداف على أرض الواقع .
سبب آخر يدعوني شخصيا للتفاؤل بإمكانية نجاح مهام وأعمال هذا المؤتمر وتدشينه لبداية مرحلة جديدة في تاريخ اليمن هي تحديدا مرحلة قيام الدولة المدنية الحديثة وهذه أسباب تفاؤلي :
– إن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والكلمات التي قدمت أثناء الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار الوطني ومداخلات الأعضاء في الجلسات العامة التي ت

قد يعجبك ايضا