رؤية الحزب الاشتراكي اليمني لمحتوى القضية الجنوبية

في رؤيتنا حول جذور القضية الجنوبية التي قدمناها لكم بتاريخ2013/4/27م كان هدفنا من الانخراط في المناقشات الفكرية والسياسية حول الأمور والمسائل المتعلقة بالقضية الجنوبية أن نثير جدلا سياسيا موسعا لإظهار الحقائق الموضوعية بشأنها والحقائق الأخرى ذات الأبعاد الذاتية التي تشكل منابع التعقيدات التي تقف عوائق أمام حل مشاكلها ووضعها أمام أعين الشعب اليمني كله وكنا قد حرصنا من اجل ذلك أن نتجنب تسييس الحقائق فقمنا بعرض الوقائع والأحداث التي ارتبطت بها عرضا محايدا وسردناها أمامكم كما جرت ولم نشخصن الأمور واستخدمنا اللغة التي لا تتجاوز الأدب أو اللياقة عند مخاطبة الآخرين وفي سياق ذلك التزمنا تجاه كل الرؤى التي قدمت بعد أقراءتها أو فهمها على غير منطوقها المباشر إيمانا منا بأن للكل الحق في أن يقدموا رؤاهم كيف ينظرون إلى الأمر . وموقفنا هذا كان مبنيا على ان موضوعات الحياة تحتمل النظر إليها من أكثر من زاوية إلا إن بعض تلك الرؤى ورد فيها من الكلمات التوصيفية وقد حملت مضامينها معان جارحة جدا للحزب الاشتراكي اليمني من ناحية والشعب في الجنوب من ناحية أخرى . ليس أمامنا الآن سوى أن نقول سامح الله أصحابها ونحن طلاب تسامح وتصالح غير أننا مضطرون إلى مناقشة فساد منطقها في المكان المناسب من هذه الورقة .إن سعينا منذ البداية وموافقتنا المطلقه للمشاركة في الحوار الوطني الشامل يهدف إلى أن نتمكن جميعا من إيجاد رؤى مشتركة حول الإرث السياسي والوطني عامة لحرب صيف 1994م وأثره الاقتصادي والاجتماعي على الأوضاع كلها في البلاد وعلى الجنوب بصفة خاصة لتساعدنا تلك الرؤى في تحقيق التشخيص الموضوعي لمحتوى القضية الجنوبية حتى يسهل أمامنا أمر الوصول إلى حلول موضوعية وتشاركية بعد تحقيق أكبر قدر ممكن من الفهم المتبادل حول محتوى القضية الجنوبية إلى ذلك فإن الأوان لم يفت بعد وبإمكاننا العمل لتحقيق ما نرجوه ان يكون في رؤانا المتعددة تجاه المحتوى لأن يكون مثله فيما يتعلق بالجذور والى ذلك لدينا أمل كبير في اللجنة الفنية للاستخلاصات أن تقوم بهذه المهمة فإن تقريب وجهات النظر والمواقف في الرؤى المتعلقة بالجذور يتطلب من وجهة نظرنا المسائل التالية وهي ما نقترحها عليكم:
1- استبعاد كل ما له صلة بمجافاة الحقائق والواقع والذي ورد في طيات العبارات التوصيفية داخل الرؤى منطلقا من التلاعب بالألفاظ في سياق جدل مسيس هدفه إدانه الأخر وليس إظهار الحقيقة.
2-فك التشابك بين السياسي والتاريخي إن كان احدهما مسخرا للتلاعب بالحقيقة عن طريق خلط الأوراق وخلق فوضى زمنية بموضعة الماضي في الحاضر وجعل هذا الأخير غائبا بحيث تنقطع الصلة بالمستقبل بما يؤثر سلبا على كيفيات ومضامين الحلول:
3-مراجعة الوقائع التاريخيه المقدمة في الرؤى بصيغ اتهامية ان تبين فيها ما ينم على أن قائلها أراد إسقاطها من على ذاته لتلفيقها على الآخر .
أولا: محتوى القضية الجنوبية:
بدأ محتوى القضية الجنوبية يتشكل من اللحظة التي بدأت فيها الجذور وانتهت عندها من إنتاج مفاعليها والفارق هنا بين الجذور والمحتوى في القضية الجنوبية أن زمن وعمر المحتوى في تشكله وتطوره هو الأطول وان الزمن التاريخي للجذور قياسا على ما سبق هو الأقصر فعلى حالة التمايز والاختلاف بين لحظتي الجذور والمحتوى فإن التفاعل والتداخل بينهما لا يتوقف خاصة مع استمرار الدواعي والأسباب المنتجه للجذور وما تزال قائمة وتعيد إنتاج نفسها باستمرار حتى اللحظة..خاصة وان التمنع من إنتاج حلول سياسية ناجحة غائب في الفكر والفعل لدى النخبه المنتصرة في حرب صيف 1994م وهي ذاتها اليوم اللاعب الرئيسي المهيمن على الحياة السياسية في البلاد على الرغم من تصدع ركائزها الاساسية التقليدية .وإذا تجاوزنا قراءة المحتوى بتفاصيله المكونة له فإن هذا المحتوى ومن خلال ترابطاته وتفاعلاته يمثل اليوم القوة المحركة للقضية الجنوبية والتي تعبر عن الشعب في الجنوب وهو يبحث عن نفسه وعن معنى وجودة وعن كيانيته السياسية والتاريخية التي سعت أهداف حرب صيف 1994م إلى تدميره كدولة وكبنية وطنية معاصرة وكثروة وارض منهوبين . وليس هذا وحسب بل أن هذا المحتوى ولارتباطه بأفراد الشعب في الجنوب في بحثهم المضني عن حقوقهم العامة والخاصة ومصالحهم المنهوبة يتسم بالحركية والحيوية والتغير باستمرار فقد انتقل الشعب في الجنوب من المطالبة بالحقوق الوظيفية والحصول على عمل وخدمات أفضل إلى مطالب سياسية عامة ثم إلى مطالب سياسية محددة تؤكد على شراكة الجنوب في السلطة والثروه وإعادة إنتاجها حتى وصلت مطالبهم أن تضم إلى محتوى القضية الجنوبية أهدافا تتعلق باستعادة الدولة وفك الارتباط وتقرير المصير وشعارات أخرى من نوع الاستقلال والتحرير.ومع استمرار مجابهة السلطة لجملة تلك المطالب بتغليب أسلوب الخيارا

قد يعجبك ايضا