القتل المزمن والتقاسم المقنن!

خالد الرويشان


 - التقاسم على الطريقة اليمنية بوابة تقود إلى الجحيم .., ولöحسن الحظ أن اليمنيين لم يصöلوا إلى الجحيم بعد! لكنهم في الطريق إليها إذا لم ينتبهوا!.. بمعنى أنهم ما يزالون
خالد الرويشان –

التقاسم على الطريقة اليمنية بوابة تقود إلى الجحيم .., ولöحسن الحظ أن اليمنيين لم يصöلوا إلى الجحيم بعد! لكنهم في الطريق إليها إذا لم ينتبهوا!.. بمعنى أنهم ما يزالون في المسافة بين البوابة والجحيم! وفي الواقع أنهم على مفترق طرق شديد الخطورة والوعورة.. ويزيد الطين بلة أن الرحلة غارقة في الظلام والغموض والإشاعات.. وليس كالظلام مرتع للغرائب والعجائب والجرائم .. ففي الظلام تصبح الأصوات جöنا ونقيق الضفادع رعúبا والارانب وحوشا والثعالب أسودا!,.. وقطاع الطرق زعماء يجب التفاوض معهم! حتى لو فجروا أنابيب النفط أو حطموا أبراج الكهرباء! أما المتهمون بالقتل وسرقة البلاد فإن حزبية التقاسم كفيلة بحمايتهم والذود عنهم! وهي حال تجعلنا نقول على الطريقة المصرية .. إبقى قابلني لو فلحت!
منú كان ذلك الداهية الذي اقترح التقاسم التوافقي أو التوافق التقاسمي .. وأصر عليه!.. وبعدها لم يعدú التقاسم طوق نجاة فحسب بل شرعية جديدة يمكن لها أنú تدوس على الدستور والقوانين إذا أرادت .. وقد فعلتú!.. تذكروا أن كل تفاصيل هذه المأساة حدثت وتحدث في الظلام .. لأن الظلام هو سيد الموقف! وسöر الأسرار .. وحتى تمر الامور ولا مöنú شاف ولا مöنú دöرöيú!
لقد ضرب الشلل الإدارة الحكومية في كل مستوياتها ودرجاتها نتيجة التقاسم! وكان ذلك بعد انهيار قöيم الكفاءة والنزاهة أمام عاصفة التعصب الحزبي.. وكان المفترض أنú تتم إزاحة الفاسدين لكونهم فاسدين وليس لسبب آخر.. ولأن ذلك لم يحدث فقد تكالب الفاسدون على طوق النجاة الجديد الذي هبط عليهم فجأة من حيث لم يحúتسöبوا!.. وأصبحت الوظيفة العامة مöلúكية خاصة للأحزاب.. لذلك فالمحافظون غائبون نائمون.. والوزراء مسافرون .. ومدراء العموم مطúمئنون .. فتغيير أحدهم قد يشكل أزمة في دولة التوافق والتقاسم!
قöيúمتان لا بد مöنú إعادة الإعتبار لهما .. الكفاءة والنزاهة ولا يمكن لاية قيمة أخرى كانت حزبية أو مناطقية أو حتى سياسية أنú تحل محلهما! وإلا فإن هذه البلاد لن تقوم لها قائمة.. ولن تخرج من نفق سيقودها بالضرورة إلى ما هو أسوأ من الدولة الفاشلة .
نعم يمكن للحزبي أنú يتبوأ مناصöب الدولة ووظائفها وعلى كل المستويات .. ولكن تحت شرط الكفاءة والنزاهة وليس بغيرهما .
اليمنيون تائهون بين أفكار التقاسم والتوافق والشراكة والفدúرلةوالأقúلمة والفذلكة!.. وهم تائهونلأنهم غائبون عن رؤية العالم المتقدم مغيبون عن تأمل نجاح الشعوب العظيمة العاملة وقياداتها النزيهة وأسباب نهضة هذه الشعوب ورقيها .
إن كلمات مثل التقاسم والتوافق والشراكة يمكن أنú تشكل ميثاق عهد بين أفراد عصابة! قد تختلف في أية لحظة! وليس منظومة دولةعصرية حقيقية تريد أنú تخدم شعúبها ومصالحه وöفúق معايير أصبحت عناوين للتقدم الإنساني مثل الكفاءة والنزاهة والديموقراطية والإدارة العلمية والمواطنة المتساوية ومبدأ القانون فوق الجميع والثواب والعقاب واحترام الدستور الذي لا يمكن إلغاؤه أو تغييره وفقا لإرادة رئيس أو زعيم أو لإرادة فرقاء سياسيين يعتقدون أن الوطن ضمن فصول ميراثهم! وبعضهم كان رئيسا منذ ربع قرن .. وغادر! وما يزال مصöرا على استعادة عرشه الجمهوري! حتى لو استعان بالشيطان,.. وحتى لو تشرد في المنافي أو أثار حربا أهلية .. والمهم شغúل ونضال وقنوات فضائيةوصفقات وصفاقة لا يمكن أن تجدها الآن في أي مكان في العالم .. أو لدى أية نخبة سياسية في الدنيا .. جشع لا يقنع وطمع لا يشبع.. وأصبح اليمنيون فرúجة وخبرا يوميا مؤسفا وعنوانا دائما للغرابة! بينما العالم مشغول بالإنجاز والانتاج والبناء .. وسفراؤه في صنعاء يتسلون بأخبار اليمن وسياسييه المتناكفين كالأطفال والذين لا يكفون عن الشجار والقتال.. والحوار أيضا!
تتقدم الشعوب والأمم بöقöيم احترام القانون والكفاءة والنزاهة والإنجاز والحرية وكرامة الإنسان ومبدأ الثواب والعقاب.. وليس بقاعدة لا ضرر ولا ضöرار! أو لافتة لا غالب ولا مغلوب! فالقاتل يجب أنú يعاقب والسارق يجب أنú يحاسب.. وحتى قبائل اليمن تحسöب كل قطرة دم تسúفك وكل كلمة نابية تجúرح

قد يعجبك ايضا