الحوار.. حياة لا جمود

جميل مفرح


 - 
تنحصر كل الأنظار والاهتمامات داخل الوطن وخارجه لدى المعنيين باليمن وهمومه على آخر فواصل الأزمة وأهم تطوراتها وأحداثها والتي انتهت إلى مؤتمر الحوار الوطني الذي تحتضنه صنعاء
جميل مفرح –

تنحصر كل الأنظار والاهتمامات داخل الوطن وخارجه لدى المعنيين باليمن وهمومه على آخر فواصل الأزمة وأهم تطوراتها وأحداثها والتي انتهت إلى مؤتمر الحوار الوطني الذي تحتضنه صنعاء والذي ألقيت فوق كاهله كل متاعب الوطن خلال الفترة السابقة وكل المشكلات السياسية والاقتصادية والإدارية التي يعاني منها اليمنيون أيما معاناة وذاقوا ويذوقون حيالها الأمرين ما تزال الأنظار والاهتمامات عالقة على هذا المؤتمر والمشاركين فيه منذ افتتاح جلساته وحتى يومنا وسيظل الأمر كذلك إلى أن يقضي الله أمرا ويقسم فرجا بإذنه تعالى..
والسؤال ليس واحدا الذي يطرح نفسه اليوم بل هي أسئلة من كل صنف وشكل تبحث عن إجابات شافية مع أننا نكاد جميعا نجزم ألا إجابات شافية ممكنة في الوقت الراهن غير أن الأمر المحير للغاية هو التعامل مع هذا المؤتمر وكأنه شكل بديل للنظام والحكومة والجهاز الإداري والتنفيذي للدولة والاكتفاء بمراقبته وكأنه بالفعل سيخرج بحلول لمجمل ومختلف مشكلاتنا عموما وحتى الصغير والفردي والإداري البسيط منها فالملاحظ أن كثيرا من أجهزة الدولة ومؤسساتها تبدو وكأنها في بيان انتظاري غريب أو كأنها ملزمة بالتعطل والتعطيل حتى يبت المؤتمر في أمر تواصلها في أدائها وواجباتها بعيدا عن أيه حسابات أو نتائج للمؤتمر وأعماله!!
لعل من أهم وأجل الأهداف أو الطموحات المنتظرة من هذا المؤتمر الخروج بحلول الإشكالات الكبرى والأساسية التي يعتقد أن الأزمة قائمة عليها ولعل من أهم ما ينتظر تجسيد الدولة المدنية المثالية التي باتت مطلبا لكل مواطن وفرد ينتمي إلى حيز هذا الوطن ولكن هل من المعقول أن نتمنى الدولة المدنية الحديثة ونطالبه بتحقيقها بطرق بعيدة كل البعد عما يمكن أن يمت للمدنية والبناء الحديث بصلة هل بتعطيلنا الحياة وأسبابها وتجميد صيرورتها سنستطيع فعلا أن نجسد تلك الطموحات والرؤى¿!
أم بانتظار الغلبة للقوى السياسية المتصارعة لتقودنا مجددا إلى الاحتدام والاصطدام والتعلق كل في اتجاه لنعود مجددا إلى أسفل السلم الذي قطعنا منه شوطا لا بأس به¿!
فالمواطن بحاجة إلى الأمن والغذاء وتسهيل حاجاته ومعاملاته في مختلف المؤسسات والأجهزة الإدارية أكثر من حاجته إلى التجمد أمام شاشة التلفاز لمتابعة جلسات المؤتمر وانتظار ردود فعل القوى المختلفة التي يجب عليها أن تفهم اليوم أن مساحة البعد لدى المواطن قد صارت ضيقة تجاهه ولا يمكنها أن تفعل مزيدا مما فعلته به سابقا ثم إن عنصر الأمن إذا لم يلتزم به أولا من هم مشاركون في هذا المؤتمر فكيف لنا أن نطمح أن يتجسد أو يتحقق بشكل عام في الوطن فبعض المظاهر التي يحدثها بعض المشاركين من مشائخ وشخصيات قيادية واجتماعية من مواكب سير ومرافقين وسلاح بشتى أنواعه لا يمكن أن تخلق لدى المواطن العادي انطباعا إيجابيا يبعث على التفاؤل والثقة بمن يمثلون الوطن في هذا المؤتمر الذي يعتبره الكثيرون حبل النجاة الأخيرة للوطن وأهله!!

قد يعجبك ايضا