الفخ مرة أخرى!!

حمود البخيتي


 - وفي الوقت الذي نجد احتياج البلدان الى تحسين إدارة الموارد يتم الدفع بإدارات ضعيفة لاتمتلك خبرات أو لتبعيتها السياسية والحزبيةوبذلك تفوت تلك القوى فرصة تأكيد حضورها على الساحةواستقطاب السواد الأعظم لصفها.
حمود البخيتي –

وفي الوقت الذي نجد احتياج البلدان الى تحسين إدارة الموارد يتم الدفع بإدارات ضعيفة لاتمتلك خبرات أو لتبعيتها السياسية والحزبيةوبذلك تفوت تلك القوى فرصة تأكيد حضورها على الساحةواستقطاب السواد الأعظم لصفها.
والمتابع يدرك تماما عدم صوابية الحكام الجدد لقيادة السفينة الاقتصادية وبذلك تتكرر نفس الأخطاء للحكومات السابقة التي أرادت الشعوب عدم العودة الى مربعها..فإذا هي تعود الى المربع الأول.
ولذلك فإن عدم القدرة على استغلال الموارد المتاحة وتوظيفها التوظيف الأمثل سيظل هو سيد الموقف..حتى ولو جاءت موارد كالمنح والمساعدات فستجد أن هذه القيادات ليست مؤهلة لاستيعابهاوهذا واضح للعيان كما هو في الحالة اليمنية التي استعصت على الحل نتاج هيمنة القوى الحزبية والسياسية والقبلية على مواطن القرار..متناسية تكرارها للفشل التي منيت بها سابقاتها.
وعرف السياسي بأنه صاحب النفس القصير الذي يسعى لتحقيق المكاسب الآنية نظرا لعدم الاستقرار السياسي ومن ناحية اخرى لديه أجندة جاء لينفذها أو مكلف بتنفيذها.
أما إذا جاء السياسي بأجندة حزبية بحتة وتتداخلها روزنامة محددة التنفيذ فإن المشكلة تزداد تعقيداوتبعد كل البعد عن هموم وطموح الجماهير.
في هذه الظروف ينظر الى الإدارة الاقتصادية بأنها تمثل المخرج الحقيقي لمجموعة المشاكل المتراكمة والمرحلةوتنجح هذه الإدارات بالدعم السياسي لها وتوفر الإدارة السياسية بما يحقق قاعدة أن السياسة وجدت لخدمة الاقتصاد وليس العكس.
البلدان العربية بليت بقيادات لا تتصل بشكل مباشر بالجماهير وظلت تعيش في ابراج عاجيةبل امعنت في تدمير مقدرات شعوبها وحولتها الى شعوب فقيرة على وجهها البؤس وأخرى اعتمدت على المساعدات والقروض بما أدخل الأجيال القادمة في دوامة الحاضر..لا لشيء إلا لأن هذه القيادات ليست هي الأقدر على قيادة سفينة الوطن ووصلت الى سدة الحكم بهذه أو تلك..وأصبحت هذه القيادات مرهونة بأجندات أخرى بعيدة عن أجندتها الوطنية.

دلالة
للتأكيد على ما نقول علينا العودة الى الخلف لنأخذ منه العبرة والدلالة..مطلع الثمانينيات عندما كان الدكتور عبدالكريم الارياني رئيسا للوزراء وهو اقتصادي بحكم تخصصه في الاقتصاد الزراعي_كما اعرف_ وقبل ان تخطفه السياسة منا اتخذ قراره الشهير بمنع استيراد الفاكهةورغم المعارضة إلا ان القرار تم تنفيذه وجنينا من ورائه مانراه في اسواقنا ولو لا ذلك لكنا اليوم نستورد حتى الموز.
القرار كان يخطط للبعيد ويهتم بالشأن العام ومردوده على الاقتصاد الوطني..واليوم لانجد قرارات تصب في المصلحة الوطنية ولو على المدى القصير.
يبيعون صوامع الغلال بأبخس الأثمان..ثم يعودون للبحث عن أماكن للتخزين..مثل الذي يبيع داره ويعود لطلب استئجارها دون أن يكون بحاجة الى ما فعله.
اليوم إدارة الاقتصاد بأيدي السياسيين ومن لف حولهم..أدى الى مفسدة كبرى وهي الجمع بين السلطة والمال والتي قد نتحدث عنها في تناوله قادمة.

إيماءة:
هذه هي المشاركة الأولى لي بعد التوقف عن الكتابة في الصحف الرسمية لسنوات مضت تلبية لطلب صديقي العزيز الأستاذ علي البشيري الذي نهنئه بمنصب مدير التحرير ونتمنى للصحيفة أن تكون مشعلا تنويريا لأنها الثورة.

قد يعجبك ايضا