المتاحف اليمنية أوضاع متردية وإهمال مستمر

تحقيق عبدالباسط النوعة


تحقيق/ عبدالباسط النوعة –
السياني: افتقارنا للنفقات التشغيلية أهم الأسباب
> تحتفل اليمن وتحقيق/ عبدالباسط النوعة
سائر دول العالم باليوم العالمي للمتاحف وهي مناسبة للاهتمام بذاكرة الشعوب غير أن مظاهر الاحتفال وإن كانت في بلادنا خافتة تقام على استحياء وعلى نطاق محدد جدا لأن المحتفي به لا يزال يصارع ويلات الإهمال وحروب العبث ولم يستطع أن يتغلب عليها لأن من كان من المفروض أن يقفوا إلى جانبه خذلوه فمثلا الاحتفال في العام الماضي شهدنا فيه إعادة افتتاح متحف الموروث الشعبي الذي ظل لأكثر من عشر سنوات مغلقا بحجة الترميم والأدهى من ذلك أن كافة القطع التي كانت بداخله تعرضت للتلف وبشكل كامل دون أن يثير ذلك حفيظة المسؤولين على الأقل بالسؤال كيف تلفت تلك القطع ومن يتحمل المسؤولية ولكن لم يحدث شيء مع أن المتحف يقع في وسط المدينة في منطقة التحرير على مرأى ومسمع من الجميع مسؤولين ومختصين وهم يرون على مدى عشر سنوات أبواب ذلك المتحف مغلقة ولم يحركوا ساكنا وليس متحف الموروث الشعبي وحده يعاني فكل المتاحف تعاني أوضاعا سيئة ومعظمها مغلق فيا ترى ما الذي تغير في ذكرى يوم المتاحف العالمي لهذا العام هل تحسنت أوضاع متاحفنا أم أنها لا زالت تعاني..كل ذلك سنعرفه من خلال التحقيق التالي:
> العام الماضي فتح متحف الموروث الشعبي بصنعاء أبوابه أمام الجمهور ولكن هذا الافتتاح لم يدم طويلا فما هي إلا شهرين واغلق المتحف من جديد وإلى الآن أبوابه موصدة بل والأدهى من ذلك أن القطع التي احتواها المتحف عندما اعيد افتتاحه كانت مستعارة من بعض المواطنين الذين طالبوا بقطعهم وبالتالي افرغ المتحف لأنه لم يعد يمتلك مقوماته كمتحف فما جدوى متحف لا يحوي بين جدرانه القيمة الأساسية وهي القطع التي تعرض فما هي خلفيات مشروع الترميم التي تعد الأطول ولماذا تلفت القطع الأثرية لمتحف الموروث الشعبي ومن المسؤول عن ذلك¿¿ أسئلة نتمنى أن تجيب عليها الجهات ذات العلاقة بعد أن تخرج من سباتها العميق.
في تقرير رفعه مدير عام المتاحف لرئيس هيئة الآثار في وقت سابق وضح فيه الوضع الذي تعيشه المتاحف اليمنية حيث بين التقرير الذي حصلت «الثورة» على نسخة منه أن عدد المتاحف اليمنية «27» متحفا معظمها مغلقة والقليل منها تحت الإنشاء والتجهيز ومنذ سنوات طويلة كما أكد التقرير أن أقل ما يقال على وضع متاحفنا إنها سيئة جدا بل وكل عام يمر تزداد حالتها سوءا.
وهنا تقول الأخت هدى أبلان نائب وزير الثقافة: إن الوضع الذي تعيشه متاحفنا فعلا يبعث على الأسى والحزن فالدولة لم تصل بعد إلى مرحلة تستطيع فيها أن تحمي موروثها وأن لا يكون التراث على رأس المتاحف عرضة للنهب والسطو وإذا كانت وزارة الداخلية تهتم بمسائل التقطعات للكهرباء والنفط فهي أيضا معنية بحماية الأماكن الأثرية والمتاحف تحديدا.
وأضافت: صحيح أن معظم المتاحف مغلقة وتتعرض بعضها للنهب والسرقة وهذه المسائل أمنية بامتياز وضعف في الوعي لدى الناس كل ذلك أدى إلى الوضع المأساوي للمتاحف اليمنية وأنا أضع الحكومة أمام مسؤولياتها فهي فعلا من حقها أن تهتم بالكهرباء والنفط لكن لا يعني ابدا أن تهمل قضايا أخرى أهمها ذاكرة اليمنيين التي تتعرض للتدمير والتخريب ولا يجوز أن يتم غض الطرف على ذلك.
وحول دو وزارة الثقافة ومسؤولياتها من الحالة التي وصلت إليها المتاحف قالت أبلان: نحن في وزارة الثقافة لانمتلك سوى مخاطبة الجهات ذات العلاقة والدعوة إلى تعزيز الحماية لهذه المتاحف ولعل جزءا من مهمة الدولة بشكل كامل ليست وزارة الثقافة فحسب هو حماية المتاحف والاهتمام بها وتفعيل دورها أسوة ببقية دول العالم فالمسؤولية لا تقتصر على وزارة الثقافة أو هيئة الآثار فهناك جهات أخرى تشترك في ذلك فمثلا وزارة المالية تساهم بشكل كبير في هذا الوضع فهي لا تعتمد الموازنات المناسبة بل تقوم بإنقاص المبالغ المخصصة للنفقات التشغيلية لهذه المتاحف مما يؤثر سلبا على عملها وبالتالي على وزارة المالية أن تضع في حسبانها ما تحتاج إليه هذه المتاحف بما يساهم في تفعيلها وحمايتها والحفاظ على ما تحويه من كنوز أثرية.
وأكدت أبلان أن المسألة مالية بامتياز فإذا توفرت الامكانيات المادية المناسبة لهذه المتاحف سوف تنتعش وتساهم بشكل قوي في أداء رسالتها التوعوية والتنويرية للمجتمع وتعريف الحضارة اليمنية للزائر الأجنبي.

شحة الامكانيات
> وفي ما يتعلق بعدد المتاحف المغلقة منها والمفتوحة فقد جاء على لسان القائم بأعمال رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف مهند السياني وهي مفاجأة حيث أوضح أن عدد المتاحف في عموم محافظات الجمهورية (22) متحفا ولا يشمل هذا العدد المتاحف قيد الإنشاء وهذه المتاحف القائمة في أسوأ حالتها بل إن المتاحف المفتوحة فعليا 3 متاحف فقط هي المتحف الوطني بصنعاء ومتحف سيئون ومتحف

قد يعجبك ايضا