وسائل الإعلام والمدارس وسائط تلعب دورا بارزا في عملية التوعية

تحقيق نجلاء علي الشيباني


تحقيق/ نجلاء علي الشيباني –

لا يمر يوم إلا ونسمع عن حدوث إصابة لشخص ما أو حادثة وقعت لطفل نتيجة إهمال والديه أو حدث مروري.. حوادث مختلفة ومتنوعة تقع أمامنا ينجم عنها الكثير من الإصابات الخطيرة التي يمكن السيطرة عليها وإنقاذ الموقف بمجرد تقديم الإسعافات الأولية أو المحافظة على سلامة المصاب لحين إيصاله إلى أقرب مستشفى أو مركز صحي.. قلة هم من يجيدون التعامل مع هذه الحوادث في بلادنا.. فيما يتمنى بقية المواطنين أن يعرفوا ما هي أساسيات الإسعافات الأولية عبر وسائل الإعلام فشاشات التلفاز والراديو والصحف كفيلة بتعليم المواطن أبسط طرق الإسعافات الأولية وكيفية التعامل مع الشخص المصاب دون إلحاق الضرر به أثناء محاولة نقله إلى المستشفى وقبل وصوله إلى الطبيب المختص.

< < أثناء عودة الموظف حسين الرميم من عمله وهو يقود سيارته اصطدم بالسيارة التي أمامه وأصيب بالحادث فتاتان أحدهما بجروح بينما فرت الأخرى وتمكن مالك السيارة الأخرى من الهروب أما حسين فقد سارع بإسعاف الفتاتين إلى أقرب مستشفى دون أن يقدم أي إسعافات أولية لمحاولة إنقاذ الفتاة التي كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة لأنه يجهل عملية التنفس الاصطناعي وكيف يمكن القيام بها.. فتوفيت الطفلة أمام عينه.. ندم كثيرا استشعارا بالمسؤولية حينها قرر الالتحاق بمعهد صحي وتعلم أساسيات الإسعافات الأولية يبدو أنه ما يزال يشعر بالذنب عندما قال «لو كنت أدرك أبسط الأشياء عن الإسعافات الأولية لكنت أنقذت الطفلة لحين وصولها لقسم الطوارئ وتسليمها للطبيب المختص».
وفي قصة أخرى تختلف أحداثها عن قصة حسين لكن النتيجة متشابهة تشابه الأسباب كانت أم أيمن تطهو وقام ابنها بالدوران حولها مما تسبب في إسقاط الماء الساخن على يد طفلها فسارعت إلى تطبيب الحروق بمعجون الأسنان.. وعند وصول الطفل إلى الطبيب المختص في المستشفى الجمهوري صرخ الطبيب في وجه الوالدين مؤنبا على استخدام معجون الأسنان مبينا لهما تضاعف الطفح بسبب المعجون.
وأوضح الطبيب أن الإسعافات الأولية لمثل هذه الحالات صب الماء فوق الإصابة مباشرة عدة مرات ثم ينقل إلى المستشفى.

تأنيب الضمير
سليم الذي أصيب صديقه بحادث أثناء سقوطه من سطح المنزل مازال ضميره يؤنبه لأنه كان السبب في كسر قدم صديقه أثناء نقله إلى المستشفى لقد كان مرتبكا جدا وخائفا كما قال – عند نقله صديقه الذي أصيب بشرخ بسيط في العظام نتيجة لجهله بكيفية نقل المصاب بطريقة سليمة وقد أخبره الطبيب بأنه كان بإمكانه تفادي كسر قدم صديقه فقط لو أنه نقله إلى المستشفى بطريقة سليمة.
وهناك حالات كثيرة وخطيرة سببها قلة وعي المواطن بالإسعافات الأولية!
كما أن هناك أطفالا يصابون بالحمى أو التلوث الغذائي ولا تعرف أمهاتهم ماذا يفعلن وكذلك حالات الإسهال والقيء وقد تنتظر الأم لحين وصول رب الأسرة لإسعاف الطفل وهذه الأمور قد تزيد من حدة وخطورة المرض فبقليل من الوعي الصحي سيكون الحال أفضل .. يتساءل المواطن منصور غالب عن انعدام البرامج الصحية والتوعوية في القنوات الفضائية وكذا وسائل الإعلام المختلفة التي إن تعلم المواطنون أساسيات الإسعافات الأولية بطريقة مبسطة سيتمكنون من إنقاذ الأشخاص الذين يصابون بحوادث مختلفة قبل نقلهم إلى المستشفى. ويرجو من الجهات المختصة سواء في وزارة الصحة والسكان أو الإعلام إعطاء اهتمام كبير لتوعية المواطن صحيا لأن الناس بحاجة إلى توعية ضرورية لإيجاد صندوق للإسعافات الأولية في منازلهم.
يشاركه الرأي علي الضبيبي كون صندوق الإسعافات الأولية يقدم رعاية عاجلة وسريعة للمصاب وتعلم الشخص كيفية الإسعاف الأولي يساعد بصورة مباشرة ويقلل خطورة الجروح والمرض ويساعد على إنقاذ حياة الآخرين.
قليل من الوعي
معظم الحالات والإصابات التي تصل إلى أقسام الطوارئ يوميا تعاني من إصابات كان يمكن تفادي خطورتها بقليل من الوعي لدى المواطن.
المسعف محمد الجرموزي -مشرف في قسم طوارئ في إحدى المستشفيات بالأمانة – يفيد بأن عدم المعرفة بالإسعافات الأولية لدى المواطنين يزيد الطين بلة فالقسم يقوم بعمل اللازم للمصاب وبعدها يحول إلى القسم المختص داخل المستشفى.. منوها بأن معظم حالات الصدام مثلا التي تصل إلى المستشفى أو حريق الأطفال أو الاختناق أو التشنج تكون نتيجة إهمال أسرهم وعدم وعي المواطنين بالإسعافات الأولية والذي يزيد من الإضرار بالمصاب.

تصرف فوري
* لماذا لا يتعلم المواطن الإسعافات الأولية¿ سؤال بحاجة إلى إجابة
– الدكتور محمد قشنون طبيب أطفال أجاب: الإسعافات الأولية ليست حكرا على الأطباء والمسعفين المختصين وأنهم ليسوا دائما حولنا كما أن هناك حالات تستدعي الت

قد يعجبك ايضا