القاتل الطليق
أحمد غراب
أحمد غراب –
تقدر حالات السرطان في اليمن بعشرين ألف حالة سنويا وأشد الحالات مأساوية هي حالات الأطفال المشوهين بالسرطان والذين بلغ عددهم خلال 2007م فقط أكثر من خمسمائة طفل بحسب ما ذكرت مصادر إعلامية.
وبحسب الدكاترة المختصين فإن نسبة (80%) من الحالات لا تسجل ولا تعالج وتنتهي بدون أن يعرف عنها شيئا فيما يقول الأطباء في مركز الأورام أن معظم الحالات تصلهم تكون في حالة متأخرة ويقول احد الأطباء في العيادة التشخيصية ” امرأة في العقد الثالث من عمرها حضرت إلى العيادة وقد التهم السرطان ثدييها كاملين دون أن تخبر أهلها”.
وأكثر الأورام الخبية انتشارا بين المرضى اليمنيين أورام الجهاز الهضمي والرأس والرقبة والثدي والليمفوما وتشهد اليمن على المستوى العالم حالة استثنائية في ارتفاع حالات سرطان الرأس والرقبة وخصوصا صغار السن.
ومع التزايد المخيف لمساحة هذا المرض الخبيث يتدفق المرضى إلى أماكن مزدحمة لا تتسع لأكثر من مائة مريض في مركز صنعاء وفي عدن مئات المرضى يتقاسمون 20 سريرا.
وتبلغ الضائقة المالية ببعض أهالي المرضى أنهم يتركون مريضهم في المركز ويرحلون وكأنهم يودون التخلص منه.
ومع محدودية الإمكانيات وضعف التشخيص ونزوح المرضى الميسرين إلى الخارج واستسلام فقراء المرضى للموت فإن الوضع يبدو ملحا لتوسيع مراكز الأورام وانتشارها في المحافظات والمضى في جهود التوعية بالسرطان والتحذير من خطورة المبيدات وفرض رقابة صارمة على استخدامها فاليمن تستهلك مابين 1000_3500 طن من المبيدات سنويا ويصل تكلفتها مابين 120 _ 128 بليون ريال يمني سنويا.
زد على ذلك أن الشمة التي تتسبب بـ90-95? من مرضى سرطانات الفم وخمسين بالمائة من مرضى سرطانات اللسان وفي محافظة ساحلية مثل الحديدة لا يمر أسبوع دون تسجيل حالة إلى حالتين من سرطان اللسان بسبب إقبال السكان البسطاء على تناول مسحوق الشمة.
زد على ذلك كله خطر التدخين فنسبة المدخنين في اليمن من أعلى النسب عالميا وبحسب دراسة علمية فاليمنيين يدخنون سنويا ما يساوي طول قطر كوكب الأرض 18مرة. فهم يدخنون 6.4مليارات سيجارة سنويا ما يعادل 317.5مليون علبة سجاير وبواقع 870الف علبة يوميا والانفاق على التدخين بلغ في فترات متقاربة (نحو 110ملايين دولار).
نستطيع في اليمن أن نستفيد من تجربة مصر في بناء مستشفى خاص للسرطان وهو ما كان يشبه المعجزة للكثير لكنه تحقق بالإرادة والتوعية وحملة الإعلانات الإنسانية المتواصلة فالمكان الذي بني عليه المستشفى كان سلخانة ويمكننا أن نلاحظ مدى التفاف جميع فئات المجتمع المصري حول هذا الهدف فنانين ولاعبين وسياسيين ورجال أعمال وأجهزة إعلامية.
لمواجهة السرطان في اليمن هناك أمران لا ثالث لهما: الأول المضي في جهود التوعية بشكل منظم ومستمر الثاني بناء مستشفى خاص للسرطان.
وقد كشفت دراسة يمنية حديثة أجراها باحثون من طلاب كلية الطب بجامعة صنعاء أن متوسط ما ينفقه مريض السرطان شهريا هو 70 ألف ريال فيما نسبة المرضى الذين يقل دخلهم عن 20 ألف ريال 33?.
تدخين + شمة + مبيدات + تلوث بيئي + مواد معلبة ذات مواد حافظة مسرطنة + ضعف التشخيص وقلة الإمكانيات = عشرين ألف حالة سرطان سنويا.
ضحايا هذا المرض يتزايدون يوما عن يوم أي أنه خلال عشر سنوات سيكون هناك أكثر من مائتي ألف حالة.
عشرات الأطفال المصابين بالسرطان يدور بهم آباؤهم وأمهاتهم وهم يفتشون عن ومضة أمل وتتحطم آمالهم على صخرة الواقع المادي وعدم الإحساس بآلامهم.
طفل مصاب بالسرطان وهو ما يزال في عمر الزهور لا يملك ثمن علبة دواء كل ما يستطيع فعله هو إن يبكي ويردد بأسى :
ما أخبث السرطان عذبني أشكو لظى ألمي إلى ربي
يا داء ما أقساك رفقا بي جرعتني الآلام ما ذنبي ¿!
أذبلت زهر طفولتي ألما وفجعت أمي وأمتحنت أبي
أنسيتني فرحي بأصحابي وسلبت دنيا الأنس والحب
فمتى متى تنزاح عن جسدي ¿! إني لفي شوق إلى لعبي
وأشد من ألمي دموع أبي لولا الأبوة لاذ بالهرب .
عبئا على أهلي غدوت فهل أشقيتهم بعد السعادة بي¿!
لنعمل جميعا في الحملة الوطنية لمكافحة السرطان.
العمل الإنساني في مجال مكافحة السرطان عمل يحتاج منا إلى المبادرة من جميع فئات المجتمع التجار و رجال الأعمال يدعمون جهود العلاج والتوعية والفنانين يسووا حفل واللاعبون يسووا مباريات والر