معاناة الصيادين متعددة والديزل مشكلة المشاكل (الحلقة الثالثة)
استطلاع أحمد الطيار

استطلاع /أحمد الطيار –
مع بزوغ أشعة الشمس الذهبية الساعة الثامنة صباحا على رمال الشاطئ الفسيح بزرقته الصافية دخلنا مدينة ميدي ونحن نتلهف لمنظر البحر البديع قادمين من مدينة حرض كانت المدينة الساحلية غارقة في الهدوء مع ساعات الصباح الأولى وحدها طيور النورس تتباري في أسراب دون كلل تعانق أمواج البحر الهادئة طالبة منه أن يهبها وجبة الإفطار المعتادة من خيراته ضمن علاقة حب متبادل كرفيقين لا يفترقان.
في المنتزه الجديد وبلمحة واحدة نحو البحر تكتشف هدير الأمواج وتلاطم البحر بعضه فوق بعض لكن المكان هادئ ولاتوجد حركة سياحية فيه ولا يمكنها أن تقوم في مثل هذا الصباح وهذا لايعود لطبيعة المنتزه فقط بل لأسباب أجلها بعد ميدي أصلا عن مناطق التصدير السياحي للجمهورية من جهة وفقدان البنية التحتية السياحية والاقتصادية من جهة أخرى.
النشاط
> رغم هدوء البحر بشواطئ ميدي الذهبية وتعانقه مع طيور النورس في رفقة وألفة صباحا فإن الصيادين في ميناء الاصطياد السمكي يختلفون تماما فهاهم قادمون مع أهازيجهم بعد رحلة صيد استغرقت عشرات الساعات في عرض البحر يدخلون الميناء مع إشراقة الصباح الباكر ليكونوا على موعد مع نشاط جديد تتمحور في البورصة اليومية للبيع والشراء إنه سوق الحراج والمزاد ذائع الصيت في ميدي هناك يقف الصيادون في طوابير لإنزال صيدهم الوفير من (السنابيك) و(الهواري) بدقة يستخدمون السلالم لجلب الصناديق المملوءة بأجود الأنواع (أسماك جمبري شروخ) حجمها مختلف فهناك الحجم الكبير والمتوسط والصغير هناك أنواع متناهية ومتنوعة الجمال وهذا ينعكس على أسعارها أيضا.
الموقع الجغرافي
> تقع مديرية ميدي إلى الغرب من محافظة حجة ومركزها مدينة ميدي التي ازدهرت خلال فترة تجارة البن اليمني خلال (القرون السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر الميلادية) حيث توسع العمران فيها آنذاك نظرا لتوسع نشاط الحركة التجارية في ميناء ميدي قديما .
وتتميز مديرية ميدي عن بقية مديريات حجة بمقوماتها السياحية المتمثلة بالشواطئ الناعمة والنقية التي تشكل في حالة تهيئتها مواقع هامة لإقامة منتجعات سياحية على الشواطئ إلى جانب العديد من الجزر المتناثرة في عرض البحر والتي لا زالت بكرا حتى الآن.
يؤكد الأهالي أن أهم مشكلة تواجه تطوير منطقة ميدي بشكل عام تتمثل في الخلل القائم في إدارتها فالخلافات بين أعضاء المجلس المحلي والتوجه للاستئثار بالفوائد لأنفسهم جعلت المديرية ترزح في غياهب التخلف رغم أن إمكانياتها الاقتصادية تفوق الخيال فميناؤها يمكن أن يكون اقتصاديا بامتياز كما أن المقومات السياحية كبيرة اضف إلى ذلك الأراضي الزراعية الخصبة وهذه الأسباب جعلت اهتمام الدولة بها ورعايتها محدودة حيث تعاني من نقص كلي في الكهرباء صيفا أما الصحة والخدمات الأساسية الأخرى فنتمنى الاهتمام بها.
التسويق
> في مركز ميناء الاصطياد السمكي هناك أنظمة لوائح متعارف عليها وعلى الجميع الخضوع لها لتتم عمليات البيع والشراء بأمان كما يشير إلى ذلك الأخ محمد محمد هاشم المهدلي مدير الميناء موضحا أن الميناء يمثل عصب الإنتاج السمكي في اليمن إذ يستقبل نحو 25% من إنتاج الثروة السمكية على الأقل فعبره يتم تجمع الصيادين في قطاع البحر الأحمر خلال النصف الأول من كل عام فيما يهجر خلال النصف الثاني منه لظروف الطقس والمناخ.
منتجات
> شاهدنا بأعيننا المنتجات البحرية التي جلبها الصيادون للتسويق فكانت على قدر عال من الجودة وهو سر تسابق المشترون عليها فهذه المنتجات يخصص منها للسوق المحلي جزء كبير والبعض الآخر يخصص للتصدير وعلى رأسها (البياض والسردين والتونة والجدباء والديرك) وهكذا تختلف الأنواع وتختلف الأسعار تبعا لنوع وحجم وجودة ولذة كل صنف.
المزاد
> على بعد بضعة أمتار فقط من الماء يقف الصيادون في مساحة صغيرة من الأرض لبدء عملية البيع تلك البقعة تسمى الحراج وهناك يتواجه البائعون والمشترون مباشرة في عملية بورصة يمثلها المزاد كأحد أبرز أدواتها يحضر المشترون بناقلاتهم المحملة بالثلاجات تباعا من عدة مناطق في الجمهورية ويقول حسين الوزان تاجر سمك إنهم يشترون من هذا المكان ويقومون بتسويقه في صنعاء فيما آخرون ينطلقون به إلى عدن وبعضهم إلى الحديدة لكن الأغلى والأجود يتم تصديره للسوق السعودية.
مشكلة الصيادين
> يؤكد الصيادون أن أهم مشكلة تواجههم في ميدي تتمثل في السفن الدولية التي تجرف البحر وتقضي على مصادر رزقهم من الأحياء البحرية وحسب كلامهم فلهذه السفن وسائل جرف عملاقة تقوم بالإمساك بكل مايقع في طريقها وبذلك تقضي على الأحياء البحرية الصغيرة والكبيرة في مراعيها دون هوادة ويروي الصيادون مآسي عديدة تنتج عن عمليات تلك السفن وا