د. ياسين ….

عبد الرحمن بجاش

 - صديق لا أعرف اسمه, في تليفوني رقمه لا غير يرسل إلي كل جمعة تحية بها وحكمة¿, كانت آخرها (تسأل عن إنسان فأنت نبيل, تساهم في علاجه فأنت عظيم) حكمة أو قول ينطبق احدهما أو كلاهما على كثير من الناس النبلاء, وما أكثرهم, فقط هم كالجواهر تغطى بطبقة من الغبار بحاجة إلى إزاحة بيد حنونة ولمسة أكثر حنانا.
عبد الرحمن بجاش –
صديق لا أعرف اسمه, في تليفوني رقمه لا غير يرسل إلي كل جمعة تحية بها وحكمة¿, كانت آخرها (تسأل عن إنسان فأنت نبيل, تساهم في علاجه فأنت عظيم) حكمة أو قول ينطبق احدهما أو كلاهما على كثير من الناس النبلاء, وما أكثرهم, فقط هم كالجواهر تغطى بطبقة من الغبار بحاجة إلى إزاحة بيد حنونة ولمسة أكثر حنانا.
د/ياسين عبد العليم أحد هؤلاء النبلاء الذي هو تحديدا ليس مغطى بطبقة من غبار, كون صوته جهوريا ويصل إلى الاسماع, وأعماله الإنسانية وحنانه وحنوه على الإنسان يكادان يملآن تعز ويفيضان إلى بقية أنحاء البلاد !! .
صوته عال في وجه المهادنة والخطأ والغلط والفساد, ولذلك فهو عكس من يحدثون جلبة كالاتناك الفارغة ولا يتركون أثرا! .
ياسين عبد العليم وهذه المرة بدون ( الدال ) إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى, قارئ غزير, كاتب متمكن , وبما يتعلق بالقراءة فقد كان ياسين أحد أعلام شارع 26 سبتمبر بتعز, حين كان الشارع تمر منه اليمن كلها, وحين أقول كلها فمن سالمين إلى السلال, وببعد الأمر عربيا من الزعيم جمال عبدالناصر إلى الرجل الكبير هواري بو مدين الذي عند أن رأى حال العاصمة صنعاء بكي وتمنى لو أن هذه البلاد استعمرت .., كان شارع سبتمبر في تلك المرحلة العظيمة مرحلة الحلم يضج بالأفكار من كل شاكلة ولون و جميعها تصب في طريق البحث عن الحلم .
في مقهاية الإبي, في نبيل الوقاد, في مكتبة القدسي محمد عبد الرب, في دكان محمد طارش مستودع الوحدة العربية, في مستودع القنال, وفندق الوحدة كان الجميع يحملون كتبهم ويتناقشون ويتنافسون, ولو كان يومها google قد وجد واطل ذات نهار على المكان لنقل إلى العالم بالصوت والصورة ما يدور في الشارع الأنشط في البلاد يفيض إلى شارع علي عبدالمغني أفكار, وأحرف كلمات كله يصب في خانة البحث عن المستقبل الأفضل .
حين تصل إلى دكان الذهب لعبده محمد أبو الذهب بالمقابل ثمة فتحة في احد جانبيها دكانة هائل القدسي صاحب أجمل (خمير) يومها!, ثمة درج يؤدي إلى الطريق الترابي المتجه إلى المستشفى أو كما كان يسميه أصحاب تعز (رأس بتان), هناك وبجانب عيادة الدكتور محمد عبد الودود كان ثمة مكان كبير بمثابة (الجيرش), كنت أمر ذاهبا إلى البيت فاتلصص على المكان فأجد شبابا يقرأون ويقرأون, هناك لمحت ياسين عبد العليم, وفي المسيرات والتظاهرات, وفي الساحة الخلفية لمدرسة الثورة (الاحمدية سابقا) – لا فتح الله على من أمر بهدمها – كان ياسين أحد أعلامها, كنا يومها لا نزال في الابتدائية وهذا ليس لتبيان فارق السن فالسن في رأس القلم, بل تبيان شغفنا بالقراءة فقد كنا نمر بعد أن نرى أولئك القدوة إلى قنصليتي روسيا والصين ونحمل ما استطعنا من كتب, لم نكن لحظتها نفهم ما بها, لكننا تعودنا وتعلمنا كيف نحتضن الكتاب, أي كتاب وبدون عقد ….., الآن ياسين عبد العليم لا يزال بتلك الروح الشابة يقرأ ويكتب, ويحنو, ويحن, ويشجن يعطي بلا حدود, ولا يزال صوته عاليا.

قد يعجبك ايضا