الوحدة .. روح اليمنيين

د. محمد حسين النظاري

 - كلما أطل علينا يوم 22 من مايو أحسسنا بأننا نتمتع بروح قوية روح يملؤها الصمود والتحدي والنضال.. كيف لا وفي هذا اليوم العظيم حققنا فيها ما عجز عنه الآخرون.. فحينما كان العالم يتجه للتفكك اتجهنا نحن نحو الوحدة.
د. محمد حسين النظاري –
كلما أطل علينا يوم 22 من مايو أحسسنا بأننا نتمتع بروح قوية روح يملؤها الصمود والتحدي والنضال.. كيف لا وفي هذا اليوم العظيم حققنا فيها ما عجز عنه الآخرون.. فحينما كان العالم يتجه للتفكك اتجهنا نحن نحو الوحدة.
في الأيام الماضية وعلى مدى أسبوعين أحسست مجددا بحجم الوطن وأنه غال على القلب فعندما كنت في الجزائر في مؤتمر علمي لم يفارقني وطني لحظة واحدة.. رغم انطفاء الكهرباء ورغم التقطعات ورغم رغبة البعض في الاقصاء.. رغم ورغم ورغم …. آهات كثيرة يئن من وطأتها الوطن إلا انه حبيب على القلب لا يمكن فراقه.
إنه إحساس كل يمني تربى على تربة وطنه المعطاء ذلك الوطن الذي لم يرد له مواطنوه –بعد- جزءا مما يستحقه.. فالوطن أسمى من التناحرات وأكبر من الشخصيات وأبقى من الأحزاب.. إنه وطن المساكين الذين يحبونه من غير مصلحة ويعشقونه بدون مقابل ويدافعون عنه بروحهم لأنهم لا يملكون غيره.
الوحدة هي الروح الخالدة التي لن تفنى فهي تسكن قلوب الشرفاء في هذا الوطن.. إنهم الشرفاء الذين يشاركون وطنهم محنته لا أولئك الذين يتاجرون به في كل محفل خارجي وبطبيعة الحال ليسوا المتاجرين بدماء أبنائه وأقواتهم من أجل أن يبقوا ولو يفنى جميع المواطنين.
الوحدة قامت من أجل لم الشمل وإزالة الفوارق وبناء وطن يستطيع أن يعيش بين الكبار لأنه يمتلك كل مقومات العيش الكريم.. ولهذا فإن العيب فيما وصلنا له الآن ليس في الوحدة كغالية سامية بل فينا كأفراد أردنا أن نستأثر بخيرات الوحدة لنا وحدنا فيما يذهب الباقون إلى حيث لا أمن ولا عيش هانئ.
علينا إن أردنا أن تبقى روح الوحدة متقدة في أرواحنا أن ننسى الماضي ولكن هذا النسيان لا يعني عدم رد المظالم لأصحابها.. فتصحيح المسار يبدأ بالاعتراف بالخطأ ويستمر حتى إزالته واستبداله بكل ما هو صحيح.. ولكن بالمقابل كما اعترفنا نحن في الشمال بأخطاء البعض فعلى الإخوة في الجنوب -البعض- ألا يستمروا في إهانة كل ما هو شمالي لأنهم بذلك يرتكبون نفس الخطأ الذي أخل بمبادئ الوحدة ويعمقون الجرح الذي بدأ يلتئم.
إن هذا العيد الـ23 الذي نحتفل به يأتي في حقبة زمنية صعبة ليس لليمنيين فقط بل للعالم كله ولعل اليمنيون هم أفضل حالا من غيرهم كونهم استطاعوا أن يفهموا المعنى الحقيقي لما يسمى بالربيع العربي فسايروه وفق نهجهم التسامحي وهذا ما جعلنا نمضي نحو التغيير المرتكز على عدم الغاء الماضي لأنه استمرار للمستقبل.
نكتب اليوم ونحن نعيش في ظلام أراد من خلاله البعض أن ننسى الفرحة بهذا اليوم ولكن الظلام سيلفهم ومن يدعمهم أما نحن فنور الوحدة الذي أفرحنا قبل 23 عاما هو ذاته من سيجعلنا نواصل الفرح وسنرقص على رؤوسهم الظلامية… لأن المخربين يستطيعون أن يقطعوا أسلاك الكهرباء ولكنهم سيعجزون عن بتر شرايين حبنا لوطننا.

قد يعجبك ايضا