أدباء ونقاد يستعرضون المشهد الأدبي في اليمن
متابعات خليل المعلمي

متابعات/ خليل المعلمي –
نظمت المنظمة اليمنية للثقافة أمس الأول ندوة ثقافية تحت عنوان “أضواء على المشهد الأدبي في اليمن” بمشاركة عدد من المثقفين والنقاد والأدباء.
وفي الندوة أشارت الأديب هدى أبلان نائبة وزير الثقافة إلى أهمية هذه الندوة وقالت نحن الآن نعمل على التأسيس لندوات قادمة مؤكدة أن الفترة القادمة ستشهد الكثير من الندوات على كافة المستويات.. مشيرة إلى ضرورة التنسيق بين العمل التشريعي والعمل التنفيذي من أجل خدمة النشاط الثقافي والعمل على تعزيز الدور الرقابي على الصناديق الداعمة للثقافة والتراث في بلادنا من أجل الدفع بمستوى النشاط الثقافي والإبداعي..
التجربة البصرية
وفي ورقته المعنونة بـ”التجربة البصرية في المعادلة الشعرية المعاصرة” يقول الناقد عبدالرحمن مراد: تعتمد الصورة الشعرية على العناصر الحسية في البناء العام وتلعب الحواس دورا كبيرا في عملية التركيب والتآلف والتناغم للصورة فالإيحاء الحسي أكثر تأثيرا في التعبير وهو الأوسع استخداما في البناء الفني وبالضرورة لابد أن يتآزر مع التأمل وينصهر في الموضوع ليكون أكثر بيانا لما يتشكل في الوجدان.
واستعرض مراد العديد من الأمثلة التي تورد الصورة في تشكيلاتها البلاغية لدى الشعراء العرب فيؤكد أن التجربة البصرية ما تزال هي من حيث الاشتغال النصي والاشتغال الشعري بما تفرضه العلاقة الخفية والمتلازمة بين المرئي واللامرئي وبين الروحي والمادي في البنية الاستعاريةالبصرية.
مشروعية قصيدة النثر
الشاعر والناقد علوان الجيلاني أوضح في ورقته تحت عنوان “قصيدة النثر وما بعدها” أن المشهد الراهن لقصيدة النثر اليمنية يحفل بعدد كبير من الشعراء المنفتحين على استقبال خطاب الحداثة الشعرية انفتاحا لا نهاية له حيث ستستفيد قصيدة النثر اليمنية شأنها شأن مثيلتها التي تكتب في أنحاء البلاد العربية من التقنيات الجديدة ومن التنوع الكتابي اللذين يتيحهما هذا الشكل (كعودة علامات الترقيم واستثمار فضاء الورقة وتغيير المفهوم البلاغي للشعر بتعزيز كناياته والتركيز على الانزياحات إلى جانب التحول مهم لابد من مراعاته عند القراءة وهو الظهور السردي للنثر في القصيدة).
وقال: كانت الممانعة التي تلقاها قصيدة النثر في الغالب ممانعة غير مصرح بها ممانعة ضمنية تتمثل في بقاء عدد كبير من الشعراء في دائرة العمود أو التفعيلة أو الشكلين معا إلا أن الشكل اختلف في التسعينيات عندما اتجه الكثير من الشعراء لكتابة قصيدة النثر.
وقدم الجيلاني خلفية تاريخية عن الشعر عند العرب وعن قصيدة النثر خلال القرن الماضي فقال: فخلال ما يزيد عن 15 قرنا من الزمان ظل المبدعون العرب يكتبون الشعر العمودي الموزون والمقفى ووضعوا خلال هذا النظام مجموعة من العادات والتقاليد والنظم وظل هذا النسق فاعلا خلال تلك الفترات حتى عندما بدأ العرب بترجمة العلوم المختلفة عن الأمم الأخرى لم يترجموا الشعر لأنهم كانوا يروا فيه عظمتهم وكانوا يكتفون بما عندهم لا يرون إمكانية تغيير هذا النمط أو استبداله أو تحريكه..
وقدم الجيلاني العديد من الدراسات حول قصيدة النثر في اليمن وروادها من الشعراء من مختلف الأجيال.
النص الرقمي
ويقول الشاعر والناقد عبدالرقيب مرزاح الوصابي في ورقته المعنون بـ”القصيدة الصوتية وقصيدة الوسائط المتعددة”: إن التطور الهائل الذي حدث في ظل العولمة من ثورة في الاتصالات ومن اشتباك بلدان الأرض مع بعضها بعضا اشتباكا مباشرا في كثير من أشكال الحياة اليومية والعامة جعل الفروق بين تصرفات الناس تقل بل وجعلها تتطابق في الكثير من جوانبها رغم اختلاف الشعوب وعاداتها وهو الأمر الذي أدى إلى أن تتحول الأرض كلها إلى قرية صغيرة لا بمعنى أن أفرادها يعرفون ما يجري في الحي المجاور فحسب بل وبمعنى أن أسئلة الحياة فيها يكاد يكون واحدا.
وأضاف: تشكل ظاهرة النص الكوني مجالا خصبا للبحث والدراسة لا سيما وأنها مسألة تحمل نظرة جديدة إلى قضايا اللغة والكتابة والقراءة ومكانة المؤلف والقارئ باعتبارها جميعا تحمل دلالات خاصة لدى الجيل الجديد مغايرة لما كانت عليه لدى الأجيال ما قبل الثمانينات من القرن الماضي.
والنص الرقمي هو جديد بكل المقاييس ونص مختلف سواء بإنتاجه أوبتلقيه أو بمرجعياته الثقافية والمعرفية.. مشيرا إلى أن هذا النص سيؤثر على كنه النص الإبداعي لأن هذه التناصات الكثيرة التي ترتبط معه وتساهم في إغنائه تمنحه تأويلات مختلفة وبالتالي تعمق كنهه.
واختتم بالقول: إن التعامل مع النص الرقمي وفق التقنيات الرقمية الحديثة لا يتأتى بالاعتماد على النمط القديم للإبداع كالتعامل مع النشر الورقي أو باستخدام الرقمية كوسيط أو وسيلة بدل منهج الأمر الذي يحرم المبدع من كثير
