طفح المجاري يهدد مدينة الحديدة بكارثة بيئية


تحقيق / يحيى كرد –
تتعرض مدينة الحديدة لكارثة بيئية خطيرة وغير مسبوقة نتيجة طفح المجاري المتواصل وعلى مدار الساعة منذ أكثر من عشر سنوات والذي يغطي 80% من مساحتها ووصل ارتفاعها في بعض الشوارع والحارات إلى نصف متر وخاصة في شارع التنمية وغليل شرق المحافظة وحولت حياة الناس في هذه المحافظة المسالمة جحيماٍ حقيقياٍ من خلال روائحها الكريهة المنبعثة من مستنقعات هذه المجاري الراكدة أمام منازلهم ومحلاتهم التجارية بالإضافة إلى الأمراض التي ينقلها البعوض الذي يتخذ من هذه المجاري الطافحة مأوى له ليتكاثر بها ويجتاح منازلهم ناقلاٍ لهم مختلف الأمراض.
وخلال هذا التحقيق حرصت “الثورة” على نقل معاناة الناس بهذه المحافظة نتيجة طفح المجاري المتواصلة بمعظم أحياء وشوارع مدينة الحديدة .. وذلك فيما يأتي:

* العقيد عبده ناجي الحجاجي – مدير قسم شرطة الرازقي بشارع المعدل بمديرية الحوك- يقول: تحيط المجاري الطافحة منذ خمس سنوات بالقسم من ثلاث جهات وبعض الأحيان من الجهات الأربع ولا نستطيع الخروج أو الدخول من وإلى القسم لأداء واجبنا الوطني نتيجة المعاناة التي نعاني منها وخاصة من روائحها الكريهة المنبعثة من هذه المجاري التي منعتنا من النوم والأكل والشرب داخل القسم حيث ونقوم بإبلاغ عمليات الأمن وعمليات المحافظة بهذه المعاناة ومن ثم نقوم بالاتصال بمدير عام المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي وبالمسئولين بالمؤسسة من أجل إرسال السيارة لشفط المجاري من محيط القسم ولم نلق أي تجاوب.

بحاجة لحلول سريعة
وأضاف الحجاجي: عندما لا نجد أي تجاوب من المسئولين بالمؤسسة نترك عملنا ونقوم بالبحث في الشوارع ومطاردة سيارة الشفط إلى أن نجدها فنقوم بضبطها وإجبار العمال الذين يعملون على متنها بشفط المجاري المحيطة بالقسم وما هو إلا يوم أو يومان يعود طفح المجاري من جديد وفي بعض الأحيان بعد ساعات فقط بعد الشفط ويعود الطفح من جديد وتعود المعاناة من المجاري التي نغصت علينا حياتنا اليومية وأصبحنا غير قادرين على القيام بعملنا الأمني.
وناشد الحجاجي حكومة الوفاق الوطنية والجهات المعنية في الدولة سرعة وضع الحلول والمعالجات السريعة والجذرية للمجاري الطافحة بمحافظة الحديدة بشكل سريع وعاجل والتي للأمانة شوهت هذه المدينة الساحلية الجميلة والتي تعتبر من أهم المحافظات السياحية.

معاناة لا تنتهي
* المواطن سامي محمد عبده حسن -من سكان حارة غليل- يقول بأنه يعاني بشدة من طفح المجاري أمام منزله منذ أكثر من أربع سنوات والتي حولت حياته إلى جحيم متواصل نتيجة الروائح الكريهة التي تنبعث منها على مدار الساعة ولم يستطع هو وأطفاله تناول الوجبات الغذائية بشكل كافُ وصحي إلا وهم مغلقين أنوفهم نتيجة انبعاث روائح المجاري الكريهة الراكدة أمام منزله هذا بالإضافة إلى تكاثر البعوض والذباب وغيرها من الحشرات في المجاري ومن ثم اجتياحها لمنزله ومنازل الناس بالحارة ونقل الأمراض الخطيرة للأطفال والنساء مثل الملاريا وحمى الضنك والتيفوئيد والأمراض الجلدية وصعوبة التنفس والإسهالات الحادة وأمراض العيون التي أصيب بها جميع أطفال الحارة وكلفنا علاجهم مبالغ كبيرة هذا إلى جانب انهيار أساسات منزلي ومنازل جيراني وأرصفة وإسفلت الشوارع نتيجة مياه المجاري العادمة التي تطفح بشكل يومي وعلى هيئة نافورة.
وأشار سامي إلى أنه تقدم هو وجيرانه بعدة شكاوى إلى المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بالمحافظة طالبين منهم شفط المجاري الطافحة من أمام منازلهم إلا أن شكواهم المتواصلة لم تلاق آذاناٍ صاغية لدى المسئولين في المؤسسة وإذا وجدنا استجابة نادرة من أحد المسئولين بالمؤسسة نتيجة وساطة يحضر البابور ويشفط جزءاٍ من هذه المجاري وماهي إلا ساعات ويعود طفح المجاري من جديد وأسوأ مما كان.
وطالب سامي حكومة الوفاق الوطني برئاسة محمد سالم باسندوة ومحافظ المحافظة المهندس/ أكرم عطية بسرعة التفاعل مع أهالي حي غليل الذين أصبحوا يمثلون ما نسبته 50% من سكان مدينة الحديدة والتوجيه بحل هذه المشكلة والإشراف بنفسه على عملية حل مشكلة المجاري المزمنة بشكل جذري وليس وقتياٍ.

مدارس محاصرة
* مدير مدرسة النور الأساسية – بباب مشرق وسط مدينة الحديدة – أكرم علي يوسف يقول بأنه يتواصل يومياٍ مع المسئولين في المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي سواء بالهاتف أو الذهاب إلى المؤسسة للمطالبة بشفط المجاري الطافحة أمام وخلف المدرسة منذ أكثر من أربع سنوات إلا أن المسئولين بالمؤسسة لم يستجيبوا له أو لمطالب سكان الشارع والحارة المجاورة للمدرسة المتمثلة في شفط هذه المجاري ووضع الحلول والمعالجات نهائياٍ لهذا الطفح المتواصل الذي أدى إلى تكوين بحيرة مائية خضراء أمام وخلف المدرسة تنبعث منها روائح كريهة أزكمت أنوف الطلاب والمعلمين بالمدرسة هذا إلى جانب تكاثر البعوض الناقل للأمراض في مستنقعات المجاري وانتشاره داخل فصول المدرسة ومنازل المواطنين وتسببه في نقل العديد من الأمراض الخطيرة بالإضافة إلى تسببها في تصدع أساسات المدرسة والمنازل المجاورة.
وطالب مدير مدرسة النور بضرورة التدخل السريع وإنقاذ طلاب المدرسة البالغ عددهم 2800 طالب وطالبة خلال الفترتين الصباحية والمسائية والأطفال في الحارات والأحياء المجاورة من المجاري الطافحة على مدار الساعة ووضع الحلول السريعة والجذرية لمشكلة المجاري التي كرهت الطلاب التعليم ونغصت حياة المعلمين والناس في هذه المنطقة بالذات وأدت إلى تلويث البيئة وتشقق جدران مساكن المواطنين مالم فإن المنطقة مهددة بكارثة بيئية خطيرة سيكون من الصعوبة السيطرة عليها.

لا توجد استجابة
* من جانبه يقول وضاح أحمد محمد صاحب بقالة بشارع المعدل بأنه يعاني بشدة من الروائح الكريهة للمجاري الطافحة بمحيط بقالته من الجهة الشرقية والجنوبية منذ أكثر من ثلاث سنوات دون توقف وأدت إلى إغلاق الطرق المؤدية إلى محله ودخلت إلى منازل جيرانه بالشارع وتسببت في تشقق أساسات جدران محله والمنازل المجاورة بالإضافة إلى البعوض والذباب الذي تجمع على هذه المجاري الطافحة وانتشاره في منازل المواطنين ناقلاٍ معه العديد من الأمراض الخطيرة التي زادت من معاناة المواطنين.
ويضيف وضاح بأنه يقوم مع مجموعة من جيرانه بالذهاب إلى المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي والتواصل بالهاتف بشكل شبه يومي لمطالبتهم بشفط المستنقعات الراكدة بالمجاري من أمام منازلهم ومحلاتهم التجارية إلا أنهم لا يجدون أي استجابة من المسئولين بالمؤسسة المحلية وفي حالة الاستجابة وهي نادرة يحضرون إلى مكان طفح المجاري وشفطها ومطالبتنا بدفع حق الشفط وماهي إلا ساعات حتى يعود الطفح من جديد.

كارثة بيئية
وطالب وضاح قيادة المحافظة بالنزول إلى شارع المعدل والإطلاع بنفسه على المعاناة التي يعاني منها المواطنون من طفح المجاري والأمراض التي انتشرت بسبب الناس بسبب المجاري والذين أصبحوا لا يستطيعون الأكل والشرب بسبب روائحها الكريهة التي نكدت حياتهم.
نستيقظ على روائحها وننام تحت تهديد أمراضها
* المواطن علي محمد ناجي من سكان مربع 18 بحي غليل شرق مدينة الحديدة يقول: إن مشكلة طفح المجاري بمحافظة الحديدة أصبحت شبه يومية حيث أصبحنا نستيقظ على روائحها الكريهة الراكدة أمام منازلنا وننام تحت تهديد الأمراض التي ينقلها البعوض المتكاثر في مياهها المتمثلة في الملاريا وحمى الضنك والإسهالات وغيرها من الأمراض التي تهدد حياة الناس في هذه المحافظة.
ويشير ناجي إلى أن محافظة الحديدة وخاصة حي غليل وحارة اليمن والكورنيش والصبالية وجزء من شارع جمال أصبحت مهددة بكارثة بيئية خطيرة جداٍ ستعصف بهذه المدينة بشكل عام وسط غياب الجهات المختصة المتمثلة بالمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي والهيئة العامة لحماية البيئة وصحة البيئة ومكتب الصحة والإسكان والأشغال العامة والمجلس المحلي وقيادة المحافظة وحكومة الوفاق الوطني.

مشكلة مستعصية
من جانبه يقول المواطن الضحي حسن ضحى من سكان حارة الحوك: إن طفح المجاري بمدينة الحديدة أصبح من المشاكل المستعصية على الحكومة وقيادة المحافظة والمؤسسة المحلية للمياه الصرف الصحي بالمحافظة ويدفع ثمنها المواطن من صحته وأمواله إلى جانب تشويه هذه المحافظة الساحلية السياحية بطفح المجاري الذي أصبح يغطي طفحها 90% من مساحة هذه المحافظة ونشر الأمراض التي تصيب الأطفال والنساء وكبار السن ويدفعون كل ما يملكون في سبيل العلاجات لهذه الأمراض التي سببتها المجاري الراكدة أمام منازلهم مشكلة بذلك مأوى لتكاثر جميع أنواع الحشرات والحيوانات الضالة مثل الكلاب والقطط وغيرها التي تنقل هذه الأمراض إلى الناس في بيوتهم.
وأشار إلى أن محافظة الحديدة تعيش في حالة تهميش وإقصاء متواصل من قبل الدولة بالرغم من أنها من أكبر المحافظات رفدا للميزانية العامة للدولة من خلال مواردها الهائلة وفي مختلف المجالات الاقتصادية والمالية والسياحية والزراعية وغيرها من الموارد.

أسلحة بيولوجية
* الدكتور نبيل محمد الجنيد – أخصائي رعاية الطفولة والأمومة – يقول: المجاري المفتوحة أو الطافحة تعتبر من أسلحة الحروب البيولوجية في نظريات واستراتيجيات العصر في الحروب الحديثة حيث تعتمد الدول المتحاربة على ضرب شبكات المجاري والصرف الصحي لنشر الأوبئة والأمراض الفتاكة لدى مواطني الدول المتحاربة أو المستهدفة كون المجاري الطافحة حاضنة نموذجية للعديد من الأمراض الخطيرة التي تنطلق منها. أما نحن في اليمن فقد كفينا أعداءنا ذلك وأصبحت مجارينا مفتوحة بدون الحاجة إلى من يضربها في أي حرب حيث إن من أهم مصادر التلوث البيئي الذي ينذر بانتشار الجوائح والأوبئة المرضية طفح المجاري.
وأكد الجنيد أن الأمراض التي تسببها المجاري الطافحة من الصعب أن تحصى في هذه العجالة فمنها على سبيل المثال فقط الكوليرا والشيجلا والزحار الأميبي والدستاريا والسالمونيلا وبعض هذه الأمراض تسبب اضطرابات شديدة في الجهاز الهضمي والقيء الشديد المتواصل والإسهال الذي قد يؤدي إلى الفشل الكلوي إلى جانب اختلال شوارد الدم ومن ثم الوفاة كما أن مخلفات المجاري أو المياه العادمة هي حاضنة وسيطة لنواقل بعض الأمراض الأخرى عن طريق الحشرات المتنقلة في منازل الناس وأهمها في اليمن داء البرداء (الملاريا) والتي تعاني منها بلادنا وتصنف عالمياٍ من الدول المستوطنة لهذا المرض رغم ضخ الكثير من الأموال والإمكانيات لمكافحة هذا المرض.
وأضاف أن أكثر شريحة متضررة من طفح المجاري هم الأطفال الذين يمرحون بالشوارع والأحياء الطافحة بالمجاري والقمامة التي تصيبهم بالعديد من الأمراض والمضاعفات الصحية الخطيرة وتتمثل في الإسهالات والجفاف وانخفاض معدلات النمو للأطفال ومن ثم الوفاة ناهيك عن الغازات الناتجة عن تحلل مخلفات المجاري وأهمها: غاز الأمونيا برائحته الكريهة والمنفرة وآثاره السامة على الكبد والدماغ لكل الشرائح العمرية وتزداد حدته لدى الأطفال وكبار السن الذين يعانون من اعتلالات كبدية ودماغية تؤدي إلى تدهور حالاتهم الصحية لهذا يجب وضع حلول ومعالجات سريعة وجذرية للمجاري قبل أن تحصل الكارثة.

غير مسبوق
* مدير الهيئة العامة لحماية البيئة بمحافظة الحديدة المهندس ياسر عبده غبير يقول: إن طفح المجاري الذي تشهده شوارع وأحياء وحارات مدينة الحديدة غير مسبوق وكارثي يتجرع مرارته على مدار الساعة الناس بالمحافظة وخاصة الروائح الكريهة المنبعثة من مستنقعات المجاري الراكدة أمام منازلهم وأمام المدارس ومقار أعمالهم بالمكاتب والمؤسسات الخدمية العامة والخاصة التي منعتهم من تناول وجباتهم الغذائية بالإضافة إلى التلوث البيئي الخطير الذي تمر به مدينة الحديدة نتيجة هذا الطفح مما يؤدي إلى نقل العديد من الأمراض الفتاكة للناس إلى جانب الأمراض التي ينقلها البعوض المتكاثر في مستنقعات المجاري ويكون الأطفال أكثر الفئات عرضة بالإصابة بهذه الأمراض الفتاكة بالمدينة.
وأكد غبير بأن الهيئة العامة لحماية البيئة وجهت العديد من المذكرات الرسمية إلى المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي لتنبيهها بالمخاطر البيئية الكارثية التي سيسببها استمرار طفح المجاري بالشوارع والحارات وأحياء المدينة والذي تعود أسبابه إلى تدهور شبكة المجاري بالمحافظة نتيجة قدمها وانتهاء عمرها الافتراضي وأيضاٍ تدهور إمكانيات المؤسسة المحلية للصرف الصحي بسبب تدني إيراداتها لامتناع المواطنين عن سداد قيمة استهلاك المياه وهذا ساهم في تدهور المؤسسة.
ودعا مدير عام الهيئة العامة لحماية البيئة حكومة الوفاق الوطني وقيادة المحافظة والسلطة المحلية إلى سرعة إنقاذ مدينة الحديدة من كارثة بيئية خطيرة تهدد كل شيء بالمحافظة والسيطرة عليها قبل استفحالها وإلا سيكون من الصعب السيطرة عليها وتفادي أضرارها البيئية والصحية والاقتصادية .

أسباب عديدة
من جانبه قال المهندس أيوب الدبعي – مدير عام المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بمحافظة الحديدة: إن طفح المجاري بمدينة الحديدة يعود إلى عدة أسباب وعوامل منها قدم الشبكة وانتهاء عمرها الافتراضي وعدم قدرتها على استيعاب التوسع السكاني الهائل الذي تشهده مدينة الحديدة الذي يفوق قدرتها الاستيعابية وخاصة حارة غليل التي هي شبه غارقة بالمجاري الطافحة كون هذا الحي السكني صمم على أساس حارة شعبية صغيرة لا تتجاوز المباني فيها عن دور شعبي واحد فقط والآن أصبحت تمثل نصف مدينة حيث شهد هذا الحي نهضة عمرانية كبيرة وأصبح يضم عمارات مكونة من خمسة وستة وسبعة طوابق وخطوط مجاريه الرئيسية لا تتجاوز ثمانية هنشات فقط علبة فول صغير تقوم بتسديدها. السبب الثاني لطفح المجاري هو أن المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بالحديدة لا تمتلك الإمكانيات المادية أو المعدات أو السيارات ولا مضخات شفط كافي للحد من مشكلة المجاري الطافحة والمؤسسة مهددة بالإنهيار والإفلاس في أي لحظة. فيما السبب الثالث في طفح المجاري يساهم فيه المواطن نفسه لقلة وعي أو بقصد التخريب وافتعال طفح للمجاري من خلال رمي كافة المخلفات داخل مناهل خطوط المجاري من أحجار بمختلف الأحجام والبلك والمكارد والمتاكي والملابس الداخلية وجميع أنواع العلب المعدنية والبلاستيكية والأتربة والحفاظات وألعاب الأطفال فلدينا الآلاف من دراويم الأطفال التي نقوم باستخراجها أثناء إزالة انسداد المجاري وبعض الناس عندما تطفح المجاري أمام منزله يقوم بشراء قلاب تراب أو حجر ويكبس أو يدفن المنهل أو غرفة المجاري الطافحة أمام منزله ويوقف الطفح ولكن تخرج له المجاري من حمامه إلى داخل منزله وهنا يصاب بالصدمة من فعلته ويعرف عنوان المؤسسة ولكن بعد فوات الأوان والبعض الآخر من الناس يقومون بسرقة أغطية غرف تفتيش المجاري وتكسيرها وهذه جريمة يرتكبها المواطنون بحق أنفسهم أولاٍ وبحق المال العام ثانياٍ.

إمكانيات محدودة
ويضف أيوب بأنه رغم هذه المشاكل والصعوبات الكبيرة التي تواجه المؤسسة وقلة الإمكانيات المادية والمعدات نحاول بحسب الإمكانيات المتاحة الحد من هذا الطفح للمجاري الذي يصلنا في اليوم الواحد من 60 إلى 80 بلاغاٍ بطفح مجاري ولا نغطي من هذه البلاغات إلا في حدود 30 إلى 40% فقط كون المؤسسة لا تمتلك إلا أربعة بوابير أو سيارات شفط فقط ومتهالكة يوم تعمل في الميدان ويوم في الورشة للصيانة والعمال والموظفون لا يحصلون على مستحقاتهم من رواتب وإضافي وغيرها من المستحقات في موعدها نتيجة قلة الإمكانيات المادية فمصروفات المؤسسة من رواتب وإضافي ووقود وقطع غيار وصيانة وغيرها من المصروفات والمستحقات 120 مليوناٍ شهرياٍ وإيرادات المؤسسة شهرياٍ من 55 إلى 60 مليوناٍ شهرياٍ يعني بأن العجز أكثر من النصف وهذه أكبر مشكلة تواجهها المؤسسة وذلك بسبب عدم التزام المواطنين وكبار المستهلكين والقطاع الحكومي المحلي والمركزي بسداد قيمة استهلاكهم للمياه فمديونية المؤسسة بلغت حتى 2013م ملياراٍ و600 مليون ريال منها 800 مليون متأخرة عند المستهلكين العاديين و200 مليون عند القطاع التجاري و600 مليون عند القطاع الحكومي المحلي والمركزي لذلك نحن متوقعون انهيار شبكة المجاري والمؤسسة المحلية للصرف الصحي بمحافظة الحديدة في أية لحظة إذا لم يحصل أي حل جذري وسريع لهذه المشكلة وهذا يتطلب تدخل رئيس الجمهورية والحكومة مالم ستغرق مدينة الحديدة بالمجاري في لحظة.
وأشار مدير عام المؤسسة المحلية للمياه الصرف الصحي بالحديدة إلى أن المبلغ الطارئ الذي اعتمدته الحكومة في اجتماعها الذي عقدته بالمحافظة مؤخراٍ والمقدر بمليارين و900 مليون هو لمعالجة الأمور الطارئة والإسعافية المستعجلة والمتمثلة في توريد معدات شفط وسيارات ستحل محل المعدات القديمة التالفة وتحسين بعض شبكات المجاري المنهارة والمحافظة على أدائها على ما هو عليه. ونحن الآن بصدد الانتهاء من إعداد الوثائق والمستندات اللازمة لذلك وإرسالها للوزارة التي بدورها ستسلمها إلى مجلس الوزراء لاعتماد المبلغ لغرض الحد من تدهور الشبكة والمؤسسة وليس حلاٍ جذرياٍ لهذه المشكلة الخطيرة .

قد يعجبك ايضا