من أجل الإجابات الصحيحة و بناء الثقة أولا
حسن أحمد اللوزي

حسن أحمد اللوزي –
من حقنا أن نبحث عن إجابات واضحة ودقيقة لنا حول أسئلة الوجود المنتج والمثمر وتحقيق الاستخلاف الحنيف كما أمرنا ومواجهة تحديات بناء الحياة كما نريد..ونحلم!
وذلك يعني أن لا نرتهن مطلقا إلى الإجابات الجاهزة والخاصة بأسلافنا أو غيرنا دون الاستغناء عن النظر في ذلك للاستفادة والقدرة على الفهم والتقدم نحو الأفضل.
ذلك أن ما توصل إليه أسلافنا وصار تاريخا يبقى ذخيرة تراثية وحضارية حية وملهمة.. وكنزا عظيما لصالح تنمية رؤية الأجيال المتلاحقة.. ولكنه وكما يحمل الجوهر الأصيل إلا أنه أيضا محاط بالركام الزائف.. والقيود المعوقة وصار سببا في التخلف والاختلاف والصراعات أو أنه أيضا أصبح خارج وقت الاستفادة كما أملتها الظروف والاحتياجات في حينه.. وأنا هنا لا أتحدث عن العقيدة أو المبادئ والقيم السامية والأحكام القطعية حتى لا يساء الفهم.. وإنما الحديث هو عن الاجتهادات ونتائج الاستنباط من الأحكام وعن صور من المعالجات والأدوات والوسائل المتبعة في ممارسة العيش الحر الكريم والحياة المنتجة والفاعلة.. أن هناك أيضا ما يبدو من الأفكار المشرقة.. والمقبولة في لحظتها ومرحلتها.. لكنها لا تلبث أن تفقد معناها ودورها.. وجدواها بالتغيير الذي يحدث من حولها في الحياة ذاتها والاحتياجات المتغيرة بفضل سنة التطور وإرادة التحول إلى الأفضل.. وتجدد المعارف التي تثريها التجارب المعاشة وفي المقابل أيضا لابد من النظر بإمعان شديد إلى عطاءات التجربة الإنسانية في كوكبنا الصغير وما تحفل به من ايجابيات وما احرزته من نجاح مشهود سواء على الأصعدة السياسية أو الاقتصادية بل والثقافية والاجتماعية وهي أقرب ما تكون منا في وضوح صورتها ونتائجها ومجريات أعمالها وحقيقة أحوالها وهي تضع بين أيدينا النتائج التي تبني عليها الحقائق دون مواربة أو تعسف ودون أن تكون حكرا على أحد أو تساق إلينا على سبيل الفرض والإملاء!!
أو ننجر إليها على سبيل التقليد الأعمى الذي يسوق إلى الارتهان!!
وحقيقة فإن ما نشاهده ونسمعه ونتابعه في مجريات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وخاصة في أعمال فرق العمل يمثل نوعا من التوجه العقلاني المتبصر للحصول على الإجابات المطلوبة عاجلا حول معالجة كافة المشكلات والتحديات الماثلة اليوم في حياتنا بهدف تحقيق كامل الأهداف والمهام التي تضمنتها المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية المزمنة لها.
ولا شك انه إذا تحقق للمؤتمر النجاح المنشود فسوف يصل بالبلاد إلى جملة ما يتطلع إليه المواطن من هذا الجمع الوطني المبارك وخاصة بالنسبة للتعديلات الدستورية أو الدستور الجديد وكذا في رسم خارطة قيمية فكرية وسياسية وإجرائية لحاضر ومستقبل البلاد وما يمكن اعتباره مشروعا نهضويا حضاريا يمنيا جديدا انطلاقا من البداية العملية الجريئة والحاسمة في معالجة المشكلات الحادة القائمة وتحقيق المصالحة الوطنية.. والتي بدونها سيكون الأمر كله وكأنه حراثة في الرمل.
لكنه وكما يبدو واضحا فإن جزءا خطيرا مما يتم ترديده من الأفكار مازال ينطلق من متارس عدم الثقة.. ومؤشرات عدم القبول بالآخر وبما يقوله للأسف الشديد.. غير أن ما يقدم مكتوبا صار أفضل وأجلى صورة خاصة عند كل الذين يحرصون على تقديم أحسن ما عندهم.. وأصدق ما يؤمنون به.. وأوضح ما يفضلون أن يعرفوا به أمام شعبهم وأمام العالم.. ويسجل لهم وعنهم في انصع صفحات التاريخ في لحظته التطورية المتميزة وهو الأصدق إنباء بما يرنو إليه الشعب ويستوجبه الحاضر.. ويتطلبه المستقبل وضمانة ذلك بالنسبة لمؤتمر الحوار الوطني الشامل تتطلب اليوم وعاجلا تكثيف كل الجهود القيادية العليا وكافة أعضاء المؤتمر من أجل استكمال بناء الثقة أولا بين كافة أعضاء ومكونات المؤتمر وهو الأمر الذي طالبنا به منذ البداية كأروع استهلال للحوارات الدائرة..وتجاوز كل صور العداء.. وخاصة ونحن ندرك جيدا بان الصور العدائية بين أبناء الوطن الواحد تعتبر من الصفات الطارئة أو المكتسبة أو العارضة والمفروضة بسبب الصراعات على المصالح الآنية والأهواء الذاتية وهي حتما ضد طبيعة الإنسان المؤمن والشخصية الوطنية المسالمة الخيرة.. لأن الفطرة السوية كامنه في مشاعر الأخوة وأحاسيس المحبة وعواطف التراحم والتسامح وصلات التفاهم والتدافع الوطني والحضاري..
ولقد كان أعضاء فريق العمل الخاص بالقضية الجنوبية على حق عندما طالبوا من أول اجتماع لهم بضرورة بذل المزيد من الجهود من أجل بناء الثقة والحرص من قبل الجميع في المؤتمر وخارجه وعلى أعلى المستويات القيادية على بن
